إيرادات الأحد.. "روكي الغلابة" الأول و"أحمد وأحمد" في المركز الثاني    القولون العصبي وأورام القولون- 3 أعراض للتفريق بينهما    رابط المناهج المطورة للصفوف من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني الإعدادي    غدًا.. إعلان النتيجة الرسمية لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 (تفاصيل)    رئيس الوزراء يتوجه إلى عمان للمشاركة في فعاليات الدورة ال33 للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة    تفاصيل قرار تعديل رسوم السحب من "فودافون كاش"    المصريون علمونا كل حاجة.. العبار: الاستثمار والعمل في مصر أفضل من الإمارات    وزير الخارجية: مصر لا تمانع نشر قوات دولية في غزة    الرئيس اللبناني يؤكّد المضي قدماً في تنفيذ قرار تحقيق حصرية السلاح بيد الدولة    طائرتا إطفاء يونانيتان تتجهان لدعم ألبانيا في مواجهة الحرائق    موعد مباراة بيراميدز وأوكلاند سيتي في كأس إنتركونتيننتال للأندية    إقبال كثيف على شواطئ الإسكندرية مع ارتفاع الحرارة ورفع الرايات التحذيرية    لافتة إنسانية.. محافظ الفيوم يعلّق العمل الميداني لعمال النظافة خلال ذروة الموجة الحارة    ماس كهربائي يحوّل شحنة بطاطس إلى رماد على طريق السويس (صور)    كاميرات المراقبة تكشف لحظة دهس 9 أشخاص بكورنيش الإسكندرية (صور)    "تعليم الفيوم" يكرم المتدربين الحاصلين على البرنامج التدريبي "قيادات الغد.. تميز في عصر التكنولوجيا"    محمد قماح بعد فترة الغياب ل«الشروق»: المنافسة في موسم مزدحم تجعل المطرب يكتشف مناطق قوته وضعفه    تفسير رؤية الدجاج في المنام.. الدلالات النفسية    مستشار المفتى يحذر من الذكاء الاصطناعى فى الفتوى: «الاعتماد عليه خطر»    رمضان عبد المعز يفسر قوله تعالى: "وأما بنعمة ربك فحدث"    هل الأموات يسمعون ويراقبون أحوال الأحياء؟.. الإفتاء تجيب (فيديو)    استمرار فعاليات البرنامج الصيفي للطفل بمديرية أوقاف الفيوم بمشاركة الأئمة والواعظات    صحة مطروح: 3720 قرار علاج على نفقة الدولة ب11.2 مليون جنيه منذ بداية 2025    برعاية وزارة الشباب والرياضة.. تكريم شيري عادل في مهرجان إبداع بدورته الخامسة    "الصحفيين الفلسطينيين": استهداف الصحفيين في غزة جريمة ممنهجة لطمس الحقيقة    تداول 56 ألف طن بضائع عامة و693 شاحنة بمواني البحر الأحمر    تقارير: إيفرتون يقترب من حسم إعارة جريليش    ما حكم تأخير الإنجاب فى أول الزواج بسبب الشغل؟ .. عضو بمركز الأزهر تجيب    محافظ الأقصر يبحث مع وفد الصحة رفع كفاءة الوحدات الصحية واستكمال المشروعات الطبية بالمحافظة    تحليل المخدرات شرطا للترشح لعضوية أو رئاسة مجالس إدارات الأندية ومراكز الشباب    «يلوم نفسه».. كيف يتعامل برج العذراء عند تعرضه للتجاهل؟    بدء تداول أسهم شركتي «أرابيا إنفستمنتس» في البورصة المصرية    صراع إيطالي للتعاقد مع نجم مانشستر يونايتد    شوبير: كوبري وسام أبو علي؟ عقده مستمر مع الأهلي حتى 2029    البورصة المصرية تخسر 335 مليون جنيه في ختام تعاملات الاثنين    شيخ الأزهر يستقبل مفتي بوروندي لبحث سُبُل تعزيز الدعم العلمي والدعوي والتَّدريب الديني    فيبا تضع مباراتي مصر ضمن أبرز 10 مواجهات في مجموعات الأفروباسكت    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية خلية العجوزة    "اليوم" يعرض تقريرا عن الفنان الراحل نور الشريف فى ذكرى وفاته    أوسكار يراجع تقييم الأداء في الدوري مع 4 حكام بعد الجولة الأولى    نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: قرار قضائي عاجل بشأن «ابنة مبارك».. وحبس المتهمين في واقعة ركل «فتاة الكورنيش»    الرئيس الفرنسي: على إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب فورا    قصة المولد النبوى الشريف مختصرة للأطفال والكبار    السقا: التعادل أمام الأهلي بطعم الفوز.. ولا أعلم سبب اعتذار حسام حسن فهو ليس كمتعب    محمد إيهاب: نسعى لإخراج البطولة العربية للناشئين والناشئات لكرة السلة في أفضل صورة    إجراء 15 عملية قلب مفتوح وقسطرة علاجية في الفيوم بالمجان    شعبة الجمارك: تسويق الخدمات الجمركية مفتاح جذب الاستثمار وزيادة الصادرات    جريمة أخلاقية بطلها مدرس.. ماذا حدث في مدرسة الطالبية؟    سحب 950 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    أمين الفتوى: الحلال ينير العقل ويبارك الحياة والحرام يفسد المعنى قبل المادة    الأمم المتحدة: قتل إسرائيل للصحفيين "انتهاك خطير" للقانون الدولي    رغم رفض نقابات الطيران.. خطوط بروكسل الجوية تُعيد تشغيل رحلاتها إلى تل أبيب    وزير الري يؤكد أهمية أعمال صيانة وتطوير منظومة المراقبة والتشغيل بالسد العالي    الصحة: 40 مليون خدمة مجانية في 26 يومًا ضمن «100 يوم صحة»    بعد تعنيفه لمدير مدرسة.. محافظ المنيا: توجيهاتي كانت في الأساس للصالح العام    الرعاية الصحية: إنقاذ مريضة من فقدان البصر بمستشفى الرمد التخصصي ببورسعيد    نائب ترامب: لن نستمر في تحمل العبء المالي الأكبر في دعم أوكرانيا    بقوة 6.1 درجة.. مقتل شخص وإصابة 29 آخرين في زلزال غرب تركيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جهاد أم كلثوم للمجهود الحربي أطهر من جهاد النكاح!
نشر في البوابة يوم 06 - 10 - 2013

يبقى الفن الجميل- في كل مجالاته- ليجسد ويدعو ويحفز المواطنين إلى آلاء الخير والعدل والمساواة والحق هاديا إلى سبل الرشاد والتحديث والنهضة داعما للوطن في كل الملمات والمحن، رغم أن الفن والفنانين بمصر تعرضوا -على مدار عام كامل- لحملات تشويه منظمة شنتها عليهم جماعات المتألمين، التي اختطفت حكم مصر المحروسة ،خلت فيها مصر- منارة الكون على مدار سبعة الآف عام- موطنا للغربان الناعقة، والضواري المتوحشة، والجهلاء الزاعمين بأنهم رسل الهداية الربانية، وهم مصدر الظلام ومشعلو الحرائق، ونافخو الكير.
ظن العض خلال عام مضى أن بلد الكنانة صارت منبعا للجهل والجهلاء، ومرعى خصبا للإرهاب، إلا أن ثورة الشعب المستنير في 30 يونيو 2013 بحماية جيشة وشرطته سرعان ما لفظت هؤلاء الخارجين على قيمه وتقاليده ودينه السمح المتسامح، لتلملم مصر جراحها، وتقبض من جديد على شمس النور التي أنارت بها من قبل الدنيا جميعها، وبقي الفن يمارس دوره في نشر الوعي والتنوير بين المواطنين، وسيظل الفنان يدعم مسيرة الفن التي تغذي عقول ووجدان الشعب بأكسير الحياة.
ونحن نحتفي بالذكرى الأربعين لنصر 6 أكتوبر 1973 المجيد وبمرور أكثر من ثلاثة شهور على استعادة مصر من بين براثن ومخالب وأنياب جماعات متأسلمة هيمنت وتسلطت على أرض المحروسة، يطيب لنا أن نعقد مقارنة - مع البون الشاسع - بين جهاد الفنانين والفنانات لدعم صمود جيش مصر عقب نكسة 5 يونيو 1967 ،وجهاد جماعات الإسلام السياسي - وللعلم الإسلام منهم براء!
