فجَّرت دعوة د.محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، بمقاطعة الانتخابات البرلمانية التي أعلنت مؤسسة الرئاسة عن إجرائها في أبريل القادم، ردود فعل واسعة. كتب البرادعي: “,”إن مقاطعة الشعب التامة للانتخابات هي أسرع الوسائل لكشف الديموقراطية المزيفة وتأكيد مصداقيتنا.. قلتها في 2010 وأكررها بقوة اليوم.. وكأن نظامًا لم يسقط!“,”. ما نتوقف عنده من ردود الأفعال المؤيدة والرافضة لرأي البرادعي.. هو رد فعل جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة.. متمثلا في تعليق القيادي البارز الدكتور عصام العريان.. حيث ادعى “,”العريان“,” أن مشاركة الإخوان في انتخابات 2010 جاءت بغرض فضح نظام مبارك المزوَّر والمفسد، وذلك بالمخالفة لرؤية الجمعية الوطنية للتغيير التي دعت لمقاطعة الانتخابات وقتها.. وأضاف العريان: “,”تم تزوير فاضح في الجولة الأولى، فقررنا مع الوفد الانسحاب من الجولة الثانية..“,”. ولنا وقفة مع د.العريان وكلامه البعيد كل البعد عن الحقيقة.. (وهذا ليس بمستغرب منه ومن جماعته)، لكن أن يصل الخداع والتضليل والاستهانة بعقولنا وذاكرتنا لهذا الحد.. فهذا أمر وكلام لا يصح السكوت عليه أو تمريره. ومن باب تنشيط “,”ذاكره العريان“,”.. نحيله إلى الوقائع التالية: في آخر أغسطس 2010 ذهب المرشد العام د.محمد بديع، ود.الكتاتني، ود.محمد مرسي بصحبة الدكتور محمد سليم العوا، الذي قام بدور الوسيط، إلى مكتب اللواء حسن عبدالرحمن، رئيس جهاز مباحث أمن الدولة، وفي حضور اللواءين المسئولين عن ملف الإخوان المسلمين بالجهاز، وتم الاتفاق على مشاركة الإخوان في الانتخابات مقابل الحصول على 45 مقعدًا. عقب ذلك الاتفاق، وفي اليوم التالي مباشرة، عقد المرشد العام للإخوان مؤتمرًا صحفيًّا بمقر استراحة النواب بجسر السويس؛ ليعلن مشاركة الإخوان في الانتخابات، مخالفًا قرار الجمعية الوطنية للتغيير.. وليتبعه، لذات الموقف بعد ذلك، حزب الوفد الجديد. هذه حقيقة وملابسات دخول الإخوان انتخابات 2010.. فهل كانت “,”الصفقة“,” مع أمن الدولة من باب فضح نظام مبارك المزوّر المفسد؟!!. ولمزيد من التذكير “,”بالمواقف النضالية“,” للإخوان في مواجهة نظام مبارك الفاسد والمزور.. نستعيد كيف شارك الإخوان في انتخابات 2005؟ وهنا نصمت جميعًا.. لنستمع للسيد محمد مهدي عاكف، المرشد السابق للجماعة، وهو “,”يحكي“,” بسعادة وفخر كيف أنجز “,”صفقة“,” دخول الإخوان تلك الانتخابات.. وكان شركاؤه في تلك الصفقة المهندس خيرت الشاطر، والدكتور محمد حبيب، النائب الأول للمرشد وقتها، مع قيادات الحزب الوطني، خاصة صفوت الشريف، وقيادات جهاز أمن الدولة، وتم الاتفاق على أن يحصل الإخوان على 120 مقعدًا في المراحل الثلاث للانتخابات.. وحسب نص كلام السيد مهدي عاكف: “,”كان إصراري على أن يكون الاتفاق مكتوبًا وأن نوقّع ويوقعون عليه وهو ما كان“,”، (نص الحوار نُشر في المصري اليوم 19 يناير 2011). ولكن، والكلام لعاكف، مع حصول الإخوان على أكثر من 80 مقعدًا في المرحلة الأولى فقط قام الطرف الثاني (الحزب الوطني وأمن الدولة) بإلغاء الاتفاق!! هل لنا أن نذَّكر، في هذا السياق، السيد العريان بتصريحات مرشده السابق “,”عاكف“,” ورئيسه الحالي “,”محمد مرسي“,” (عضو فريق الإخوان في إنجاز تلك الصفقة).. تلك التصريحات التي اعتبرت “,”مبارك“,” أبًا لكل المصريين.. وقرار الجماعة بعدم المنافسة في دوائر “,”الرموز الوطنية“,” كالدكتور فتحي سرور، والدكتور زكريا عزمي. حقًا.. كان الإخوان يتصدون لفساد وتزوير نظام مبارك و “,”رموزه الوطنية“,”.. “,”أين أنتِ يا حمرة الخجل؟“,”. الدكتور عصام إما أنه يراهن على “,”ضعف ذاكرة الوطن“,”.. أو أنه “,”يمازحنا بخفة دم“,”.. أو أنه “,”لا يزال يكذب ويتحرى الكذب“,”. لا نعتقد في الوطن الأولى.. ولا نعتقد في العريان الثانية.. أما الثالثة فنتركها لفطنة القارئ.