قال موقع "ذا هيل" الإلكتروني إن مؤسسة الحزب الجمهوري في الولاياتالمتحدة وضعت ثقلها الآن وراء المرشح الرئاسي الجمهوري السيناتور تيد كروز وهو ما وُصِف بأنه تحول مفاجئ في السباق الرئاسي الحالي الذي تحدى كل التوقعات. وأشار الموقع الأمريكي إلى أن كثيرا من أعضاء الحزب الجمهوري البارزين غير مُعجبين بكروز لكنهم أقروا الآن بأنه يمثل أفضل خيار وربما الخيار الوحيد الذي يمكن أن يحرم الملياردير دونالد ترامب من الفوز بترشيح الحزب في يوليو القادم. وكان آخر المعترفين بذلك هو حاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش والذي أعلن أمس الأربعاء عن دعمه لكروز واصفا السيناتور عن ولاية تكساس في تعليق له على موقع فيس بوك بأنه ثابت على مبادىء تيار المحافظين.. وكان جيب بوش يقول عكس ذلك عندما كان يخوض غمار السباق إلى البيت الأبيض خاصة عندما سخر حاكم ولاية فلوريدا السابق من انتهازية كروز السياسية. وكان مرشح الرئاسة الجمهوري الأمريكي في انتخابات عام 2012 ميت رومني قد سبق جيب بوش في دعم السيناتور كروز حيث حث الناخبين في ولاية يوتا التي يتمتع فيها بجذور عميقة على التصويت لصالح كروز في الانتخابات التمهيدية التي جرت امس الأول الثلاثاء. وقال رومني إن الوقت حان ليتوحد فيه الجمهوريون من مختلف الاتجاهات وراء كروز. وقد اكتسح كروز في الانتخابات التمهيدية، التي جرت في ولاية يوتا، على الرغم من هزيمته في نفس اليوم في الولاية الأكبر وهي اريزونا لصالح ترامب. كما انضم مؤخرا السيناتور ليندسي جراهام إلى معسكر كروز حيث ساعد في جمع تبرعات لصالح حملة السيناتور كروز الانتخابية. وكان جراهام قبل شهر واحد فقط يقول ضاحكا إنه إذا قتل أحد تيد كروز على اعتاب مجلس الشيوخ وتمت المحاكمة على أيدي أعضاء مجلس الشيوخ لن يجد القاتل احدا يدينه. ويرى الموقع الإلكتروني أن الحماسة التي ظهرت حديثا للسيناتور كروز تبدو أنها اعتراف بأن أوقات اليأس تدعو إلى إجراءات تتسم باليأس أيضا. وقال مايكل ستيل الرئيس السابق للجنة الوطنية للحزب الجمهوري، إنه يبدو أن هؤلاء اليائسين ليس لديهم في الواقع الوسيلة أو القدرة على التواصل مع قواعد الناخبين من أنصار ترامب. وفي هذه اللحظة الأخيرة لايجدون أمامهم سوى دعم تيد كروز بعد أن قضوا الجزء الأكبر من الحملة الانتخابية في التأكيد للأمريكيين مدى كراهيتهم لكروز على حد قول ستيل. ووصف ستيل هذا بالخداع، مؤكدا أن الناخبين ليسوا أغبياء فهم يفهمون ما يفعل هؤلاء. وتبدو حاليا فرص كروز في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري ضئيلة حيث إن الفارق بينه وبين ترامب في عدد المندوبين يصل إلى 275. فقد حصل حاليا على 463 مندوبا مقابل 738 لصالح ترامب من إجمالي 1237 مندوبا وذلك وفقا لتقديرات صحيفة "نيويورك تايمز"، وهذا يعني أنه يتعين على كروز الفوز بنحو 90 بالمائة من باقي عدد المندوبين البالغين 848 في الانتخابات التمهيدية المتبقية بينما يحتاج ترامب إلى الحصول على 59 بالمائة فقط. ويتشكك كثيرون ممن هم بداخل الحزب الجمهوري ازاء نجاح تحول مؤسسة الحزب الجمهوري الأخير في دفع كروز نحو كسب زخم أكبر في الولايات المتبقية غير أن المراقبين يقولون أن ربما كبار المتبرعين الذين كانوا يؤيدون جيب بوش يدخلون الآن إلى جانب تيد كروز.