«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جهاد أم كلثوم للمجهود الحربي أطهر من جهاد النكاح!
نشر في البوابة يوم 06 - 10 - 2013

يبقى الفن الجميل- في كل مجالاته- ليجسد ويدعو ويحفز المواطنين إلى آلاء الخير والعدل والمساواة والحق هاديا إلى سبل الرشاد والتحديث والنهضة داعما للوطن في كل الملمات والمحن، رغم أن الفن والفنانين بمصر تعرضوا -على مدار عام كامل- لحملات تشويه منظمة شنتها عليهم جماعات المتألمين، التي اختطفت حكم مصر المحروسة ،خلت فيها مصر- منارة الكون على مدار سبعة الآف عام- موطنا للغربان الناعقة، والضواري المتوحشة، والجهلاء الزاعمين بأنهم رسل الهداية الربانية، وهم مصدر الظلام ومشعلو الحرائق، ونافخو الكير.
ظن العض خلال عام مضى أن بلد الكنانة صارت منبعا للجهل والجهلاء، ومرعى خصبا للإرهاب، إلا أن ثورة الشعب المستنير في 30 يونيو 2013 بحماية جيشة وشرطته سرعان ما لفظت هؤلاء الخارجين على قيمه وتقاليده ودينه السمح المتسامح، لتلملم مصر جراحها، وتقبض من جديد على شمس النور التي أنارت بها من قبل الدنيا جميعها، وبقي الفن يمارس دوره في نشر الوعي والتنوير بين المواطنين، وسيظل الفنان يدعم مسيرة الفن التي تغذي عقول ووجدان الشعب بأكسير الحياة.
ونحن نحتفي بالذكرى الأربعين لنصر 6 أكتوبر 1973 المجيد وبمرور أكثر من ثلاثة شهور على استعادة مصر من بين براثن ومخالب وأنياب جماعات متأسلمة هيمنت وتسلطت على أرض المحروسة، يطيب لنا أن نعقد مقارنة - مع البون الشاسع - بين جهاد الفنانين والفنانات لدعم صمود جيش مصر عقب نكسة 5 يونيو 1967 ،وجهاد جماعات الإسلام السياسي - وللعلم الإسلام منهم براء!
نعلم أن غالب فنانات مصر تعرضن لحملات تشويه من قبل جماعات المتأسلمين طوال العام الماضي حسمها القضاء لصالح هؤلاء الفنانات وتركزت على أمور شخصية لو صدقت لاستوجبت احتقارهن من أبناء شعبهن وزعمت جماعة الإخوان وجماعات المتألمين المتحالفة معها أنهم أهل الإيمان وخلفاء الله على الأرض وفي الحكم وغيرهم من أفراد الشعب أهل كفر وشقاق، عليهم أن ينقادوا لهم شاءوا أم أبوا، ورغم أن هذا الشعب لفظهم وأزاحهم عن الحكم بثورة مشهودة، إلا أنهم أعلنوا راية الجهاد ليس ضد عدو، وهو المجال الطبيعي للجهاد، وإنما ضد بني وطنهم وجلدتهم، واعتصموا في الميادين، وخاصة في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وابتدعوا - في سبيل لذتهم الحسية وهم بعيدون عن بيوتهم-مجالا جديدا للجهاد خصوا به النساء وهو ليس من الدين في شيء أطلقوا على هذا النوع “جهاد النكاح “،حيث تجاهد المرأة التي يعتبرونها مجرد متاع بجسدها لتؤنس الرجل وتداعبه وتمتعه خلال إعتصامه، ويقضي حاجته معها، ولما يقضي أحدهم وطره يجيء ثاني ليكرر ما فعله الأول، ثم ثالث ورابع وخامس وعاشر وعشرون، تماماكما تفعل ذلك الخنازير فقط في عالم الحيوان، إذ يأبى بقية الحيوان هذا المسلك الهدام، ضاربين عرض الحائط بكل تعاليم ومبادئ الإسلام الذي يزعمون أنهم يلتزمون به ولا يحيدون عنه قيد أنمله.
