سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"زعزوع" في 60 يومًا.. وزير الأزمات يتحمل أخطاء لم يرتكبها.. بدأ عمله في السياحة بحادثي منى والمكسيكيين.. وطرح خطة بديلة مفاجئة بعد سقوط الطائرة الروسية
5 أشهر ابتعد فيها هشام زعزوع وزير السياحة عن الوزارة، ثم عاد مجددًا في حكومة المهندس شريف إسماعيل، بعد أن أثبت كفاءته في مواجهة أزمات السياحة المتعددة والتي فرضت نفسها ليس فقط على مستوى الوزارة، ولكن على مستوى الدولة واقتصادها. فمنذ يومه الأول، واجه زعزوع التداعيات المؤسفة لحادث منى، والذي راح ضحيته نحو 230 مصريًا، وكان على الوزير عقد اجتماع عاجل للجنة الأزمات للتواصل مع رئيس البعثة الرسمية وزير الأوقاف، مع تكليف بعثة الوزارة بالمرور على المستشفيات ومتابعة حالة المصابين المصريين، وكذا البحث عن المفقودين. ويبدو أن لجنة الأزمات كان لها نصيب الأسد في عمل زعزوع بالوزارة طيلة الشهرين الماضيين، فسرعان ما انتهت أزمة الحجاج المصريين، وإعادة الأحياء منهم إلى البلاد، حتى سقط نحو 33 قتيلًا في حادث استهداف سائحين مكسيكيين، بواحة الفرافرة، ليسارع زعزوع بدعوة كتاب وسياحيين مكسيكيين لزيارته في مكتبه، ويشرح لهم حقيقة الحادث ودخول سيارات السائحين لمنطقة محظورة دون إخطار الجهات المعنية، ما أدى للتعامل معها، كما التقى زعزوع بالسفير المكسيكي بالقاهرة وشرح له الموقف، مثلما تواصل مع رئيسة الحكومة المكسيكية والتي كانت وزيرة للسياحة، ويتمكن الوزير من إعادة السياحة المكسيكية. ووسط مقابلاته المستمرة لكافة المعنيين بالقطاع من مسؤولين حكوميين ومستثمرين وعمال بالمحافظات السياحية، والتي استهل شهره الثاني في الوزارة بجولة فيها، سعى زعزوع لتشكيل رأي موحد حول آلية الترويج المثلى الواجب تنفيذها عن طريق شركة جي دبليو تي، للعلاقات العامة، والتي تعاقد معها سلفه خالد رامي، لمدة 3 سنوات مقابل 66 مليون دولار، كما حاول استغلال زيارات بعض مشاهير العالم لمصر، مثل نجم هوليوود مورجان فريمان، والموسيقار اليوناني العالمي ياني، غير أن الرياح أتت بما لم يشتهِ الوزير. طائرة ركاب سياحية غير منتظمة "شارتر" تحمل على متنها 224 راكبًا روسيًّا بينهم طاقم الطائرة، هبطت على أرض مطار شرم الشيخ في الخامسة عصرًا، ثم أقلعت عائدة لبلادها في الدقيقة الخامسة والخمسين صباحًا، لكنها لم تعد، فقد تحطمت الطائرة في العريش، وفي حادث مروع أصاب العالم بالذهول، وأودى بحياة كل الركاب، وهنا بات على زعزوع تحمل خطأ لم يرتكبه، ومعالجة آثار حادث لا تقوى عليها أعتى الدول، وبالرغم من أن الوزارة سارعت بالتأكيد على أن مصر تفتح ذراعيها أمام الدول المعنية للمشاركة في التحقيقات، إلا أن حظرًا بريطانيا تبعه حظر روسي وتبعه 10 قرارات لدول أخرى، زاد من صعوبة الأزمة وتعقيدها. ورغم توقعات السياحيين بفشل زعزوع في معالجة الأمر، نظرًا لضخامة الحدث، إلا أن الوزير فاجأ الجميع بخطة عمل بديلة طارئة، خاطب بها السوق العربية والداخلية، معلنا بالتعاون مع وزارة الطيران ومصر للسياحة، عن حزمة برامج مخفضة تدخل ضمن برنامج يدعى "شرم الشيخ في قلوبنا"، وتبدأ من 270 جنيهًا للفرد، وذلك ردًّا على إحباط حملة "هي دي مصر" والتي كانت الوزارة تستعد لإطلاقها على هامش بورصة لندن الدولية مطلع نوفمبر الجاري، وهى البورصة التي شهدت مفاجأة غير متوقعة بإعلان بريطانيا أن انفجار الطائرة جاء بسبب قنبلة، رغم عدم انتهاء التحقيقات. زعزوع، والملقب بوزير الكوارث، يمتلك حرفية ومهنية تمكنه من تحويل الأحداث السلبية إلى طاقة عمل وإنجاز، ففي ولايته الأولى بالوزارة، وعقب أحداث ثورة 30 يونيو، وفض رابعة العدوية، استطاع أن يدخل عام 2014، وقد وصلت إشغالات شرم الشيخ إلى 80% والغردقة 85%، علاوة على وضعه لملف الأقصر وأسوان على رأس أولوياته، كما أعاد دعم الطيران السياحي بشكل جديد يحفظ المال العام، مؤكدًا أن مصر ستعبر أزمتها مثلما عبرت انفجارًا شهده فندق غزالة في قلب خليج نعمة، وآخر هز أرجاء مصر وإسرائيل بفندق هيلتون طابا، وقبلهما هجوم مسلح استهدف حافلة ركاب بريطانيين بالدير الغربي بالأقصر، فقد مرت كل تلك الأزمات وبقيت مصر.