سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
روميو وجوليت شبرا تزوجا بعد الخمسين.. حنان:عندما ابتسم القدر مات والدي فغافلني قطار العمر ودهستني عجلة الزمن.. عم على:ضابط القسم سألني عنها فأخبرته أنها حب عمري فزوَجنا.. وأهل الحتة دفعوا أجرة المأذون
حب لا يعرف المستحيل، ظل لسنوات قابع في الانفس حتى كادت أن تضيق به الأضلع، ظلت تحبه لسنوات وظل يعشقها حتى قاربت على مشارف الخمسين، واقترب هو من الستين عاما دون أن يفكر يوما في الارتباط بغيرها، وكانها حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة، ورغم ما تخللها من آلام ومعاناة إلا أن حكاية "عم عبد الله على" والسيدة حرمه "حنان عفت" تبعث الأمل في النفوس، وتؤكد أن النصيب دائما ينتظر صاحبه. جلست إليهما مستمتعة بقصة حبهما العجيبة رغم اشتعال رأسهما شيبا، حب بدأ بينهما منذ نعومة أظافرها وانتهي بالزواج بداية العام الماضي في أحد أقسام الشرطة بمعاونة ضابط القسم الذي أشفق على حب هذين العجوزين من ظلم وقسوة الاهل، لكن حنان قررت أن تحتفظ بحبها للابد ليظل عالقًا بقلبها مسيطرًا على كيانها، تقسم بالله أنها لم ولن تتجوز سوي العم عبد الله ذلك الرجل الذي عمل في كل الحرف إلى أن انتهى به الحال ليعمل اسكافيا أمام أحد اقسام منطقة شبرا مصر، بالقرب من منزل حبيبة عمره ليرتقب نظراتها إليها، ويجدد أمله في طلب الزواج منها ثانية، لتقف أم العروس المصون حائلا في المرة الثانية، وكان والد حنان وقفا أمام حبها من قبل، لكن حاول قبل أن يفارق الحياة أن يخلص ضميره تجاه ابنته أمام الله بعد معارضته لسنوات على عبد الله، لكن القدر لعب دوره وكان العريس الميمون مغادرا القاهرة في تلك الأثناء، وكما قالت حنان في الوقت اللي الدنيا بدأت تزهزه لي ويوافق والدي على الزواج من عبدالله يغادر مصر ليعمل في الصعيد حيث يقطن والداه، ويموت أبي تاركا لي الشقا والهم. ظللت أعمل لسنوات في خدمة أخواتي حتى ضاع شبابي، ووالدتي تريد حرماني من حب عمري، الحب الذي كبر معي لسنوات،رغم خطبتي من ثلاث أشخاص لكن في كل مرة كنت أشعر بأن الدبلة تخنقني وقلبي ينتفض من الخوف. وتضيف حنان: حبي لعبد الله بدأ من سنوات عديدة وقتها كنت صبية في العشرين، كان يعمل في محل أمام بيتنا، وعندما شعر والدي بحبنا رغم أنه ارسل مرات عديدة،إلا إن والدي كانا يرفضانه في كل مرة، حتى احترق قلبي من الحسرة على حبنا، وغادر هو المنطقة وسافر للصعيد ولفت الأيام وعاد كنت بلغت الخمسين لكنني قررت أن أحافظ على حبي وأقسمت أن اتزوجه. التقط عم عبد الله طرف الحديث قائلا: عملت إسكافيا بعد عودتي من الصعيد أمام قسم الشرطة الذي كان بالقرب من بيت زوجتي، وكان ضابط القسم يلاحظ نظراتي الدائمة لحنان فسألني عن الأمر فقلت له إنها حبيبة عمري ولم أفكر في الزواج بغيرها، فضحك وقرر مساعدتي في الزواج منها، وعلي الفور قمنا بتأجير شقة، وأرسل الضابط لإخوتها على ومنير وعرض عليهما الأمر فوافقا لكنهما خشيا غضب والدتها التي كانت تعارض زواجنا، وجاء المأذون إلى القسم، وارتدي أخوها منير النقاب ليدخل البيت ليحضر البطاقة، وقرر أهل الحارة دفع أجرة المأذون، وكتبنا الكتاب في قسم الشرطة بحضور الضابط الخلوق، وأفراد الأمن، والشهود وقامت بنات الحارة بزفافنا ومنهن من صنعت لنا الحلوي وأخريات حضرن الأطعمة على نفقتهن الخاصة، وظل الضابط بجوارنا حتى دخلنا عش الزوجية، وحتى اليوم نعيش راضين بالقدر. عم عبد الله بعد زواجه في هذا العمر أيقن أنه لن ينجب لذلك قرر العمل بوابا في أحد الملاجيء بصحبة زوجته التي تعمل أم بديلة ليعوضهما هذا العمل عن الحرمان من الأطفال برعاية الأيتام راضين بقضاء الله.