وتأكدت دعوة الاخوان لما يسمى “,”جهاد النكاح“,” بما نشر عن ذلك وبما أعلن عن الوحدات السكنية التي تم إعدادها لهذا النوع من البغاء على صفحات قيادات هذه الجماعة المتحللة على “,”فيس بوك“,” و“,”تويتر“,”، وبشهادات لأعضاء من حركة إخوان بلا عنف ومنهم المتحدث الإعلامي باسم الحركة المنشقة عن حركة “,”الإخوان المسلمين “،الذي قال أن لديه معلومات مؤكدة وموثوقة عن حالات من “,”نكاح الجهاد“,” باعتصامي النهضة ورابعة العدوية، وأضافت هناء محمد أمينة المرأة بحركة إخوان بلا عنف، إنه تم رصد عدة حالات من نكاح الجهاد باعتصامي النهضة ورابعة العدوية، وتم رصد 76 حالة نكاح جهاد باعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر.
بل ووصل أمر أحد الأزواج ممن له صلة بالجماعة إلى أن يرسل بامرأته إلى ميدان رابعة لتجاهد بجسدها، وبعد عودتها عقد أهالي قريته مجلسا عرفيا أفتوا فيه بتطليقها منه.
وتغنت قيادات هذه الجماعات المارقة عن الإسلام والوطن بعمليات الذبح والقتل والتعذيب والإرهاب ضد أفراد جيش وشرطة وشعب مصر وارتكبوا من المذابح الشبيهة بمذابح اليهود ضد شعب فلسطين والجيش المصري وهي مذابح يندي لها الجبين بسبب حقارتها ورغم أن هذا الداء يحسبونه جهادا للرجل والمرأة وهو يوجب احتقارهم رجالا ونساء ويبعدهم عن الرجولة والشرف والكرامة والشهامة والمرؤة والوطنية إلا أنهم هاجموا فنانات مصر ووصفوهن بأقذع الألقاب في حين أنهن أطهر من جهاد نكاحهم الذي هو بغاء ولننظر إلى جهاد فنانة راحلة في سبيل وطنها حين تعرض لهزيمة عسكرية وكان بالفعل نعم الجهاد إنه دور الفنانة الراحلة القيثارة صاحبة العصمة كوكب الشرق أم كلثوم في دعم المجهود الحربي لمصر إثر نكسة 5 يونيو.
بعد النكسة دخلت السيدة أم كلثوم في حالة اكتئاب شديدة وانزوت في بدروم فيلتها بحي الزمالك متشحة بالسواد عازمة علي الاعتزال، بعد أن شاعت مقولة أن العرب خسروا الحرب بسبب أم كلثوم، بزعم أنها تخدرهم بأغاني الحب والغرام والهيام والخصام الطويلة وبعضهم اعتبر أغنياتها الطويلة وتباهيها بالثقافة المحلية انفصالا عن الواقع فسارعت إلى أن تعلن تعليقا على هذا القول المنكر: إن كنت السبب فأنا على استعداد لاعتزال الفن.
وتلقت أم كلثوم اتصالا عاتفيا من ديوان الرئاسة يدعوها للقاء الزعيم جمال عبد الناصر الذي تمكن- خلال اللقاء- من أن يقنع أم كلثوم بالعدول عن الاعتزال، وأن تستمر في الغناء، ووافقت علي ان تذهب كل أموال حفلاتها إلى المجهود الحربي لمساعدة الجيش المصري على إعادة ترتيب صفوفه.
وقال الشاعر أحمد شفيق كامل تعليقا على موقف أم كلثوم عقب النكسة “,”رفعت أم كلثوم بعد النكسة شعار الفن من أجل المجهود الحربى“,”، وقالت “,”لن يغفل لي جفن وشعب مصر يشعر بالهزيمة“,”.
