لا يظهر إلا في المواسم والمناسبات يفد إليه الآلاف طالبين البركة والمدد، استغل اسمه المرشحون والطامحون في السلطة في الوصول إلى مقاعد البرلمان، واستغله اصحاب المصالح في جمع الأموال من البسطاء الذين يؤمنون بكرامالت الشيخ، ارتبط اسمه ببعض الخوارق والأساطير أشهرها أنه كان سببا في إزاحة حسني مبارك من سدة الحكم، إنه الشيخ "كوكو" الصوفي الذي يقبع في مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر منذ 200 عام مضت. يقع مقام الشيخ "كوكو" في شارع أحمد عرابي وسط مدينة إسنا ويرجع تاريخ إنشائه لعام 1803 وكان يتردد عليه الآلاف من المريدين من أهالي إسنا الذين يوقنون تماما بكرامات الشيخ كوكو ويرددون دائما "مدد يا شيخ كوكو" لطلب العون وإذا حاول أحدهم الاستهزاء والسخرية من المقام وصاحبه أوقفوه فورا وأكدوا له "بس أحسن تصيبك اللعنة والشيخ كوكو يسخطك ويحل غضبه عليك" مؤكدين أن آخر كراماته هي تنحي الرئيس الأسبق، حسني مبارك وإسقاط نظامه. الغريب في هذا المقام أنه خلال السنوات الأخيرة أصبح لا يظهر سوى في المواسم والمناسبات لجمع النذور والتبرعات وهو ما ظهر خلال اليومين الماضيين احتفالا بالمولد النبوي الشريف مما دفع البعض لاعتباره "سبوبة وأكل عيش" لبعض المنتفعين من وراء هذا المقام حيث يظهر في أوقات معينة ويختفي ليعود للظهور مجددًا في مناسبة أخرى وخاصة عندما شرعت السلطات الأمنية في إزالة مقام الشيخ كوكو ولم يجدوا أي رفات للشيخ مما يعنى وهمية المقام، ولكن عندما يختفي الشيخ كوكو، تظهر العديد من الروايات التي يتناقلها الأهالي، يؤكدوا من خلالها أن الشيخ ظهر لعدد منهم يطلب إعادة بناء مقامه من جديد، حتى يتمكن الأهالي من الاستفادة من بركاته دون معرفة من وراء إشاعة تلك الروايات. وقال مصطفى الأنصاري أحد أهالي إسنا "أن الشيخ كوكو يعد أهم معلم من معالم إسنا ويمثل لأهلها لغزا محيرا حيث لا أحد يعلم من هو الشيخ كوكو وما هو تاريخه وما هي كراماته ومن أين جاء ولكن مازال الشيخ كوكو صامدًا إلى وقتنا هذا في مكانه الذي استوطنه منذ أكثر من 200 عام في أكبر وأهم شارع في إسنا رغم إزالة مقامه منذ سنوات ولكن اعتاد الأهالي منذ عشرات السنين على زيارته وأخذ بركاته لقضاء حوائجهم رغم أن هذا العرف ليس من الإسلام في شيء". فيما أكدت عملية إزالة مقام الشيخ "كوكو" أواخر عام 2010 وهمية المقام حيث شكلت سلطات محافظة الأقصر والأجهزة الأمنية حملة لإزالته لتوسعة الشارع الرئيسي في إطار حملات التطوير آنذاك وعقب انضمام المدينة للمحافظة، وتجمع الآلاف لرؤية اللعنة التي ستصيب المجندين المشاركين في عملية إزالة المقام، وكيف سيدافع الشيخ "كوكو" عن مقامه، إلا أنه حال فتح اللجنة للمقام اكتشف أنه خالي تمامًا وتبين عدم وجود أي رفات للشيخ بالمقام. ولكن ذلك لم يثني الأهالي عن الاقتناع بكرامات "كوكو" وخاصة أنه بعد إزالة المقام بعدة أسابيع –بمحض الصدفة- قامت ثورة 25 يناير وتنحى مبارك وتم عزل رجاله ومن بينهم الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر وقتها، وانتشر بمركز إسنا حينها أن الثورة سببها الشيخ كوكو، انتقامًا من مبارك والمحافظ اللذين أصدرا قرار هدمه. فيما رجح مراقبون أن يكون السبب الحقيقي لإزالة هذا المقام هو تحوله لملاذ للمرشحين في دعايتهم للانتخابات البرلمانية وقتها التي كانت تملأ جدران المقام من الخارج بجوار صور وملصقات الصالحين لكسب أصوات الصوفيين والمجاذيب وزوار المقام الذين كانوا يفدون إليه من كل المحافظات. وما بين هدم المقام وبقاء المقام يبقى الشيخ كوكو "معلما محيرا" من معالم إسنا بل والأقصر بأكملها وخاصة عندما يختفي المقام إلى مكان مجهول لا أحد يعلمه ويظهر بين مناسبة وأخرى.