نعلم أن غالب فنانات مصر تعرضن لحملات تشويه من قبل جماعات المتأسلمين طوال العام الماضي حسمها القضاء لصالح هؤلاء الفنانات وتركزت على أمور شخصية لو صدقت لاستوجبت احتقارهن من أبناء شعبهن وزعمت جماعة الإخوان وجماعات المتألمين المتحالفة معها أنهم أهل الإيمان وخلفاء الله على الأرض وفي الحكم وغيرهم من أفراد الشعب أهل كفر وشقاق، عليهم أن ينقادوا لهم شاءوا أم أبوا، ورغم أن هذا الشعب لفظهم وأزاحهم عن الحكم بثورة مشهودة، إلا أنهم أعلنوا راية الجهاد ليس ضد عدو، وهو المجال الطبيعي للجهاد، وإنما ضد بني وطنهم وجلدتهم، واعتصموا في الميادين، وخاصة في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وابتدعوا - في سبيل لذتهم الحسية وهم بعيدون عن بيوتهم-مجالا جديدا للجهاد خصوا به النساء وهو ليس من الدين في شيء أطلقوا على هذا النوع “جهاد النكاح “،حيث تجاهد المرأة التي يعتبرونها مجرد متاع بجسدها لتؤنس الرجل وتداعبه وتمتعه خلال إعتصامه، ويقضي حاجته معها، ولما يقضي أحدهم وطره يجيء ثاني ليكرر ما فعله الأول، ثم ثالث ورابع وخامس وعاشر وعشرون، تماماكما تفعل ذلك الخنازير فقط في عالم الحيوان، إذ يأبى بقية الحيوان هذا المسلك الهدام، ضاربين عرض الحائط بكل تعاليم ومبادئ الإسلام الذي يزعمون أنهم يلتزمون به ولا يحيدون عنه قيد أنمله.
وتأكدت دعوة الاخوان لما يسمى “,”جهاد النكاح“,” بما نشر عن ذلك وبما أعلن عن الوحدات السكنية التي تم إعدادها لهذا النوع من البغاء على صفحات قيادات هذه الجماعة المتحللة على “,”فيس بوك“,” و“,”تويتر“,”، وبشهادات لأعضاء من حركة إخوان بلا عنف ومنهم المتحدث الإعلامي باسم الحركة المنشقة عن حركة “,”الإخوان المسلمين “،الذي قال أن لديه معلومات مؤكدة وموثوقة عن حالات من “,”نكاح الجهاد“,” باعتصامي النهضة ورابعة العدوية، وأضافت هناء محمد أمينة المرأة بحركة إخوان بلا عنف، إنه تم رصد عدة حالات من نكاح الجهاد باعتصامي النهضة ورابعة العدوية، وتم رصد 76 حالة نكاح جهاد باعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر.
بل ووصل أمر أحد الأزواج ممن له صلة بالجماعة إلى أن يرسل بامرأته إلى ميدان رابعة لتجاهد بجسدها، وبعد عودتها عقد أهالي قريته مجلسا عرفيا أفتوا فيه بتطليقها منه.
وتغنت قيادات هذه الجماعات المارقة عن الإسلام والوطن بعمليات الذبح والقتل والتعذيب والإرهاب ضد أفراد جيش وشرطة وشعب مصر وارتكبوا من المذابح الشبيهة بمذابح اليهود ضد شعب فلسطين والجيش المصري وهي مذابح يندي لها الجبين بسبب حقارتها ورغم أن هذا الداء يحسبونه جهادا للرجل والمرأة وهو يوجب احتقارهم رجالا ونساء ويبعدهم عن الرجولة والشرف والكرامة والشهامة والمرؤة والوطنية إلا أنهم هاجموا فنانات مصر ووصفوهن بأقذع الألقاب في حين أنهن أطهر من جهاد نكاحهم الذي هو بغاء ولننظر إلى جهاد فنانة راحلة في سبيل وطنها حين تعرض لهزيمة عسكرية وكان بالفعل نعم الجهاد إنه دور الفنانة الراحلة القيثارة صاحبة العصمة كوكب الشرق أم كلثوم في دعم المجهود الحربي لمصر إثر نكسة 5 يونيو.
