نشرت صحيفة "التليجراف" البريطانية تقريرا حول الأوضاع في ليبيا والبيان الذى أصدرته الحكومة تهدد فيه بإرسال مئات الآلاف من المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا، إذا لم يصدر عن بروكسل اعتراف رسمي بالحكومة المعلنة، مضيفة يمكننا استئجار قوارب لإرسال أعداد كبيرة من المهاجرين الأفارقة عبر البحر المتوسط. ونقلت التليجراف عن "جمال زوبيا" المتحدث باسم المؤتمر الوطني العام أن ليبيا تنفق حاليا عشرات الملايين سنويا لمنع المهاجرين من عبور البحر المتوسط، لكن في حال استمرت أوروبا في رفض الاعتراف بسلطة المؤتمر والحكومة الليبية يمكننا تغيير هذه السياسة. وذكرت الصحيفة أن ليبيا كانت منذ فترة طويلة ممرا رئيسيا لعبور المهاجرين من إفريقيا إلى أوروبا، لافتة إلى أنه خلال الآونة الأخيرة زادت أعداد المهاجرين بشكل كبير بسبب الفراغ الأمني الذي أعقب الإطاحة ب "معمر القذافي" فى 2011، حيث بلغ خلال العام الماضي فقط عدد المهاجرين بالقوارب من ليبيا إلى إيطاليا 170 ألف شخص. وقالت الصحيفة إن الحكومة الليبية لديها إدارة تعمل من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية، ويوجد بها 8 آلاف موظف، تعتقل أعدادا كبيرة من المهاجرين الذين يحاولون دخول البلاد بطريقة غير شرعية، وكذلك التعاون مع المنظمة الدولية للهجرة فى برامج العودة الطوعية للوطن، وفي الوقت نفسه تنشط دوريات خفر السواحل بالموانئ الساحلية للمساعدة في العثور على الجثث عندما تغرق قوارب الهجرة، ورغم ذلك فإن العدد الهائل من المهاجرين يفوق قدرات السلطات على التعامل مع الأزمة. وتشير التليجراف إلى أن ليبيا تنفق ما يقرب من 80 مليون دولار على مكافحة الهجرة، رغم أن البلاد لاتزال في مرحلة إعادة بناء المؤسسات، حيث يؤكد "جمال زوبيا" أن الحكومة ليس لديها خطط الآن لتخفيض جهودها في مكافحة الهجرة غير الشرعية، لكن هذه التصريحات مجرد تذكير لأوروبا بأن طرابلس لديها طرق يمكن بها الرد على رفض الاتحاد الأوروبي الاعتراف بها كحكومة رسمية. وأضاف "زوبيا" أنه لو لم نكن دولة مسؤولة لتركنا المهاجرين يذهبون إلى أوروبا، لكننا كل يوم نمسك بالمئات منهم على الرغم من أننا لا نملك الموارد اللازمة لإطعامهم وتوفير الخدمات الطبية لهم، ملمحا إلى أن حكومة طرابلس قد تلجأ إلى استخدام هذا الخيار خلال الأيام المقبلة، واعترف "زوبيا" أن تصريحاته تشبه ما نفذه القذافي عام 2005، عندما قال سنحول أوروبا إلى الأسود، إذا لم تقدم بروكسل المليارات في شكل منح ومساعدات. واختتم "زوبيا" تصريحاته؛ قائلا: عليهم أن يعلموا بأن ما نقوم به حماية لهم، ونحن لا يمكن أن نستمر هكذا إلى الأبد، ننفق الكثير من المال دون مقابل.