سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موضة العلاج ب"اليوجا" تجتاح المجتمعات الراقية.. هنا كمال: جزء أصيل من العلاج الروحي والنفسي.. "نادية": لجأت لممارستها فزاد شعوري بالاكتئاب.. "علياء": العبادة والتأمل في صنع الله يغني عنها
ظهرت في الآونة الأخيرة موضة بين الطبقات الراقية وخاصة السيدات في النوادي والاجتماعات النسائية وهي اتخاذ اليوجا كرياضة وعلاج للكثير من الأمراض والاضطرابات النفسية، والتي فضلها البعض عن الذهاب إلى الطبيب النفسي واللجوء إلى العقاقير التي يخشي منها البعض ومن أثارها على المدي البعيد، وتعتبر اليوجا من أفضل الوسائل التخلص من التوتر، حيث تعتبر نظام استرخاء علاجي تأملي، يستند إلى محورين، الأول الناحية الفكرية حيث تصفي الذهن، وتعمل على تطوير الفكر بحرية دون قيود، ومن الناحية العملية فهي تتمثل في التمارين البدنية، وتمارين التحكم بالتنفس ويبقى هنا السؤال هل ستغني اليوجا عن الطبيب النفسي أم هي جزء من العلاج النفسي؟ في البداية قالت هنا كمال، خبيرة اليوجا والمعالجة النفسية والروحية بالطاقة إن اليوجا كرياضة لها العديد من الفوائد على الصحة النفسية للفرد فهي تقدم حلولا فعالة لمواجهة الأمراض النفسية والتي فشل الطب النفسي في علاجها، حيث أكدت أن علم النفس الطبي أو بمعنى أدق المادي بات يتعامل مع الإنسان باعتباره آلة ناسيا أو متناسيا تماما الروح بداخل الإنسان والتي تعتبر الجزء الأهم للوصول بالإنسان إلى مرحلة السلام النفسي وهو الجانب الروحي. وأضافت، أن اليوجا لا تقف عند حد وصفها رياضة جسدية ولكن شغلها الشاغل الجزء الخفي من حياة الأفراد، ولكنها تعالج الآلام النفسية التي يعانى منها الفرد عن طريق تحرير مسارات الطاقة وتحرير الطاقات السلبية الناتجة عن معاناة الإنسان، كما أنها تأخذ بيد الفرد إلى حالة من الهدوء النفسي والذي بدوره يؤثر على قراراته، حيث تساعده على اتخاذ قرارات صائبة ويصبح تفكيره بعيدا عن التشويش. وأشارت كمال، إلى أن كل أوضاع الصلاة التي أمرنا بها المولى تعتبر يوجا فكما خلق الله لنا الأعضاء الملموسة كالأنف والعين وغيرها، خلق بداخل كل إنسان 12 مسارا للطاقة و7 مراكز طاقة يكتشفها الإنسان عند شعوره بالصداع، آلام الظهر، وآلام القاولون العصبي، وأضافت أن الإنسان اصبح يواجه المزيد من التلوث السمعي، البصري، والطاقي في حياته اليومية واليوجا تقدم له العلاج الامثل والذي بدوره يؤثر على صحته النفسية. وحذرت كمال، من خطورة ممارسة اليوجا بشكل فردي أو عن طريق المشاهدة للفيديوهات المنتشرة على اليوتيوب أو البرامج الحوارية التي يظهر بها مدربين لليوجا، وأكدت على ضرورة ممارستها تحت إشراف المختصين في هذا المجال باعتبارها رياضة دقيقة للغاية يمكن أن تؤدي بشكل غير صحيح إلى بعض الاصابات الرياضية. وتأكيدًا على ما قالته خبيرة اليوجا، قال أحمد عبدالله مدرس الطب النفسي كلية الطب جامعة الزقازيق والخبير النفسي بالمركز القومي للبحوث إن التأمل الذي يعد أحد أدوات اليوجا والذي أجريت حوله العديد من الابحاث في مصر وخارجها وأكدت أنه يحقق نتائج جيدة تفوق النتائج التي تحققها العقاقير في الكثير من حالات المرض النفسي. وأشار عبدالله إلى أن هناك مشكلة تواجه المصريين في علاجهم بالتأمل، وهو أنهم يريدون علاجا فعالا بمجهود قليل، موضحا أن نتائج التأمل تؤتي ثمارها من خلال الاستمرار في التأمل لفترة طويلة بحيث يكون جزءا من حياة المريض لفترة لا تقل عن عام. وأوضح عبدالله أن التأمل لا يقتصر على اليوجا فقط ولكنه أحد المراحل التي يقدمها الطبيب النفسي لمريضه بجانب العقاقير المناسبة، مشيرا إلى أن هناك العديد من الأمراض التي يتضح فيها نتيجة العلاج بالتأمل واليوجا بشكل أكبر من العقاقير وأبرزها، علاج القلق والتوتر والاكتئاب وعدم التركيز والأرق والعديد من الاضطرابات النفسية والعقلية، والتي زاد الاهتمام بها في مصر بشكل كبير في الآونة الأخيرة. وتباينت الآراء بين المواطنين حول مدى فعالية اليوجا كعلاج روحي ونفسي. قالت عواطف حمدي، إنها سمعت عن رياضة اليوجا من أحد أصدقائها وذهبت معها لممارستها وبعد فترة من ممارستها ما يقرب من 6 أشهر شعرت أنها بحالة أفضل نفسيا وجسديا، خاصة وأنها كانت تعاني من القلق وكثير من الأرق الذي يحرمها من النوم ليلا ولا تستطيع الذهاب إلى الطبيب النفسي خوفا من مظهرها أو اتهامها بالجنون لذهابها إلى الطبيب على عكس اليوجا التي يمارسها كثير من أصدقائها في النادي. أكدت سهر مهدى على أن اليوجا تمنح الإنسان حالة من الهدوء والسلام الداخلي والتي بدورها تجعله قادرا على مواصلة الأيام العصيبة التي نعيشها، فهي حالة من التنفيس عن الكبت بداخل الإنسان بل وتساعده على التخلص منها. قالت نجلاء محسن: إن اليوجا كانت بالنسبة إليها بمثابة المنقذ الذي مد اليها يده ليعبر بها إلى شاطئ النجاة، حيث لجأت اليها في اصعب لحظات حياتها والتي كانت تنظر إليها باعتبارها النهاية فساعدتها اليوجا على رؤية الغد بعين مشرقة عين يملؤها التفاؤل والهدوء والرضا. وأوضحت نادية شرف، أنها ذات يوم ذهبت إلى أحد مراكز اليوجا ولكن الأمر كان مرهقا جدا جسديا وماديا خاصة، وأن تكاليف الجلسات الخاصة باليوجا باهظة، وفضلت الذهاب للطبيب النفسي والاستعانة بالعقاقير لأنها كانت تعاني من اضطرابات نفسية وتزايد لديها الشعور بالاكتئاب خاصة بعد زواج ابنتها الوحيدة. أشارت علياء النجار، إلى أن المجتمع أصبح يميل إلى كل ما يرتدي ثوب الرفاهية، بغض النظر عن الفوائد التي ستعود عليه وهل هو بحاجة إلى انتهاج تلك الاشياء أم لا، فالأفضل أن يجلس الإنسان يتعبد ويتأمل في بديع ما صنع الله وسيصل إلى مرحلة السلام الداخلي دون الحاجة إلى الذهاب إلى تمارين اليوجا.