التفاصيل الخفية للتعاون الفرنسي فيما يسمى "الهولوكوست"، والتي ظلت تحت الحظر لمدة 75 سنة، أصبحت اليوم متاحة للجمهور، لتواجه فرنسا بماضيها النازي، وذلك بعد الإفراج عن وثائق أرشيفية تعود لنظام فيشي أو"فرنسا الفيشية" في أوائل الأربعينيات. صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، قالت إن جميع الوثائق متعلقة بنظام فيشي "فرنسا الفيشية"، بقيادة المشير فيليب بيتان بين عامي 1940 و1944. وهو الوقت الذي شهد تعاون شديد ومتحمس مع "الرايخ الثالث" أي ألمانيا النازية، حيث كانت الشرطة الفرنسية والمنظمات شبه العسكرية وعدد من الجهات الأخرى يقومون باعتقال ما أسموهم"أعداء الدولة" وأرسالهم إلى ألمانيا للإبادة. الصحيفة قالت إن الكثير من ال76 ألف يهودي، الذين قتلوا جائوا من المدن الكبرى بما في ذلك باريس، حيث عمل الألمان بشكل وثيق مع حلفائهم الفرنسيين. كما ارتكبت جرائم عديدة أيضا في ما يسمى "المنطقة الحرة" في الجنوب، حيث ترأس فيها بيتان حكومة "فيشي". الوثائق التي أفرج عنها حديثا تتضمن قصص مثيرة عن كيفية تحديد الفرنسيين اليهود وكيف تم خيانتهم وتسليمهم للألمان، وكذلك أسماء المسؤولين عن هذا. ويأتي هذا بعد ست سنوات من إقرار مجلس الدولة الفرنسي، وهو أعلى هيئة قضائية في البلاد، بمسؤوليةحكومة "فيشي" عن عمليات الإبادة، وأنه لا يمكن إلقاء اللوم فقط على الألمان. كما قضت بأن المسؤولين النازيين لم يجبروا الفرنسيين على خيانة مواطنيهم، ولكن "عمليات الاضطهاد المعادية للسامية كان سببها عدة هيئات منها شرطة باريس وهيئة السكك الحديدية الوطنية". وكانت الحكومات الفرنسية بعد الحرب قد رفضت الاعتراف بأي دور في المحرقة من قبل نظام "فيشي". كما واجه الحكم في عام 2009 انتقادات جزئية بسبب نصه على أنه لن يكون هناك أي تعويضات للناجين أو أسر الضحايا، لأنه قد تم تعويضهم بالفعل على جميع الخسائر التي لحقت بهم. لكن المحامين في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، يعملون بجهد لتغيير ذلك. ودعا المجلس للاعتراف الرسمي بمسؤولية الدولة ومعاناة الضحايا. خلال فترة ولايته، التي انتهت في عام 2007، كان جاك شيراك أول رئيس فرنسي يشير بوضوح إلى"الهولوكوست" قائلا: "هذه الساعات السوداء ستظل إلى الأبد تلطخ تاريخنا وهي إهانة لماضينا وتقاليدنا".وأضاف "نعم، تمت مساعدة الحماقة الإجرامية للمحتلين من قبل الدولة الفرنسية". اليوم أصبحت فرنسا تضم عدد كبير من اليهود يقدر بنحو 500 ألف، وما زال كثيرون منهم يشكون من التمييز والاضطهاد.