وتسابق أدباء وفنانو مصر ليحذوا حذو أم كلثوم مع قادة مصر وزعمائها في التبرع، ضمن حملة خاصة لدعم المجهود الحربي التي هدفت إلى دعم قدرات الجيش المصري وتعزيز إمكاناته في مواجهة القوة الإسرائيلية وبين كل المبادرات كانت المبادرة البارزة لكوكب الشرق وبدأت تتلقى التبرعات من جميع المصريين وبذلت أم كلثوم جهودا جبارة في توفير السلاح وبث روح الحماس في المصريين بأغانيها الوطنية ووصل الأمر إلى أنها أحيت حفلات على جبهات القتال للمرة الأولى وقبلها تبرعت بمجوهراتها للمجهود الحربى. وغنت “إنا فدائيون“,”.
وكانت أم كلثوم قد سبق وتعاقدت قبل النكسة علي أقامه حفلات في باريس في أكتوبر 1967،ولما كان يفصل بين موعد سفرها لباريس ورجوع أم كلثوم عن قرار الاعتزال عدة أشهر فكان قرارها إقامة حفلات دورية في كل محافظات مصر لدعم المجهود الحربي وذلك بمعدل حفلين كل شهروكن من المفروض أن تستغرق هذه الحفلات مدة عام كامل لتغطية كل محافظات الجمهورية الأربعة والعشرين في ذلك الوقت لكن لظروف أم كلثوم الصحية وسفرها المتكرر لإقامة حفلات خارج مصر للمجهود الحربي لم يتم الإيفاء بهذه الوعود كلها واقتصرت حفلات أم كلثوم على دمنهور والاسكندرية والمنصورة وطنطا .
وكان حفل دمنهور بمحافظة البحيرة أول هذه الحفلات وكانت تحت رعاية محافظ البحيرة وجيه أباظة الذي طلب من أم كلثوم أمام الجمهور أن تكتفي بوصلتين فقط في الحفل حفاظا على صحتها وهذا ما تم فعلا في هذا الحفل وكل ما تلاه من حفلات عدا حفلي باريس الذي شهد ثانيهما وقوعها على خشبة المسرح.
أقيم الحفل في سرادق ضخم وحضره حوالي 3500 مستمع دفعوا 39 ألف جنيه هي حصيلة هذا الحفل من بيع التذاكر في حين كان أعلى إيراد لحفلات أم كلثوم في ذلك الوقت لا يتعدى 18 ألف جنيه وفي بداية الحفل قدم وجيه أباظة أم كلثوم إلى شعب البحيرة قائلا “,”إننا لا نستقبلها كفنانة عظيمة فقط يأسرنا فنها ويروينا ،وإنما نستقبلها كمناضلة في طليعة المناضلين بأمضى سلاح، سلاح الفن، خاصة إذا كان فن أم كلثوم“,” ، ثم قدم لها شيكاً بحصيلة إيراد الحفل، إضافة إلى سبائك من الذهب تبرع بها أهل البحيرة دعما للمجهود الحربي، وتوالت الشيكات من أهل البحيرة في اليوم التالي للحفل لتبلغ الحصيلة حوالي 80 ألف جنيه .
كما أقيم حفل الإسكندرية يوم 31 أغسطس 1967 ،وبلغ إيراد هذا الحفل من تبرعات وخلافه 100 ألف جنيه، وأربعين كيلو جراما من الحلي قيمتها أكثر من 82 ألف دولار، قدمت لدعم المجهود الحربي وكان ممن حضر هذا الحفل فريق تلفزيوني من فرنسا أتى خصيصاً لعمل تحقيق تلفزيوني عن أم كلثوم قبل سفرها إلى باريس في شهر أكتوبر.
وحققت في حفلها بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية 125 ألف جنيه وفى حفلها بمدينة طنطا بمحافظة الغربية حققت 283 ألف جنيه.
