«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الموت على سلالم مستشفيات الحكومة
نشر في البوابة يوم 21 - 03 - 2016

حسام الحارونى - أحمد أبوقاسم - سمير إبراهيم -علاء إبراهيم - مصطفى عبدالله - أسماء شعيب عبدالقادر مبارك - فاطمة جابر - أسامة علاء - أحمد عبدالخالق - حسني دويدار
غاب أطباء الدولة فضاعت الأرواح على سلالم المستشفيات، كتب الموت على أبوابها فأصبحت كالقبور تستقبل الموتى، مستشفيات حكومية مسئولة عن أرواح أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم دقوا أبوابها لقلة الحيلة وقلة رزقهم.. أوراق وملفات وأدوية وأدوات حبيسة الأدراج، ودواليب وحجرات يلتهمها الإهمال، يحتاجها المريض ولا يجدها إلا عند صيدلى خارج المستشفى ينتفع هو وطبيب فقد ضميره وباع نفسه للمال، فهو إما أن يتفق مع الصيدلى على نسبته أو يترك مكان عمله ليذهب إلى عيادته أو المستشفى الخاص الذي يعمل به، ممرضات تائهات وسط الحجرات هن في المستشفى على الورق وفى الحقيقة غائبات، وإذا أتين فويل لمن يقطع حديثهن في الموبايل أو جلساتهن المنفردة أو إزعاجهن في وقت تناول غدائهن، إنه حال مستشفيات الحكومة في محافظات مصر.
القاهرة الكبرى
تتعدد أسماء المستشفيات الحكومية في القاهرة، منها ما هو تحت مسمى المستشفى التعليمى والجامعى والوحدة الصحية والمبرات، وكلها خاضعة للكيان الحكومى المهمل، فلا تجد طبيبا في موعد النوبتجية أو حتى ممرضة تقوم بدورها وترعى مرضاها بين الوقت والآخر.
سوء معاملة الأطباء والممرضات إذا وجدوا داخل المستشفيات ومع التعامل في دخول وخروج المرضى من وإلى حجرة الكشف شىء لا يستوعبه عقل بشرى كأنهم يتصدقون عليهم، لأن الكشف رخيص، ودى مستشفى حكومة، واللى بيدخلها يبقى مواطن غلبان ومش لاقى.
يقول عم صابر، مريض باطنة بمستشفى القصر العينى: «أنا حاسس إن أنا بادخل المستشفى سليم وباخرج منها تعبان وهلكان ومريض أكتر، وباشوف المواطنين بتيجى من الصباح الباكر حتى تتمكن من الكشف والعودة مبكرا، ومع ذلك دائما ما يجلسون لساعات في انتظار دورهم الذي يمكن ألا يصيبهم ويغادر المريض بدون كشف».
وفى مستشفى أبوالريش اليابانى للأطفال أحد أهم المستشفيات الحكومية لعلاج الأطفال، فتجد الإهمال يبدأ من غياب الأطباء وانشغال كثيرين منهم بالعيادات الخاصة التي توفر لهم دخلا أكبر وأفضل من مرضى المستشفى بخلاف عدم وجود ممرضات لمتابعة الحالات العاجلة أو إتمام عملهم المنوط بهم في حق المرضى الموجودين داخل عنابر المستشفى.
وعندما تدخل من باب المستشفى ستجد تلالا من القمامة في استقبالك، أما السلم الرئيسى وفى قسم أمراض الباطنة الأمهات يحملن أطفالهن ويفترشن الأرض بحثا عن عون أو ممرضة تجبر خاطرهن أو انتظار وصول طبيب حتى لا يقلقن الممرضات أثناء نومهن في وقت عملهن، إضافة إلى الإهمال داخل غرف الرعاية المركزة، وتناثر الأدوات والأدوية وانتشار بقع الدم في كل مكان دون تطهير أو تعقيم.
وتقول السيدة إيناس إبراهيم، والدة أحد الأطفال، إنها للمرة الرابعة تأتى فيها لمقر الاستقبال الخاص بمستشفى للكشف على ابنها، وما عليها إلا أن تذهب إلى بيتها وتعود مرة أخرى على أمل أن تجد طبيبا للكشف على ابنها.
وتضيف: «حالة من الزحام الشديد على العيادات الخارجية ومسئول خزينة المستشفى.. استياء من المرضى بسبب أسعار التحاليل والأشعة والأدوية والأدوات التي من المفترض أن تكون على نفقة الدولة، لكننا مضطرين إلى الدفع لننال العلاج أو نستريح نحن وأبناؤنا من هموم المرض وقسوة المعاملة».
