رصد الأزهر الشريف خمس منظمات إرهابية تعد الأكثر دموية في العالم، وشملت بوكو حرام، وداعش، وطالبان، والمقاتلون الفولان، والشباب. أوضح تقرير الأزهر أن جماعة بوكو حرام التي تنشط في الكاميرون وتشادونيجيريا هي الجماعة الأكثر دموية في 2014 والمسئولة عن قتل 6.644 شخص. تسمى أيضا جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد، ومؤخرا هي جناح داعش في أفريقيا الغربية. ويمكن ترجمة بوكوحرام إلى "التعليم الغربي حرام"، حيث أعلن رئيسها الجديد أبو بكر شيكاو ما أطلق عليه الجهاد ضد الحكومة النيجيرية والولاياتالمتحدةالأمريكية في 2010. تعتزم بوكو حرام إنشاء دولة إسلامية في نيجيريا التي تعتبر مقسمة بين جنوب مسيحي وشمال إسلامي. تطبق الشريعة بالكامل في 9 مناطق نيجيرية من أصل 36 وتطبق بشكل جزئي في ثلاثة أخرى. ولفت التقرير إلى أن الجماعة لها علاقة مباشرة مع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ومؤخرا مع داعش في التدريبات العسكرية وقنوات التمويل وشبكات التواصل الاجتماعي. وفي مارس 2015 أعلنت الجماعة بيعتها لتنظيم داعش وخليفة المسلمين البغدادي على حد زعمهم. وعن أهم جرائم بوكو حارم يقول التقرير أنه في 2014 كان أول هجوم خارج نيجيريا على المناطق الحدودية لتشاد والكاميرون، كما قتلوا 520 شخصا ضمن 46 هجوما بالكاميرون وستة أشخاص في تشاد ثم تضاعفت العمليات ضد البلدان المجاورة في 2015 حيث قتلت 53 على الأقل في سلسلة من الهجمات حتى منتصف العام الجاري. ضاعفت من هجماتها ثلاثة أضعاف من 35 إلى 107 وارتفع عدد القتلى لأربعة عشر ضعفا من 107 أشخاص إلى 1.490 شخصا مقارنة بعام 2013، مشيرا إلى أنه يمثل المواطنون العاديون نحو 77% من الضحايا وهم الهدف الرئيس من الهجمات الدموية التي ترتكبها الجماعة بمعدل 17 قتيلا في الهجوم. ولفت الأزهر إلى أن التفجيرات التي تقوم بها بوكو حرام أصبحت أكثر عنفا ودموية بسبب التكوين الفكري المقتبس من الجماعات المتطرفة الأخرى. الهجمات توجه للأسواق والأماكن العامة كما نفذوا هجوما في يناير من العام الجاري باستغلال طفلة لتنفيذ التفجير عمرها عشر سنوات مخلفا عشرين قتيلا على الأقل. وتمثل هذه الهجمات 63% من الضحايا بمعدل 19 قتيلا للهجوم. كذلك يعتبر استخدام الأسلحة الرشاشة من الأسلحة الأساسية التي استخدمتها الجماعة في الهجوم الأكثر دموية منذ الحادي عشر من سبتمبر، حيث قتل نحو 2000 شخص في مدينة باجا شمال نيجيريا في يناير 2015 فيما يعرف بمجزرة باجا. وياتي تنظيم داعش الذي ينشط في سورياوالعراق ولبنان وتركيا في الترتيب الثاني ضمن المنظامت الأكثر دموية في العالم بمجموع داعش 1.071 هجوم، وقتل 6.073، ويقول تقرير الأزهر: إن هذا التنظيم ولد من رحم تنظيم القاعدة في العراق ثم امتد إلى سوريا أثناء الحرب الأهلية بها. وأوضح أن تنظيم القاعدة قطع علاقته بداعش بعد عصيان زعيم داعش أمر القاعدة بالتقليل من قتل المدنيين. وكغيره من التنظيمات المتطرفة يسعى داعش لإقامة