وفي حفلها بفرنسا على أكبر مسارحها “,”أوليمبك “بباريس، قدمها الإذاعي الكبير جلال معوض، متحدثا عن تحرير فلسطين، فذهب صاحب المسرح “,”اليهودي“,” في حجرتها معترضا، وتعاملت معه بكل عزة وكرامة مهددة بإلغاء الحفل، وأشارت إلى فرقتها بالاستعداد لمغادرة المسرح، فأسرع الرجل للاعتذار، وواصل جلال معوض نفس الأداء في الحفل الثاني، وقال الزعيم الفرنسي ومؤسس فرنسا الحديثة شارل ديجول: “,”لمست معها أحاسيسي وأحاسيس الفرنسيين جميعا “،وحققت من حفلتي فرنسا 212 ألف جنيه إسترليني لصالح المجهود الحربى.
وهبت في الكويت عضوات الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية لجمع الأموال للمجهود الحربي، خاصة ان الايمان بالقومية العربية كان في أوجه، فقامت بحملة كبيرة من أجل دعم المجهود الحربي، ودعوة الى حملة جمع الذهب إسوة بالحملة التي كانت تشرف عليها أم كلثوم في مصر وساهم الكثير من العائلات الكويتية بتقديم التبرعات والذهب وبالفعل استطاعت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية أن تجمع 60 كيلوجراما من الذهب وسلمت عضوتا الجمعية نوار ملا حسين وغنيمة العماني الذهب بصفة رسمية الى السلطات المصرية.
من ضمن الأنشطة الأخرى التي دعت اليها الجمعية أيضا دعوة أم كلثوم لإحياء حفل في سينما الأندلس ذهب ريعها لصالح المتضررين من حرب 1967،وبلغ مردود الحفلة حينها مائة ألف دينار كويتي.
وتغنت في تونس بحضور رئيسها آنذاك الحبيب بورقيبة في ستاد العاصمة وفي المغرب غنت بحضور ملكها الحسن الثاني، وفى الخرطوم بحضور كل القيادات السياسية السودانية، وفي لبنان، وليبيا، وإمارة أبو ظبى ،ولم ينته عام 1970،إلا وقد أودعت أم كلثوم في الخزينة المصرية 520 ألف دولار، ثم أحيت حفلات في البحرين والعراق وباكستان كانت حصيلتها عملات صعبة ومجوهرات ،وبلغت حصيلة ما جمعته أم كلثوم للمجهود الحربي- وفق مصادر-ما يربو على ثلاثة ملايين دولار.
وفى عام 1971 قررت أم كلثوم إنشاء مشروع كبير يتكلف عشرات الملايين تساهم في تمويله وفتحت باب التبرعات للقادرين للمساهمة معها فيه، وكان المشروع يشمل إنشاء مسرح وفندق سياحي ليضمن توفير مورد ثابت للإنفاق على مشروعات الرعاية الاجتماعية للفقراء وإنشاء دار لإيواء السيدات اللاتي لا مأوى لهن ودار للأيتام وسجلت لذلك جمعية باسم “,”دار أم كلثوم للخير “،وابتاعت قطعة أرض لإقامة المشروع عليها وساهم معها عدد من السيدات والرجال انتخبوا من بينهم مجلس إدارة للجمعية تحت إشراف وزارة الشئون الاجتماعية، واجتمعت مع أعضاء مجلس إدارة الجمعية وتم وضع الترتيبات لوضع حجر أساس المشروع، ونشرت الصحف تحقيقات وأخبارا كثيرة عن هذا المشروع وذكرت أنه سيكون أكبر مشروع ثقافي وفنى واجتماعي في مصر ومارست الجمعية في البداية نشاطها بأموال أم كلثوم الشخصية، ولزيادة الموارد حصلت على ترخيص بإصدار “,”يانصيب“,” خيرى تخصص حصيلته للمشروع ولكن حدثت مفاجأة فقد جاء ايراد اليانصيب أقل من قيمة الجوائز فاضطرت أم كلثوم لأن تدفع الفرق من مالها الخاص وكان المبلغ كبيرا جدا بالنسبة لذلك الوقت ثم توقف الكلام في الصحافة عن المشروع واختفى حجر الأساس واختفت الجمعية لتظهر بدلا عنها جمعية أخرى باسم جمعية “النؤور والأمل “ترأسها السيدة جيهان السادات.