الدقهلية
فقد شهدت محافظة الدقهلية خلال الشهرين الأخيرين حالة من الفوضى داخل عدد من المستشفيات والوحدات الصحية بسبب غياب الأطباء وأعضاء هيئة التمريض وتقصير العاملين والمسئولين بها، ما أدى إلى حالة من غضب المواطنين، بسبب الإهمال المتكرر وعدم مراعاة المرضى وانشغال الأطباء بعياداتهم الخارجية فقط، ما دعا المسئولين إلى القيام بعدد من الجولات المفاجئة، وعلى رأسهم محافظ الدقهلية الذي أحال خلال شهرين فقط 209 أطباء وأعضاء هيئة تمريض وعاملين إلى التحقيق، وأقال عددا من مديرى المستشفيات.
وكان المحافظ قد قرر مجازاة 68 طبيبا وموظفا وممرضا بالخصم 10 أيام من راتبهم، لمغادرتهم العمل بمستشفى شربين العام قبل الموعد الرسمى، وعدم امتثال بعضهم للتحقيق، وكذا خصم 15 يوما ل24 طبيبا وإداريا، وكذا خصم 5 أيام لعدد 45 طبيبا وموظفا وممرضا بمستشفى ميت غمر لانقطاعهم عن العمل.
كما قرر المحافظ خصم 5 أيام من 10 أطباء وموظفين بوحدة طب الأسرة بمحلة دمنة، لتغيبهم عن العمل خلال جولة مفاجئة للمحافظ، وخصم 5 أيام لعدد 20 طبيبا بمستشفى الكردى المركزى لانقطاعهم عن العمل.
وقام المحافظ أيضا بجولة مفاجئة لمستشفى بنى عبيد قرر خلالها إقالة مدير المستشفى وإحالة المدير الإدارى للتحقيق وإحالة 27 من الأطباء وأعضاء هيئة التمريض والعاملين بالمستشفى للتحقيق، لتغيبهم عن العمل في الفترة المسائية، كما قرر إحالة 7 من الأطباء والإداريين بمستشفى نبروه المركزى للتحقيق، لتغيبهم عن العمل من بينهم المدير الإدارى للمستشفى وذلك خلال جولة مفاجئة له، وقرر خصم 3 أيام لمسئول الحضور والانصراف بالمستشفى وتحويل جميع المتغيبين المسجلين في دفتر الحضور إلى الشئون القانونية.
وقرر إحالة 8 من أخصائيى الاستقبال بمستشفى الجمالية للتحقيق بناء على مذكرة رئيس المدينة عندما قام بجولة مفاجئة للمستشفى، ولاحظ عدم وجود أخصائيين بالمستشفى، وتم تسجيلهم غيابا وإحالتهم للشئون القانونية.
كما قام وكيل وزارة الصحة بعدد من الجولات المفاجئة وكذا عدد من اللجان التابعة للمديرية التي تقوم بالتفتيش المفاجئ بصفة مستمرة، وقام بإحالة عدد من الأطباء والممرضات والعاملين للتحقيق بسبب تغيبهم.
الشرقية
تشهد المنظومة الصحية داخل المستشفيات الحكومية بمحافظة الشرقية حالة من الترهل واللامبالاة، وأصبحت أرواح المواطنين بين أيدى الأطباء الذين تفرغوا لعياداتهم وأعمالهم الخاصة وتركوا المرضى للممرضين والممرضات، ليقوموا بالدور بدلا منهم.
ورغم الجولات المكثفة من المحافظ الحالى والسابق ومسئولى مديرية الصحة للحد من الغياب المستمر للأطباء، إلا أن القرارات والجزاءات باتت غير رادعة، وتشهد غالب المستشفيات الحكومية غياب العديد من الأطباء، وسط صمت مديرى المستشفيات والوحدات الصحية، والأدهى من ذلك قيام مسئولى الحضور والانصراف في بعض المستشفيات بالتوقيع للأطباء وهم في منازلهم أو عياداتهم الخاصة.
وتجرى النيابة الإدارية بمنيا القمح تحقيقاتها في بلاغ تقدمت به إحدى الموظفات بمستشفى الصنافين تتهم فيه إدارة المستشفى بالتستر على طبيب تغيب عن العمل لمدة عام، ويحصل على جميع مستحقاته المالية.