بعد النكسة دخلت السيدة أم كلثوم في حالة اكتئاب شديدة وانزوت في بدروم فيلتها بحي الزمالك متشحة بالسواد عازمة علي الاعتزال، بعد أن شاعت مقولة أن العرب خسروا الحرب بسبب أم كلثوم، بزعم أنها تخدرهم بأغاني الحب والغرام والهيام والخصام الطويلة وبعضهم اعتبر أغنياتها الطويلة وتباهيها بالثقافة المحلية انفصالا عن الواقع فسارعت إلى أن تعلن تعليقا على هذا القول المنكر: إن كنت السبب فأنا على استعداد لاعتزال الفن.
وتلقت أم كلثوم اتصالا عاتفيا من ديوان الرئاسة يدعوها للقاء الزعيم جمال عبد الناصر الذي تمكن- خلال اللقاء- من أن يقنع أم كلثوم بالعدول عن الاعتزال، وأن تستمر في الغناء، ووافقت علي ان تذهب كل أموال حفلاتها إلى المجهود الحربي لمساعدة الجيش المصري على إعادة ترتيب صفوفه.
وقال الشاعر أحمد شفيق كامل تعليقا على موقف أم كلثوم عقب النكسة “,”رفعت أم كلثوم بعد النكسة شعار الفن من أجل المجهود الحربى“,”، وقالت “,”لن يغفل لي جفن وشعب مصر يشعر بالهزيمة“,”.
وتسابق أدباء وفنانو مصر ليحذوا حذو أم كلثوم مع قادة مصر وزعمائها في التبرع، ضمن حملة خاصة لدعم المجهود الحربي التي هدفت إلى دعم قدرات الجيش المصري وتعزيز إمكاناته في مواجهة القوة الإسرائيلية وبين كل المبادرات كانت المبادرة البارزة لكوكب الشرق وبدأت تتلقى التبرعات من جميع المصريين وبذلت أم كلثوم جهودا جبارة في توفير السلاح وبث روح الحماس في المصريين بأغانيها الوطنية ووصل الأمر إلى أنها أحيت حفلات على جبهات القتال للمرة الأولى وقبلها تبرعت بمجوهراتها للمجهود الحربى. وغنت “إنا فدائيون“,”.
وكانت أم كلثوم قد سبق وتعاقدت قبل النكسة علي أقامه حفلات في باريس في أكتوبر 1967،ولما كان يفصل بين موعد سفرها لباريس ورجوع أم كلثوم عن قرار الاعتزال عدة أشهر فكان قرارها إقامة حفلات دورية في كل محافظات مصر لدعم المجهود الحربي وذلك بمعدل حفلين كل شهروكن من المفروض أن تستغرق هذه الحفلات مدة عام كامل لتغطية كل محافظات الجمهورية الأربعة والعشرين في ذلك الوقت لكن لظروف أم كلثوم الصحية وسفرها المتكرر لإقامة حفلات خارج مصر للمجهود الحربي لم يتم الإيفاء بهذه الوعود كلها واقتصرت حفلات أم كلثوم على دمنهور والاسكندرية والمنصورة وطنطا .
وكان حفل دمنهور بمحافظة البحيرة أول هذه الحفلات وكانت تحت رعاية محافظ البحيرة وجيه أباظة الذي طلب من أم كلثوم أمام الجمهور أن تكتفي بوصلتين فقط في الحفل حفاظا على صحتها وهذا ما تم فعلا في هذا الحفل وكل ما تلاه من حفلات عدا حفلي باريس الذي شهد ثانيهما وقوعها على خشبة المسرح.
أقيم الحفل في سرادق ضخم وحضره حوالي 3500 مستمع دفعوا 39 ألف جنيه هي حصيلة هذا الحفل من بيع التذاكر في حين كان أعلى إيراد لحفلات أم كلثوم في ذلك الوقت لا يتعدى 18 ألف جنيه وفي بداية الحفل قدم وجيه أباظة أم كلثوم إلى شعب البحيرة قائلا “,”إننا لا نستقبلها كفنانة عظيمة فقط يأسرنا فنها ويروينا ،وإنما نستقبلها كمناضلة في طليعة المناضلين بأمضى سلاح، سلاح الفن، خاصة إذا كان فن أم كلثوم“,” ، ثم قدم لها شيكاً بحصيلة إيراد الحفل، إضافة إلى سبائك من الذهب تبرع بها أهل البحيرة دعما للمجهود الحربي، وتوالت الشيكات من أهل البحيرة في اليوم التالي للحفل لتبلغ الحصيلة حوالي 80 ألف جنيه .