منطقة تحت حكم إسلامي واليوم يسيطر على جزء ليس بالقليل من سورياوالعراق ويتطلع إلى السيطرة على بلاد الشام التي تضم إسرائيل والعراق والأردن ولبنان وسوريا. وهو نظام معارض للنظام العلوي لبشار الأسد والحكم الشيعي لحيضر البغدادي في العراق. يشن حربه ضد كل من لا يتبنى فكره ويعلن الحرب ضد الشيعة وكافة الجماعات الدينية والعرقية في سورياوالعراق. له تواجد عسكري قوي بالمنطقة وكثير من أعضائه كانوا جنودا في الجيش العراقي فترة حكم صدام حسين. في 2014 خاض صراعات مع حكومات سورياوالعراق ولبنان وحركات سورية منها جبهة النصرة وجيش المجاهدين والجبهة الثورية السورية وأسفرت المواجهات عن مقتل 20.000. أضاف التقرير إلى عدد القتلى الضحايا في 2014 على يد داعش تضاعف ثلاثة أضعاف 90% منهم بالعراق وكانت باقي الهجمات بسوريا ولبنان وتركيا ومصر. وأوضح أن تنظيم داعش يستهدف المدنيين بشكل أساسي ويمثلون 44% من الضحايا وأكثر من نصف الضحايا يقتلون بعد خطفهم من بينها خطف مواطنين يزيديين من بلدة سينجار في أغسطس 2014 حيث قتلوا 500 وخطفوا 300 من النساء على الأقل. كذلك من العمليات الدموية التي نفذها التنظيم الهجوم على أحد السجون وإعدام 670 شيعيا بينما حرروا باقي السجاء السنيين. وأضاف أن من 705 من الهجمات بالقنابل لم تسفر عن قتلى. الهجمات الانتحارية هي الأكثر عنفا، 117 هجوما انتحاريا خلف 1.101 قتيل. معدل سقوط قتلى جراء الهجمات الانتحارية 9.4 شخصا في الهجوم. والهجمات غير الانتحارية 1.9 قتيلا لكل هجوم. 20% من القتلى كانوا جراء السطو بمعدل 13.4 قتيلا في كل عملية. ووفقا لتقرير الأزهر تأتي حركة طالبان التي تنشط في أفغانستان وباكستان في الترتيب الثالث للتنظيمات الكثر دموية بواقع قتل 3477، ويقول التقرير أن تلك الحركة تأسست منذ عام 1994 بمجموعة من المجاهدين ضد غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان في الثمانينيات وبعض من قبائل البشتون. تمكنت طالبان من السيطرة على أفغانستان في 1996 وحتى 2001 حتى استطاع التحالف هزيمتهم بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية. بعد ذلك اعتبرت حركة تمرد تحارب بضد حكومة قرظاي وقوات الأمن الدولية. واليوم يسمون طالبان الجدد أو مجلس شورى كويتا (كويتا هو المكان الذي يجتمع فيه قادتهم) وتحولت لحركة مستقلة في محاولة للحصول على الدعم واستعادة السيطرة على أفغانستان. أضاف أنه في 2014 خلف طالبان العدد الأكبر من القتلى منذ الحرب على أفغانستان في 2002. حيث سقط 3.477 في 891 هجوما بزيادة 38% في عدد القتلى و48% في عدد الهجمات عن 2013. يسعى التنظيم لإضعاف المؤسسات الحكومية ولهذا هدفهم الرئيس هو القوات الشرطية حيث تمثل 45% من الهجمات و53% من القتلى، بمعدل 4.6 قتيل في كل هجوم. والمستهدف التالي هو المواطنون بنسبة 20% ومعدل 4.3 قتيل لكل هجوم. كذلك تعتبر الحكومات هدفا للاعتداءات كالموظفين المحليين أو العاملين بالسفارات الأجنبية كهجوم نوفمبر 2014 على السفارة البريطانية في كابول الذي سقط جراؤه ستة قتلى. وأوضح تقرير الأزهر أن طالبان ارتكب جميع عملياته في أفغانستان ما عدا هجوما واحدا، 48% كانت بالقنابل بمعدل ثلاثة قتلى لكل تفجير. 