رفض عدد كبير من المثقفين والصحفيين الحكم الصادر ضد الصحفي أحمد ناجي بالحبس لمدة عامين لنشره مواد ادبية تخدش الحياء، والتي نشرت بجريدة اخبار الأدب ففي البداية وصف الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب السابق أن الحكم بحبس الروائي أحمد ناجي لمدة عامين بسبب نشره فصل من رواية "استخدام الحياة"، بأنه "غير دستوري"، قائلا: إن هذا الحكم مناقض لما نص عليه الدستور صراحة، لأن الدستور يقول صراحة "لا يجوز الحبس في قضايا النشر"، فكيف يصدر مثل هذا الحكم الآن. ومن جانبه قال الكاتب الروائي مكاوي سعيد: "إن البلد تتجه إلى حافة الجنون، ولا بد من تدخل حاسم لوقف هذه التعديات على الأفكار والمثقفين، في بلد أغلب سكانها لا يقرأون، فكيف يحبس كاتب على أخطاء تأويلية". وأضاف سعيد: "كيف يحاسب ناجي بدعوى أنه كتب بذاءة بينما الواقع كله من حوله يفيض بالبذاءة في الفضائيات وعلى ألسنة الساسة في العلن، مشيرًا إلى أن كل القوى التي وقفت ضد الأفكار وقمعتها بقسوة، لم تنجح على مدى التاريخ، وراجعوا عصر النهضة لتدركوا أنكم زائلون". ومن جانبه قال الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد: "الحرية معركة ندخلها في ألف ميدان، وتلك الحرية يصونها الدستور المصري". وأضاف فؤاد: "إن حرية التفكير والاعتقاد مكفولة بحكم الدستور، ووسائل التعبير عنها هي الإبداع والكتابة، والتظاهر السلمي، والاعتصام، والإضراب السلمي". وأكمل فؤاد: "الذي يعتدي على أي من وسائل التعبير اللي صانها الدستور يكون بذلك يعتدى على الدستور ذاته، خاصة أن سجن إسلام البحيري وأحمد ناجي وفاطمة ناعوت وغيرهم يعتبر اغتصابًا لحقوق المواطنين في التفكير والتعبير." كما علقت الكاتبة أميرة عز الدين، على حبس الكاتب أحمد ناجي، قائلة: "أنا في المطلق ضد الرقابة من أي نوع، الرقابة على المصنفات أو السينما، وعليه ضد انتهاك حرية الفكر وحريتنا في اختيار ما نكون به وعينا". وأضافت عز الدين: "لنا مطلق الحرية في التلقي والتفنيد ثم التصفية، وليس لأحد سلطة المنع أو التوجيه أو الإرشاد". ومن جانبها قالت الفنانة التشكيلية ياسمين الخطيب، بأنها صدمت من الحكم الصادر بحبس الكاتب الروائي أحمد ناجي سنتين بسبب نشره فصلا من رواية "استخدام الحياة" بجريدة أخبار الأدب، مؤكدة أنها لم تقرأ الرواية ولكنها تؤمن أنه ليس من حق أحد محاكمة كاتب على عمل أدبي وإن كان إيروتيكيًا، مضيفة: أذكر أن والدي- رحمه الله- كان مستاء جدًا من مصادرة رواية "وليمة لأعشاب البحر" لحيدر حيدر، رغم تأكيده أنها رواية "تافهة" ولا تستحق كل هذه الضجة. وأضافت: سألت والدي: هل أنت غاضب بصفتك ناشر، أم أنه ذكرك بأزمة مصادرة كتاب والدك؟ فقال قبل الجميع: "لا تجوز محاكمة الخيال". كما استنكر الناشر أحمد إبراهيم، حبس ناجي، لمدة عامين، قائلاً: "إننا نحترم القضاء المصري ولكن بعض القوانين ما زالت تخالف الدستور المصري الذي يحترم في بنوده حرية الكلمة والتعبير والإبداع والتفكير والاعتقاد". وأضاف إبراهيم: هذا الحكم يعيدنا إلى عصور الظلام ومحاكم التفتيش، ولكي نتطور فإننا في حاجة إلى المزيد من حرية الفكر والتعبير التي ترتقي بنا، ولكن يبدو أن البعض لا يريدون تقدمًا ورقيًا ولكن يريدون ظلامًا وهابيًا نعيش فيه. كما أدان الفنان التشكيلي، عماد أبو جرين، حبس ناجي قائلًا: "أحمد ناجي، صديق، ومبدع جميل، يستحق منا جميعًا أن ندعمه، ونقاوم العازمين بكل تأكيد على عودتنا لعصور الظلام وظلمة العقول وظلام الأرواح، لناجى العديد والعديد من القضايا والتحقيقات والعناوين الجريئة بمضمونها الذي ينير الآفاق والتي طرحها من خلال صفحات أخبار الأدب ذات التاريخ المشرف". وأضاف: "لم أتوقع أبدًا أن يصدر هذا الحكم على عمل أدبي أقتص من مضمونه، وأغلقت نوافذ الروح والعقل عليه، كما أغلقت شرفة ليلي مراد من قبل وإذا لم نتكاتف جميعًا كمبدعين أمام هذا السقوط الفكري المتمثل في قوانين ذات عوار وسلطة مستبدة خاضعة لأهواء المتشدقين بعفة وكمال المجتمع سيقضى على أي محاولة للطيران والتحليق في سماء الحرية لعقود قادمة".