كما أقيم حفل الإسكندرية يوم 31 أغسطس 1967 ،وبلغ إيراد هذا الحفل من تبرعات وخلافه 100 ألف جنيه، وأربعين كيلو جراما من الحلي قيمتها أكثر من 82 ألف دولار، قدمت لدعم المجهود الحربي وكان ممن حضر هذا الحفل فريق تلفزيوني من فرنسا أتى خصيصاً لعمل تحقيق تلفزيوني عن أم كلثوم قبل سفرها إلى باريس في شهر أكتوبر.
وحققت في حفلها بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية 125 ألف جنيه وفى حفلها بمدينة طنطا بمحافظة الغربية حققت 283 ألف جنيه.
وفي حفلها بفرنسا على أكبر مسارحها “,”أوليمبك “بباريس، قدمها الإذاعي الكبير جلال معوض، متحدثا عن تحرير فلسطين، فذهب صاحب المسرح “,”اليهودي“,” في حجرتها معترضا، وتعاملت معه بكل عزة وكرامة مهددة بإلغاء الحفل، وأشارت إلى فرقتها بالاستعداد لمغادرة المسرح، فأسرع الرجل للاعتذار، وواصل جلال معوض نفس الأداء في الحفل الثاني، وقال الزعيم الفرنسي ومؤسس فرنسا الحديثة شارل ديجول: “,”لمست معها أحاسيسي وأحاسيس الفرنسيين جميعا “،وحققت من حفلتي فرنسا 212 ألف جنيه إسترليني لصالح المجهود الحربى.
وهبت في الكويت عضوات الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية لجمع الأموال للمجهود الحربي، خاصة ان الايمان بالقومية العربية كان في أوجه، فقامت بحملة كبيرة من أجل دعم المجهود الحربي، ودعوة الى حملة جمع الذهب إسوة بالحملة التي كانت تشرف عليها أم كلثوم في مصر وساهم الكثير من العائلات الكويتية بتقديم التبرعات والذهب وبالفعل استطاعت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية أن تجمع 60 كيلوجراما من الذهب وسلمت عضوتا الجمعية نوار ملا حسين وغنيمة العماني الذهب بصفة رسمية الى السلطات المصرية.
من ضمن الأنشطة الأخرى التي دعت اليها الجمعية أيضا دعوة أم كلثوم لإحياء حفل في سينما الأندلس ذهب ريعها لصالح المتضررين من حرب 1967،وبلغ مردود الحفلة حينها مائة ألف دينار كويتي.
وتغنت في تونس بحضور رئيسها آنذاك الحبيب بورقيبة في ستاد العاصمة وفي المغرب غنت بحضور ملكها الحسن الثاني، وفى الخرطوم بحضور كل القيادات السياسية السودانية، وفي لبنان، وليبيا، وإمارة أبو ظبى ،ولم ينته عام 1970،إلا وقد أودعت أم كلثوم في الخزينة المصرية 520 ألف دولار، ثم أحيت حفلات في البحرين والعراق وباكستان كانت حصيلتها عملات صعبة ومجوهرات ،وبلغت حصيلة ما جمعته أم كلثوم للمجهود الحربي- وفق مصادر-ما يربو على ثلاثة ملايين دولار.
وفى عام 1971 قررت أم كلثوم إنشاء مشروع كبير يتكلف عشرات الملايين تساهم في تمويله وفتحت باب التبرعات للقادرين للمساهمة معها فيه، وكان المشروع يشمل إنشاء مسرح وفندق سياحي ليضمن توفير مورد ثابت للإنفاق على مشروعات الرعاية الاجتماعية للفقراء وإنشاء دار لإيواء السيدات اللاتي لا مأوى لهن ودار للأيتام وسجلت لذلك جمعية باسم “,”دار أم كلثوم للخير “،وابتاعت قطعة أرض لإقامة المشروع عليها وساهم معها عدد من السيدات والرجال انتخبوا من بينهم مجلس إدارة للجمعية تحت إشراف وزارة الشئون الاجتماعية، واجتمعت مع أعضاء مجلس إدارة الجمعية وتم وضع الترتيبات لوضع حجر أساس المشروع، ونشرت الصحف تحقيقات وأخبارا كثيرة عن هذا المشروع وذكرت أنه سيكون أكبر مشروع ثقافي وفنى واجتماعي في مصر ومارست الجمعية في البداية نشاطها بأموال أم كلثوم الشخصية، ولزيادة الموارد حصلت على ترخيص بإصدار “,”يانصيب“,” خيرى تخصص حصيلته للمشروع ولكن حدثت مفاجأة فقد جاء ايراد اليانصيب أقل من قيمة الجوائز فاضطرت أم كلثوم لأن تدفع الفرق من مالها الخاص وكان المبلغ كبيرا جدا بالنسبة لذلك الوقت ثم توقف الكلام في الصحافة عن المشروع واختفى حجر الأساس واختفت الجمعية لتظهر بدلا عنها جمعية أخرى باسم جمعية “النؤور والأمل “ترأسها السيدة جيهان السادات.
