أصدر ما يسمى بالمؤتمر الوطني العام، المنتهية ولايته، تحذيرا للاتحاد الأوروبي بإغراق أوروبا بالمهاجرين، إذا لم تعترف دول الاتحاد بحكومة طرابلس، التي تعد غير شرعية واستولت على مدينة طرابلس واتخذتها مقرا لها. وجاء التهديد مبطنا بإرسال "مئات الآلاف" من المهاجرين لأوربا إذا في حال عدم الاعتراف بالحكومة، التي نصبت نفسها في طرابلس واستولت على العاصمة. وفي مقابلة نشرتها صحيفة "تلغراف" البريطانية، قال متنفذون في ما يسمى بالمؤتمر الوطني العام في طرابلس إنه من الممكن استئجار قوارب لإرسال أعداد كبيرة من المهاجرين الأفارقة عبر البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى الشواطئ الأوربية. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التصريحات ربما تعتبر كتهديد بإجراء انتقامي بسبب عدم اعتراف دول الاتحاد بالمؤتمر الوطني العام. وزعم المتحدث الإعلامي للمؤتمر، جمال زوبية، للصحيفة إن النفقات التي يتكفل بها المؤتمر لإيقاف المهاجرين عبر طرابلس تبلغ عشرات الملايين في كل عام من خلال استخدام مراكز الاحتجاز وبرامج إعادة التوطين. وهدد أنه إذا استمر الرفض الأوربي للاعتراف بسلطة المؤتمر، فإنها ستقوم بإجراء معاكس وإرسال المهاجرين بقوارب نحو دول الاتحاد الأوربي. وتعتبر ليبيا ومنذ فترة طويلة بلد عبور رئيسية للمهاجرين من أفريقيا، ولكن تزايدت أعداد المهاجرين خاصة بعد إطاحة معمر القذافي في عام 2011. وباتت زوارة ومدن ليبية ساحلية أخرى نقطة وصل في المتوسط، بعد استخدامها لتكديس مهاجرين، فيما تعزو وسائل إعلام دولية الصمت الأوربي إزاء تلك التجارة المميتة ب"مقايضة خفية" بين ميليشيات "فجر ليبيا" والراغبين في الحصول على نفط رخيص الثمن، مقابل السلاح. كما يتجاهل الاتحاد الأوربي حقيقة أن تهريب المهاجرين يعد جانبا من أنشطة "مافيا ممولة جيدا" تتاجر في السلاح أيضا، ومن المحتمل أنها لا تشمل فقط مواطنين ليبيين، وإنما تضم كذلك مواطنين من الاتحاد الأوربي. ويغض الاتحاد الأوربي الطرف عن تلك التجارة التي تجلب، أيضا، الأسلحة والذخائر إلى "فجر ليببا"، وهو تحالف الميليشيات المسيطر على غرب البلاد، في مقابل الحصول على وقود الديزل الليبي المدعوم. ويقدر عدد المهاجرين عبر الأراضي الليبية العام الماضي بنحو 170 ألف مهاجر عبروا عبر المتوسط إلى إيطاليا، كما بلغ عدد المهاجرين عبر بحر إيجة وعبر تركيا واليونان نحو 360 ألف مهاجر من تركيا إلى اليونان. وخلافا للانطباع الشائع، فإن ما تسمى الحكومة في طرابلس لا تغض الطرف بشكل كامل عن عمليات تهريب البشر، وتقتصر في أغلب الأحيان على دوريات بحرية لجمع أشلاء المهاجرين، الذين قضوا غرقا في مياه المتوسط. وأكد زوبيا أن تصريحاته هي ذات التصريحات، التي أطلقها القذافي في عام 2005 مهددا بتحويل القارة الأوربية إلى أوربا السمراء في حال رفض الاتحاد الأوربي دفع مليارات له على شكل منح ومساعدات.