وذكرت شكوى تقدمت بها بعض الممرضات من نفس المستشفى أن الموظف المسئول عن دفتر الحضور والانصراف كان يوقع للطبيب الذي يدعى «محمد.م.ع» في الفترة من شهر إبريل 2012 حتى فبراير 2013، ما يعد سرقة للمال العام وتزويرا في أوراق المستشفى.
كما شملت الشكوى التي يتم التحقيق فيها بالشئون القانونية بمديرية الصحة بالشرقية تحت رقم 1217/2016 أن مسئولين بمستشفى الصنافين سمحوا لممرضة غير مدربة بتوليها مسئولية التوليد ومتابعة الحمل، مشيرين في شكواهم إلى أن الممرضة كانت تستخدم أمبول «سانتسنول» الذي لا يجب استخدامه إلا تحت إشراف طبيب، حيث له مضاعفات قد تصل إلى انفجار الرحم أثناء الولادة.
كما شهد مستشفى بلبيس وفاة مريض داخل المستشفى خلال الشهور الماضية، بسبب عدم وجود أطباء، الأمر ذاته كاد يتكرر داخل مستشفى أبوحماد بعدما تقدم مواطن بشكوى لمديرية الصحة بسببب عدم وجود أطباء بالمستشفى عند ذهابه برضيعته لإسعافها بعد إصابتها بجرح قطعى في الشفاه، وتم بالفعل إحالة المتغيبين للتحقيق.
أيضا شهد مستشفى فاقوس العام بالشرقية إحالة أكثر من 200 طبيب وممرض وعامل إلى التحقيق، بسبب تغيبهم عن العمل وذلك خلال زيارة مفاجئة للجنة من وزارة الصحة.
المنيا
تعانى جميع الوحدات الصحية بقرى محافظة المنيا من عجز شديد في الأطباء، ما أدى إلى إغلاق العديد منها معظم أيام الأسبوع والاكتفاء بفتحها يومين في الأسبوع.
وقد لجأت مديرية الصحة بالمنيا إلى سد هذا العجز بإسناد مسئولية أكثر من وحدة صحية لطبيب واحد يقوم بالإشراف عليها بنظام التناوب يومين في الأسبوع.
ففى قرية 8 مهاجرين بسمالوط يقول أحمد على إن الوحدة الصحية بالقرية مغلقة، ولا تعمل من أساسه، ولا يوجد بها أطباء ولا ممرضون، خاصة أن القرية تبعد عن المدينه بنحو 30 كيلومترا، وهناك مشقة كبرى لأى مريض في الذهاب لأقرب مستشفى، خاصة أن معظم السكان محدود الدخل، ولا توجد لديهم نقود لإيجار سيارة لنقلهم إلى مستشفى قريب.
ويقول عامر محروس، من قرية زهرة: إن البسطاء يواجهون الموت البطىء بسبب بُعد المستشفيات العامة عن أماكن إقامتهم، وعدم توافر وسائل المواصلات ليلًا لنقل الحالات الطارئة، لافتا إلى أن كل وحدة صحية تخدم أكثر من 70 ألف نسمة، معظمهم من الفلاحين، وعادة ما يتعرضون للإصابة بلدغ الحشرات أثناء عملهم في الحقول، كما أن أمصال العقارب والثعابين غير متوافرة بالوحدات الصحية، لافتا إلى تحول مستشفى قرية زهرة، الذي تم إنشاؤه على مساحة 3 أفدنة، إلى خرابة ومأوى للكلاب الضالة والحشرات.
كما استغل عدد من أهالي قرية الشواشنة وجود المستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم، لافتتاح مركز شرطة الشواشنة الجديد وتقدموا له بشكوى مفادها تغيب أغلب أطباء مستشفى الشواشنة المركزى، ما يتسبب في متاعب عديدة لأهالي القرية، وطلب الأهالي من المحافظ التوجه إلى تفقد المستشفى والوقوف على الوضع المتردى، وهو ما استجاب له مكرم على الفور، حيث قام بزيارة للمستشفى، ليتفاجأ بعدم وجود أحد من طاقم الأطباء سوى الصيدلى، وحينما سأل المحافظ عن مدير المستشفى أبلغه الصيدلى الموجود أنه توجه إلى نيابة أبشواى بناء على استدعاء للتحقيق معه في شكوى مقدمة ضده، وعلى الفور طلب المحافظ دفتر الحضور والانصراف، وقرر إحالة طاقم الأطباء للتحقيق، واستدعاء اللواء طبيب ماهر جاويش، لبحث أسباب تغيب الأطباء، واتخاذ ما يلزم من إجراءات عقابية ضد المقصرين و«المزوغين».
