"مدد يا شيخ كوكو"، ردد بعض أهالي مدينة إسنا بمحافظة الأقصر تلك العبارة، ليس على سبيل الاستهزاء والسخرية، وأنما لطلب "العون" من مقام "الشيخ كوكو"، الذي يقبع في المدينة منذ 200 عام. ويعد آخر "الكرامات" التي يتحدث عنها المصدقين في "بركاته"، إسقاط نظام الرئيس الأسبق، حسني مبارك. وأجرت "التحرير" حوارًا مع أحد العالمين بأسرار مقام "الشيخ كوكو". وقال محمد حسين ياسين، موظف بمدينة إسنا: إن المقام يمثل لغز للبسطاء والمثقفين على حد سواء، فهو مبني منذ عهد طويل وسط شارع أحمد عرابي، وكان يزوره آلاف المواطنين سنويًا. وأضاف: "ما جعل الأمر غريبًا هو عدم وجود أي معلومات عن تاريخ الشيخ كوكو، من هو، وكيف جاء إلي إسنا، كل ما يعرف عنه أن الناس يستعينون به لقضاء حوائجهم، وهذا ما يحرمه الدين الإسلامي". وأشار إلي واقعة إزالة سلطات الأقصر للمقام، عقب انضمام المدينة للمحافظة، بهدف توسيع الحي. وتابع: "الطريف في الأمر أنه بعد إزالة المقام بعدة أسابيع قامت ثورة 25 يناير، وانتشر بالمركز أن الثورة سببها الشيخ كوكو، انتقامًا من مبارك ومحافظ الأقصر، اللذين أصدرا قرار هدمه". وأوضح أنه بمرور 3 سنوات علي ثورة يناير، أصدر مدير أمن الأقصر السابق، اللواء مصطفى بكر، قرارًا جديدًا بهدم المقام، نظرًا لتجمع عدد من الخارجين عن القانون بجواره، وقبل بدء الحملة بقليل، نقل أهالي المقام إلى مكان مجهول. واستطرد: "وما أن مضت أيام علي اختفاء الشيخ كوكو، ظهرت العديد من الرويات التي تنقالها الأهالي، أكدوا من خلالها أن الشيخ ظهر لعدد منهم، يطلب إعادة بناء مقامه من جديد، حتى يتمكن الأهالي من الأستفاده من بركاته. وأشار إلي إن المقام عاد للظهور مجددًا، وشكلت الأجهزة الأمنية حملة جديدة لإزالته، وتجمع الآلاف لرؤية اللعنة التي ستصيب المجندين المشاركين في عملية إزالة المقام، وكيف سيدافع الشيخ كوكو عن مقامه، إلا أنه حال فتح اللجنة للمقام، اكتشف أنه خالي تمامًا.