عاد محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام لتنظيم الإخوان، لتصدر المشهد مرة أخرى، وفرض سيطرته على التنظيم وإدارته من تركيا، في محاولة لإنقاذه من الانهيار والتفكك بعد الفضائح المالية التي لاحقته مؤخرًا، وتمرد القيادات بالداخل وإعلانهم العصيان. ومع وصول عزت إلى تركيا قبل أشهر قليلة، هاربًا من قطاع غزة، الذي دخله عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، مستغلًا حالة الفوضى التي أثارها الإخوان، وبدأ «عزت» العمل سريعًا على احتواء الموقف وعقد جلسات عمل مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، لمواجهة الأزمة التي يعانى منها التنظيم. هروب «عزت» من غزة ووصوله لتركيا عبر إسرائيل، جاء بوساطة قطرية، بطلب من «أردوغان» نفسه، الذي فقد الثقة في القيادات التي كانت تدير التنظيم من تركيا، وفشلها في إدارة المعركة ضد مصر، وهو ما جعله يطالب بعودة عزت بأى ثمن، وأحضر أيمن نور، مؤسس حزب الغد، من لبنان وتم تعيينه رئيسًا لمجلس إدارة قناة «الشرق». كانت مصر قد أعلنت من قبل عن هروب عزت لغزة، وأكد وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم وجوده هناك، وهو ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية. ونشر موقع «ديبكا» المقرب من المخابرات الإسرائيلية، تقريرا في شهر أكتوبر 2013، يؤكد فيه وجود عزت في فندق غزة بيتش، وأنه يخضع لحماية مكثفة من حركة حماس، ويتحرك ما بين الفندق وشبكة أنفاق سرية تحت الأرض خوفا من رصده من قبل المخابرات المصرية. ونقل الموقع عن مسئولين استخباراتيين أن عزت وصل غزة عبر الأنفاق، وأن مسئولى حماس أكدوا للجانب الإسرائيلى أن وجوده في غزة مؤقت. اتفقت تركياوقطر على ضرورة عودة عزت لقيادة التنظيم بأى شكل، خاصة أنه الشخصية الوحيدة القادرة على إنقاذ التنظيم، بعد الفضائح التي لحقت بقيادات التنظيم في تركيا وسرقة الأموال والتبرعات وغضب القيادات الموجودة في مصر وإعلان التمرد والعصيان. وتبنى أردوغان فكرة إعادة عزت لتركيا بأى ثمن، وبدأ أردوغان التنسيق مع قطر للتوسط لدى إسرائيل لإخراجه من غزة عبر إسرائيل.