أكدت الدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة والسكان، أن كبرى المشكلات التي يعاني منها قطاع الصحة في مصر هي ضعف الميزانية بشكل يعيق التطوير وتقديم الخدمة الطبية على أكمل وجه، سواء كانت للمرضى أو العاملين بالمنظومة الصحية البالغ عددهم بالمستشفيات 600 ألف موظف . مؤكدة أن 150 ألف إصابة جديدة تسجّلها الوزارة سنويًّا لمرضى فيروس سي بمحافظات مصر، وهو رقم كبير يحتاج إلى أموال طائلة لعلاج المرضى، مشيرة إلى أن نسبة الإشغال داخل المستشفيات بمصر بلغت 40% فقط من إجمالي 72 ألف سرير وباقي الطاقة مهدرة في كل التخصصات والوحدات والمستشفيات العامة والمركزية والنوعية، لافتة إلى أن قطاعي الطوارئ والإسعاف هما آفة المنظومة الصحية . ومن جانبه، عقّب الدكتور إيهاب الطاهر أمين عام نقابة أطباء القاهرة، ل “,”البوابة نيوز“,” على تصريحات الوزيرة، قائلًا: بالفعل يوجد ضعف شديد في الميزانية يعيق كل شيء، وتبلغ 4.9% من ميزانية الدولة، في حين أنها يجب أن تكون 15%، ومصر موقّعة على اتفاقية أبوجا سنة 2001، لكي ترفع الميزانية إلى 15%، والتشغيل يكلّف كثيرًا والأدوية والمستلزمات الطبية بأسعار مرتفعة جدًّا . وعن إهدار طاقة المستشفيات، أكد الطاهر أن 60% من طاقة الأسرة مهدرة بسبب أن مستوى المستشفيات والخدمة الصحية والرعاية التمريضية ضعيف وسيئ جدًّا ويرفض معظم الشعب العلاج المجاني بها، ويفضل الاقتراض والاستدانة للعلاج بالقطاع الخاص، لأنه في هذه الحالة يتعامل مع حياته، ولا بد من تحسين الخدمة والأجور، لكي ترتفع نسبة الإشغال إلى 100% بدلًا من المليارات التي يحصل عليها القطاع الخاص مقابل الخدمة، وخلال 5 سنوات نقدر ننهض بالمنظومة ككل في حالة منح الصحة الميزانية كاملة طبقًا للاتفاقيات الدولية. وعن الطوارئ، قال “,”فعلًا آفة المنظومة الصحية والطوارئ متدهورة وليس بها تجهيز سليم وكامل ولا يجد المريض أسرّة رعاية مركزة أو حضانة، وفي حالة تحويله إلى مستشفى آخر لا يجد إلا نفس التدهور، لذلك يجب على الوزارة تطوير الطوارئ والحضانات لإنقاذ المرضى والمصابين، وكل ذلك يحتاج إلى أموال طائلة“,” . أما مشكلة الإسعاف فقد تحسّنت نوعًا ما عن السابق، لكن هناك عجزًا في الإسعاف الخاص بالحالات الدقيقة كالإصابات الخطيرة كالعمود الفقري والقلب والمرور في الشوارع، ولا نستطيع الحديث عن نقل الإسعاف الطائر للمرضى، فلا يُعقل أن أنقله بما يوازي 50 ألف جنيه لقسم طوارئ متدهور لا يجد فيه خدمة طبية جيدة، وقد تودي بحياته، لذلك فمنظومة الصحة متشابكة ببعضها البعض ويجب الإصلاح الشامل لها.