وفى تصريح خاص ل«البوابة» قال مكرم إنه لن يتهاون مع أي تقصير خصوصا في قطاع الصحة، مضيفا أنه استدعى وكيل وزارة الصحة للاجتماع معه بحضور عدد من أهالي قرية الشواشنة للاستماع إلى مشاكلهم، وبحث أسباب تغيب أطباء المستشفى المركزى عن التواجد بالمستشفى، واتخاذ ما يلزم من إجراءات ضد المقصرين، وأشار المحافظ إلى اهتمامه البالغ بملف قطاع الصحة، نظرا لأنه قطاع خدمى يختص بصحة وحياة المواطنين، وأكد مكرم أنه سبق وأحال أكثر من طبيب في مستشفيات مختلفة للتحقيق بسبب تغيبهم عن النوبتجيات الخاصة بهم.
الغربية
سادت حالة من الفوضى والإهمال في المستشفيات والوحدات الصحية التابعة للدولة في قرى ومراكز محافظة الغربية، بسبب غياب الأطباء والممرضين عن عملهم في كل من المحلة الكبرى وسمنود وكفر الزيات ووحدة صفط تراب، وقد تم رصد نحو 53 حالة تقريبا من الأطباء والممرضين والموظفين من قرى ومراكز مختلفة تابعة لمحافظة الغربية وتحويلهم للتحقيق، ففى مركز سمنود تم ضبط 8 حالات غياب بينهم 6 أطباء و2 من الموظفين، ففى قرية الراهبين التابعة لمركز سمنود تم تحويل 8 من الأطباء والموظفين بالوحدة الصحية ووحدة التضامن الاجتماعى للتحقيق بأمر من رمضان عيد رئيس مركز ومدينة سمنود، بسبب تركهم عملهم في مواعيد الدوام الرسمية، وأثناء مرور عيد على الوحدة الصحية، للتأكد من انتظام العمل اكتشف تغيب 8 منهم، 6 من الأطباء، و2 من الموظفين، فقام بتحويلهم إلى التحقيق.
أما في مركز كفر الزيات فقد تم تحويل أيضا 8 من الأطباء والممرضات بمستشفى كفر الزيات العام، للتحقيق بمعرفة الإدارة الصحية، وذلك بسبب تركهم للعمل في أوقاته الرسمية، فقد قامت لجنة من الرقابة بمجلس المدينة بالتفتيش على المستشفى، وتبين عدم وجود 6 أطباء، واثنين من الممرضات وعدم تواجد خط سير لهم، أو إذن بالانصراف فتم تحويلهم للتحقيق.
وفى مدينه المحلة الكبرى تم تحويل 30 طبيبا وموظفا للشئون القانونية بقرار من اللواء ناصر طه، رئيس مركز ومدينة المحلة، بتحويل 7 أطباء بوحدة صفط تراب، بسبب الشطب عليهم في دفتر الحضور والانصراف، وكذا 2 من الإداريين، و6 من الموظفين، واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.
شمال سيناء
منطقة شمال سيناء من المناطق الملتهبة والتي تشهد عمليات إرهابية من قبل العناصر المسلحة، وتشهد بعض المناطق بها عمليات اشتباكات وانفجارات وإطلاق رصاص عشوائى، ما يؤدى إلى إصابة مقتل العشرات من المدنيين، بسبب الإرهاب بالمنطقة.
في ظل هذه الأوضاع المأساوية وسقوط عدد كبير من المصابين نجد أن مستشفيات المحافظة دون أطباء، وهناك نقص كبير في التخصصات المهمة، ما يؤدى إلى وفاة الكثير من المواطنين، وإما نقلهم إلى المستشفى الجامعى بالإسماعيلية.