ثم ماذا قدمت جماعة الإخوان وحلفائها من جماعات المتألمين لمصر وشعبها على مدار تاريخ الأسود سوى الاغتيالات والدمار والخراب وتكفير من يخالفهم واستحلال دمه ولينظروا إلى دور أم كلثوم الوطني في مواطن أخرى إبان الاحتلال البريطاني ويروى الكاتب الصحفي الراحل محمد التابعي- في ذكرياته-أن الحكومة البريطانية طلبت من مخابراتها العسكرية القبض على أم كلثوم ونقلها إلى لندن خوفا من أن يخطفها الألمان لاستغلالها في الدعاية لصالحهم ضد الإنجليز، وأكد ذلك مدير الإذاعة المصرية في ذلك الوقت “,”سعيد لطفى “,”، وقال إن محطة الإذاعة البريطانية عرضت عليه توجه أم كلثوم إلى لندن لتسجل أغنية مقابل مائة جنيه، ولكن أم كلثوم - لحسن الحظ - لم تقع في هذا الفخ، ورفضت هذا العرض دون أن تعلم الهدف الحقيقي لهذه الرحلة.
وفى نفس الوقت أنشأت حكومة إيطاليا سنة 1937 إذاعة لاسلكية للدعاية المضادة لدعاية الحلفاء وعرضت هذه الإذاعة على أم كلثوم إحياء حفلات خاصة لها ورفضت أم كلثوم هذا العرض أيضا.
وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952غنت“,”مصر التى في خاطري وفي فمي.. أحبها من كل روحي ودمي “،وحين تعرض عبد الناصر لمحاولة اغتياله من قبل جماعة الإخوان في ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954،سارعت بتسجيل أغنية “أجمل أعيادنا الوطنية بنجاتك يوم المنشية “،وغنت للسد العالي وغنت لوحدة مصر وسوريا 1958،ثم غنت للاتحاد الثلاثي الذي ضم مصر وسوريا واليمن ومنحها جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى ومن قبله منحها الملك فاروق “,”قلادة النيل العظمى “الذي يجعل لقبها “صاحبة العصمة“,” وهو لقب تحصل عليه الأميرات وقال عنها المفكر الأديب عباس العقاد: “في مصر خمسة أشياء لن تتكرر النيل - الأهرامات - أبو الهول - أم كلثوم - العقاد“,”.
ولدعم القضية الفلسطينية قدمت أم كلثوم الكثير، ففي سنة 1939 اشتعلت ثورة الشعب الفلسطيني ضد الغزاة البريطانيين وحلفائهم الصهاينة وأقامت حفلا خصصت إيراده لتمويل هذه الثورة وواجهت مشاكل بسبب ذلك وفي حرب 1948 غنت “أصبح عندي الآن بندقية “،ومنحتها معظم الدول العربية أكبر الأوسمة.
ودعمت أيضا جامعة الدول العربية، ففي سنة 1945 أقامت حفلا لتمويل جامعة الدول العربية وتأييد فكرة إنشائها وحضر الملك فاروق ألأول هذا الحفل مع عدد من الملوك والزعماء العرب.
وأخيرا أخطأ أفراد من الجماعات المتأسلمة المارقة حينما وضعوا في مارس 2013 نقابا على تمثال أم كلثوم بمدينة المنصورة بحجة ستر جبينها إذ كان يجب أن يتلفعوا بهذا النقاب ليواروا سوأتهم وأعمالهم ضد بني وطنهم، إن كانوا يؤمنون بأن لهم وطن.
/أ ش أ/


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.