12% هجمات انتحارية بما يمثل 19% من القتلى بمعدل 6.4 قتيل عن كل هجوم. 23% من العمليات سطو مسلح ب 35% من القتلى معظمها ضد الشرطيين وخاصة في نقاط التفتيش ومراكز الشرطة. وياتي تنظيم المقاتلون الفولان في المرتبة الرابعة وفق تقرير الأزهر بواقع تنفيذ 154 عملية إرهابية وقتل ألف و229 شخصا، وينشط في جمهورية أفريقيا الوسطىونيجيريا، حيث نشأت هذه الجماعة من مجموعة عرقية من البدو ورعاة الغنم الذين يواجهون المجتمعات الزراعية. في نيجيريا هناك الكثير من الضغوط المستمرة منذ عدة سنوات بسبب التنافس على الموارد بين البدو والفلاحين وجماعة المقاتلين الفولان تستخدم الأسلحة وتقوم بعمليات السطو على القرى لتخويف الفلاحين. وبسبب عدم الاستقرار الأمني الذي تعاني منه نيجيريا بسبب بوكو حرام ارتفع عدد القتلى على يد المقاتلين الفولان في 2014 إلى 1.229 بعدما كان 80 قتيلا من 2010 إلى 2013. أضاف التقرير أنه في الوقت الذي تتركز جرائم بوكو حرام في الشمال، تأتي هجمات هذه الجماعة بشكل أساسي في الحزام الأوسط للبلاد. تستهدف عملياتهم المدنيين بشكل رئيس: 92% من العمليات الإرهابية، و81% من القتلى مدنيين بمعدل 11 شخصا في الهجوم الذي غالبا ما يكون عمليات سطو مسلح. كان أكبر هجوم لهم في أبريل 2014 حيث أسفر عن مقتل 200 شخص على الأقل. كذلك يدخلون في صراعات مع مجموعات غير حكومية تتعلق بالزراعة خاصة وربما تكون بعض الصراعات دينية مثلما هو الحال مع الجماعة العرقية "تيف" مسيحية الديانة بينما المقاتلون الفولان معظمهم من المسلمين. وتأتي في المرتبة الخامسة من التنظيمات الأكثر دموية حركة الشباب أو الشباب المجاهدين التي تنشط في إثيوبيا وجيبوتي وكينياوالصومال، حيث نفذت 496 هجوما إرهايا، وقتلت ألف و21 شخصا، ووفقا لتقرير الأزهر فهذه الحركة تتبع القاعدة، ومقرها في الصومال. تهدف إلى تأسيس دولة إسلامية في الصومال، وقد استطاعوا السيطرة على مدن عديدة بالصومال بما في ذلك أجزاء كبيرة بالعاصمة مقديشو. وبفضل الحملة العسكرية التي قام بها الاتحاد الأفريقي لم يعد لهم نفس النفوذ كالسابق، إلا أن 2014 كان العام الأكثر عنفا لهذه الجماعة: تضاعف عدد القتلى 1.021 وازداد عدد الهجمات 150% ليصل إلى 500 هجوم. وأوضح التقرير أن 75 % من القتلى و84% من العمليات في الصومال والباقي أغلبه في كينيا. دعت الجماعة إلى ارتكاب هجمات في مراكز تجارية بكندا وبريطانيا وأمريكا لكنه في الواقع لم ينفذ أي عملية خارج أفريقيا الشرقية. يستهدف المواطنين بنسبة 36% بمعدل 2.5 شخصا في الهجوم. كذلك الجيش يعد هدفا نفذ عليه 55 هجوما بمقتل 237 قتيلا، لافتا إلى أن الجماعة 70 عملية خطف معظمها لمواطنين عاديين بجانب خطف صحفي في راديو الأندلس وطبيب تابع للمنظمة العالمية للصحة.