مستشفى الشيخ زويد العام هو الوحيد الذي تبقى من الوحدات الصحية بمركز الشيخ زويد، نظرا لتوقف العمل بجميع الوحدات الصحية بقرى مركز الشيخ زويد، بسبب الاشتباكات الدائرة بين قوات الأمن والعناصر الإرهابية، ولم يتبق سوى مستشفى الشيخ زويد لتلقى الحالات الحرجة، إلا أن المستشفى يعانى من عدم وجود أطباء جراحة عامة وأطباء تخدير، ولا يوجد بالمستشفى سوى طبيب باطنة وممارس عام، وأى مصاب يصل إلى المستشفى يتم تحويله إلى مستشفى العريش العام، ويحتاج المستشفى إلى أخصائيين في الجراحة العامة والأوعية الدموية والتخدير.
أيضا مستشفى رفح العام لا يوجد به أي تخصصات سوى ممارس عام وطبيب باطنة، بخلاف ذلك لا يوجد بها أي تخصصات أخرى، خاصة الجراحة، وهو التخصص المهم بسبب الأوضاع الأمنية بالمنطقة، وتعرض المواطنين للإصابة نتيجة الطلقات العشوائية التي يتعرض لها المواطن، كما أن المستشفى يعانى من نقص شديد في التمريض والتحاليل والأشعة.
مستشفى العريش العام هو المستشفى الوحيد الذي تبقى بشمال سيناء لاستقبال الحالات، فهو المستشفى الوحيد المجهز بالإمكانيات لاستقبال المرضى والمصابين، إلا أن المستشفى يعانى من نقص حاد في جميع التخصصات، ونتيجة لظروف المحافظة الأمنية واستقبال المستشفى للجرحى والمصابين نتيجة العمليات الإرهابية فإن المستشفى يعانى من تخصص جراحة المخ والأعصاب والعظام والأوعية الدموية وأطباء الطوارئ والجلدية والأذن والأنف والحنجرة وأطباء التخدير وتخصصات أطباء العناية المركزة.
كما يعانى المستشفى من التمريض في تخصصات الطوارئ والعمليات والعناية المركزة، والمستشفى في أمس الحاجة إلى أطباء من جميع التخصصات المهمة لما تعانيه المحافظة من أعمال إرهابية.
في هذا السياق، أكد الدكتور طارق خاطر، وكيل وزارة الصحة، أن مستشفيات المحافظة تعانى من عجز شديد في جميع التخصصات، كما تعانى 30٪ من الوحدات الصحية من عدم وجود أطباء بها باستثناء مستشفى العريش العام الذي يعانى من تخصصات جراحة المخ والأعصاب وجراحة الأوعية الدموية، وقد أبلغنا الوزارة بهذا العجز الشديد الذي تعانى منه مستشفيات ووحدات الصحة بشمال سيناء.
وأضاف خاطر أن تكليف الأطباء لشمال سيناء من الوزارة يتم تعديله بناء على رغبة الأطباء دون الرجوع إلى مديرية الصحة بشمال سيناء، ولهذا لا تستقبل شمال سيناء أي طبيب من أطباء التكليف، إضافة إلى شمال سيناء التي تعانى من العجز الشديد في الأطباء لا يوجد بها أي حوافز مادية لتشجيع الأطباء إليها، حيث إن شمال سيناء مثلها مثل المحافظات النائية في الحوافز، فيلجأ الأطباء إلى تعديل تكليفهم من شمال سيناء إلى المحافظات الأخرى، نظرا للظروف الأمنية التي تشهدها المحافظة.
وأكد خاطر أن قانون منع الأطباء ما فوق الستين عاما من التعاقد معهم أدى إلى تفاقم الأزمة، حيث إن شمال سيناء بها أطباء فوق هذا السن يمكن التعاقد معهم إلا أن القانون يمنع ذلك، ويجب استثناء شمال سيناء من هذا القانون، والتعاقد مع أبناء المحافظة من هؤلاء الأطباء الاستشاريين.
أسيوط
ستظل ندرة الأطباء بالمستشفيات العامة والوحدات الصحية، أزمة تهدد المواطنين بأسيوط، وهو ما دعا نواب أسيوط للاتفاق مع الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة على حل أزمة حتى يتم تكليف دفعة الأطباء المقبلة بنطاق أسيوط للتغلب على العجز الذي تعانى منه مستشفيات ووحدات أسيوط الصحية.. فيما يؤكد المهندس ياسر الدسوقى، محافظ أسيوط، وجود سوء توزيع الأطباء وتردى الخدمات التي تقدم للمواطن بداخل عدد كبير من المستشفيات الحكومية والوحدات الصحية، كما أن قرى بنى مر وبنى زيد الأكراد والأطاولة والمعصرة والعصارة والفيما وبصرة ونجوعه حتى الآن تعتمد خدماتها الصحية على وحدة صحية خلف مركز شرطة مركز الفتح، وهو المركز الوحيد ضمن 12 مركزا بنطاق محافظة أسيوط الذي لا يشتمل على مستشفى مركزى.
