تبدأ السلطات الفرنسية في إتاحة وثائق الشرطة والحكومة خلال نظام حكومة "فيشي" الذي تعاون مع قوات الاحتلال النازي في فترة الحرب العالمية الثانية، حيث أفرجت عن أكثر من مائتي ألف وثيقة سرية، ترجع إلى الفترة بين عامي 1940 و1944، والتي تولى فيها المرشال فيليب بيتان الحكم، حسب ما ذكرت بي بي سي. وترجع وثائق فيشي المفرج عنها إلى وزارات الداخلية، والشئون الخارجية، والعدل، خلال فترة الحرب، وكذلك وثائق الشرطة؛ كما تفتح فرنسا أيضًا الملفات الخاصة بفترة الحكومة المؤقتة بعد التحرير، وتتصل بعض الوثائق بالتحقيقات الخاصة بجرائم الحرب التي أجرتها سلطات التحرير الفرنسية، بعد هزيمة ألمانيا النازية. وقال المؤرخ الفرنسي جيل موري، في حديثه لمحطة التليفزيون الفرنسي، تي إف1، إن الوثائق المفرج عنها "قد تلقى ضوءًا على إلقاء القبض على جان مولان، قائد المقاومة الفرنسية، الذي توفي عقب اعتقاله وتعذيبه على أيدي النازيين في عام 1943"، وأنها ستضاف إلى سجلات الشرطة والأوراق التي أخذت من رفاق المقاومة الفرنسية، وإلى شهادات الشهود التي يعتمد عليها الباحثون حتى الآن "وهناك أيضا مطلب من أبناء من رُحلوا، ومن أعدموا، ممن يسعون إلى المعرفة، وهذا مطلب مشروع". وعبّر عمدة مدينة فيشي الحالي، الواقعة في وسط فرنسا، لصحيفة نيويورك تايمز عن قلقه من بقاء الوصمة التي التصقت بالمدينة، حيث أسس بيتان - بطل الحرب العالمية الأولى - نظامه المتعاون مع النازيين المحتلين، وقال "هناك قصص كثيرة عن المدينة، ثم هناك الحقيقة، نظرًا لتعقيد تلك الفترة، وتحديد دور المدينة خطأ لهذا السبب لفترة طويلة"؛ وقال لوسيان جويو، المقاتل في المقاومة الفرنسية للصحيفة إن حكومة بيتان "تجاوزت توقعات ألمانيا، خاصة في مسألة ترحيل اليهود الأجانب، ومن ضمنهم الأطفال، إلى معسكرات الاعتقال، وملاحقتنا من أجل الثأر منا"، وأضاف "لكن ما لا ينسى هو تصرفات الحكومة، وليس تلك المدينة".