في عالم التلاوة، حيث الأصوات تتنافس في شد القلوب وتحريك الأرواح، يبرز اسم القارئ الشيخ السيد سعيد، كأحد أعمدة دولة التلاوة المصرية، وصاحب مدرسة متميزة أضافت بعدًا وجدانيًا خاصًا إلى فن تلاوة القرآن الكريم. النشأة والبداية وُلد الشيخ السيد سعيد عام 1943 في قرية ميت مرجا سلسيل بمحافظة الدقهلية، في بيئة ريفية تُقدّر حفظة القرآن وتجلّ أهل التلاوة. حفظ السيد سعيد، القرآن الكريم كاملًا وهو في التاسعة من عمره، وبدأ مشواره التلاوي من المساجد الصغيرة في قريته، قبل أن يبدأ صيته في الانتشار بمحافظة دمياط وما حولها. اقرأ أيضا: وفاة الشيخ السيد سعيد سلطان القراء السيد سعيد .. مدرسة صوتية فريدة صوت الشيخ السيد سعيد لا يُشبه سواه. هو صوت يحمل حنان الريف ودفء الإيمان، يجمع بين الرقة والقوة، ويملك قدرة نادرة على تجسيد المعاني القرآنية من خلال الأداء والتفاعل مع النص. حظيت تلاوته لسورة يوسف، تحديدًا، بانتشار واسع في تسعينيات القرن الماضي، حتى صار يُلقب في الأوساط القرآنية ب"سلطان المقارئ". السيد سعيد.. من المحافل المحلية إلى العالمية لم تقتصر رحلة الشيخ السيد سعيد على مصر وحدها؛ فقد حمل صوته القرآن إلى دول عدة، منها: الإمارات، لبنان، جنوب أفريقيا، إيران، وسويسرا، وكان دومًا مثالًا للقارئ المتواضع والملتزم بأدب التلاوة. فلسفة تلاوة القارئ السيد سعيد عرف عن الشيخ السيد سعيد رفضه للمغالاة في الأجر، وكان يعتبر تلاوة القرآن رسالة لا تجارة. التزامه بما يليق بالقارئ من هيبة واحترام جعله محط تقدير في كل مكان يحل فيه، وكان دائم التأكيد على أن "القرآن لا يُتلى بمال، بل يُتلى بإخلاص". السيد سعيد .. إرث حيّ لا تزال تلاوات الشيخ محفوظة ومحبوبة من آلاف المستمعين حول العالم، تتداولها المواقع المتخصصة وتذاع في القنوات والمحافل. وتُعد تلاوته لسور مثل يوسف، مريم، والقصص من أبرز ما يُعرض له، ويمكن الاستماع إلى تلاواته عبر منصات مثل نور القرآن وسورة قرآن. لم يكن الشيخ السيد سعيد مجرد قارئ، بل رمزًا لجيل ذهبي حمل القرآن بصدق، ورفعه صوتًا وفنًا وروحًا وستظل تلاوته حية في قلوب عشاق القرآن، تذكرهم دومًا أن صوت الحق لا يموت.