كما يعانى مستشفى أبنوب المركزى، الذي يعد من أقدم المستشفيات المركزية بأسيوط من نقص أطباء في تخصصات الأشعة والتحاليل، ويتم الاعتماد فيه على فنيين فقط، وأطباء عظام، رغم أنه المستشفى الأعلى استقبالا لحالات مرضية على مستوى محافظة أسيوط، حيث يستقبل ما يعادل 285 ألف حالة سنويا، بما يعادل 1200 حالة يوميا شاملة كشوف العيادة الخارجية، وكما أنه من أكثر المستشفيات بعد قصر العينى بجامعة أسيوط استقبالا لحوادث الطرق الصحراوية، وذلك لأنه أقرب مستشفى من المنيا حتى أسيوط بالطريق الصحراوى - وعن الوحدات الصحية فهى مغلقة بالخنازير ولا تعمل سوى 120 دقيقة فقط، ثم لا تجد الحالات المرضية أي أطباء بنطاق أكثر من 100 وحدة صحية بالمحافظة.
وكان المهندس ياسر الدسوقى، محافظ أسيوط، قد أفاد بأن أزمة الصحة بأسيوط أزمة سوء توزيع في الأطباء وهيئة التمريض وليس نقص أطباء بالمحافظة، ومن جانبه وافق على إحالة 4 أطباء بمستشفى البدارى المركزى إلى النيابة العامة للتحقيق ورفع مذكرة للدكتور وزير الصحة لنقل الأطباء المذكورين بالبند الأول إلى خارج المحافظة على أعتاب تركتهم نوبتجيتهم بالمستشفى، ما ترتب عليه وفاة المواطن «محمد شوقى» عقب دخوله ب60 دقيقة، كما حذر من عدم إعادة توزيع الأطباء لسد حاجة العمل بالمستشفيات المركزية وإعادة توزيع جميع مساعدى الأخصائيين الأحدث من المستشفيات العامة والنوعية في مدينة أسيوط إلى المستشفيات المركزية لسد الاحتياجات بها ولصالح العمل، كما وافق المحافظ على اتخاذ جميع الإجراءات القانونية التي من شأنها انتظام العمل داخل المستشفيات وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وكانت حالة من التردى أصابت الوحدات الصحية والمستشفيات الحكومية التي قدر الله أن تكون في أماكن بعيدة عن المدينة، الأمر الذي أدى إلى حالة من الهروب الجماعى للأطباء والممرضات وخلوها من أي عاملين، سواء نظافة أو أمن فقط، مع انتشار ظاهرة التوقيع بدل الزملاء التي أصبحت منتشرة، وتم ملاحظتها في كل الجولات التي قام بها المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط، فبلغ عدد الأطباء والممرضين الذين تم تحويلهم للتحقيق لعدم تواجدهم رغم وجود توقيع بالحضور لهم بالدفاتر الخاصة بالمستشفيات 174 طبيبا وممرضة خلال ثلاث شهور الماضية. وأوضح محمد جابر، مواطن بقرية النخيلة بأبوتيج، أن هناك وحدة صحية متكاملة مجهزة بكافة الأجهزة، لكنها خالية من الأطباء، الأمر الذي يضطر المواطنين إلى الذهاب إلى مستشفى أبوتيج المركزى، وهذا يعد بعيدا خاصة في حالات الإعياء المفاجئة للأطفال مساء.
القليوبية
حاله من الإهمال والتردى تشهدها مستشفيات القليوبية والتي تشهد دائما غيابا وإهمالا متواصلين من الأطباء والممرضين، خاصة في المستشفيات أو الوحدات الصحية التابعة للدولة، حيث أصبح الإهمال سمة أساسية بتلك المستشفيات، وسط معاناة تامة من الأهالي. والبداية بمستشفى كفر شكر المركزى، حيث انتابت حالة من الاستياء الشديد أهالي وقرى المدينة، بسبب إجراءات التطوير التي تجرى حاليا بمستشفى كفر شكر المركزى، الذي يخدم 24 قرية بأكملها، إضافة إلى استقبال حوادث الطريق السريع بنها المنصورة، حيث تم نقل الأقسام الطبية بالمستشفى إلى عيادة تبرع به أحد الشخصيات، بسبب أعمال التطوير، حيث إنه لا يوجد بالمكان صرف صحى أو مياه شرب أو كهرباء ولا توجد عيادات خارجية أو غرفة عناية مركزة، إضافة إلى عدم وجود أطباء أو ممرضين بالعدد الكافى بالمستشفى، حيث إن المبنى غير مؤهل طبيا لعلاج المرضى وخطر على صحتهم.