ثم ماذا قدمت جماعة الإخوان وحلفائها من جماعات المتألمين لمصر وشعبها على مدار تاريخ الأسود سوى الاغتيالات والدمار والخراب وتكفير من يخالفهم واستحلال دمه ولينظروا إلى دور أم كلثوم الوطني في مواطن أخرى إبان الاحتلال البريطاني ويروى الكاتب الصحفي الراحل محمد التابعي- في ذكرياته-أن الحكومة البريطانية طلبت من مخابراتها العسكرية القبض على أم كلثوم ونقلها إلى لندن خوفا من أن يخطفها الألمان لاستغلالها في الدعاية لصالحهم ضد الإنجليز، وأكد ذلك مدير الإذاعة المصرية في ذلك الوقت “,”سعيد لطفى “,”، وقال إن محطة الإذاعة البريطانية عرضت عليه توجه أم كلثوم إلى لندن لتسجل أغنية مقابل مائة جنيه، ولكن أم كلثوم - لحسن الحظ - لم تقع في هذا الفخ، ورفضت هذا العرض دون أن تعلم الهدف الحقيقي لهذه الرحلة.
وفى نفس الوقت أنشأت حكومة إيطاليا سنة 1937 إذاعة لاسلكية للدعاية المضادة لدعاية الحلفاء وعرضت هذه الإذاعة على أم كلثوم إحياء حفلات خاصة لها ورفضت أم كلثوم هذا العرض أيضا.
وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952غنت“,”مصر التى في خاطري وفي فمي.. أحبها من كل روحي ودمي “،وحين تعرض عبد الناصر لمحاولة اغتياله من قبل جماعة الإخوان في ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954،سارعت بتسجيل أغنية “أجمل أعيادنا الوطنية بنجاتك يوم المنشية “،وغنت للسد العالي وغنت لوحدة مصر وسوريا 1958،ثم غنت للاتحاد الثلاثي الذي ضم مصر وسوريا واليمن ومنحها جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى ومن قبله منحها الملك فاروق “,”قلادة النيل العظمى “الذي يجعل لقبها “صاحبة العصمة“,” وهو لقب تحصل عليه الأميرات وقال عنها المفكر الأديب عباس العقاد: “في مصر خمسة أشياء لن تتكرر النيل - الأهرامات - أبو الهول - أم كلثوم - العقاد“,”.
ولدعم القضية الفلسطينية قدمت أم كلثوم الكثير، ففي سنة 1939 اشتعلت ثورة الشعب الفلسطيني ضد الغزاة البريطانيين وحلفائهم الصهاينة وأقامت حفلا خصصت إيراده لتمويل هذه الثورة وواجهت مشاكل بسبب ذلك وفي حرب 1948 غنت “أصبح عندي الآن بندقية “،ومنحتها معظم الدول العربية أكبر الأوسمة.
ودعمت أيضا جامعة الدول العربية، ففي سنة 1945 أقامت حفلا لتمويل جامعة الدول العربية وتأييد فكرة إنشائها وحضر الملك فاروق ألأول هذا الحفل مع عدد من الملوك والزعماء العرب.
وأخيرا أخطأ أفراد من الجماعات المتأسلمة المارقة حينما وضعوا في مارس 2013 نقابا على تمثال أم كلثوم بمدينة المنصورة بحجة ستر جبينها إذ كان يجب أن يتلفعوا بهذا النقاب ليواروا سوأتهم وأعمالهم ضد بني وطنهم، إن كانوا يؤمنون بأن لهم وطن.
/أ ش أ/


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.