ويأتى بعد ذلك مستشفى الخصوص المركزى الذي يخدم نحو 750 ألف نسمة، هذا بخلاف الوافدين إليه.
ويعانى المستشفى بحسب شكاوى المرضى، من تدهور وإهمال، وعلاوة على ذلك عدم وجود الإمكانيات التي يجب أن تكون متوفرة داخل مستشفى كبير كمستشفى الخصوص المركزى، إضافة إلى غياب الأطباء بصفة مستمرة، ويعانى أيضا من قلة عدد الممرضين والأطباء.
كما يعانى أيضا مستشفى شبين القناطر العام الذي يخدم قطاعا كبيرا بمحافظة القليوبية، نظرا لموقعه المتميز على طريق طوخ - شبين القناطر، حيث أصبح الإهمال سمة أساسية بها، حيث لا توجد غرفة عناية مركزة مجهزة للاستقبال، إضافة إلى أن الممرضات يتأخرن عن أوقات العمل المحددة لهن، وعندما يقترب وقت انتهاء ساعات العمل يسرعن إلى مغادرة المستشفى، إضافة إلى عدم توافر الأدوية، ولا توجد وجبات طعام تقدم للمرضى.
كفر الشيخ
يعانى مواطنو كفر الشيخ من حالة الإهمال الشديد والمزرى في بعض قطاعات الصحة بالمستشفيات والوحدات الصحية الحكومية لعدة أسباب، منها نقص وجود بعض التخصصات المهمة والضرورية، خصوصا فيما يتعلق بالحوادث، ومنها أقسام جراحات المخ والأعصاب والأوعية والدموية، وكذلك قسم السموم وزراعة الأعضاء وخاصة الكبد والكلى.
وفى نفس الوقت يعانى المواطنون من غياب الأطباء وخاصة الكوادر الطبية من كبار الاستشاريين والأخصائيين، والذين يقومون بالظهور وزيارة المستشفيات كضيوف شرف فقط.
ويقول مصطفى القصيف، مدير مركز وطن لحقوق الإنسان، إنه منذ ثورة 25 يناير قررت الصحة الاكتفاء بوجود الأخصائيين والاستشاريين حتى الظهيرة فقط، بعد أن رفضوا العمل في قسم الاستقبال والطورائ، وهو عصب المستشفى، نظرا لاستقباله الحالات الخطيرة خاصة الحوادث والأزمات القلبية والذبحات الصدرية ونزيف المخ والجلطات، وهى حالات تتطلب وجود متخصصين على وجه السرعة، لإنقاذ حالات خطيرة، لا تتحمل عبث وتجارب أطباء الامتياز والنواب.
وقال يسرى بسيونى، محام، إن قرار عدم وجود وعمل كبار الأطباء في الاستقبال فوجئ به، أثناء قيامه بنقل حالة مريض تخصه، كانت تستدعى وجود أحد الأطباء الكبار، وعلم أن القرار تم اتخاذه إرضاء للأطباء الكبار الذين لديهم جميعهم عيادات خاصة يتواجدون فيها بعد الظهر مباشرة.
وأضاف محمد عطية «مواطن» من قرية متبول مركز كفر الشيخ أن معظم المستشفيات العامة والمركزية بالمحافظة، أصبحت أشبه بالمستوصف الصغير، بعد هروب الأطباء وتزويغهم في العيادات الخاصة، تاركين حياة المرضى وأرواحهم على المحك.
في حين أكد اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ، أنه منذ مجيئه قبيل 3 أشهر، كان شغله الشاغل هو التفتيش والمرور على المستشفيات والذي قام بتحويل أكثر من 1000 طبيب وممرضة للتحقيق، بسبب غيابهم بدون مبرر، ويقوم بإرسال فرق متابعة بصفة دورية للمستشفيات، بعد تلقيه عشرات الشكاوى من المواطنين بغياب الأطباء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.