فى أجواء من الحزن، التقت «البوابة» أسرة الشهيد الملازم أول عبد الرحمن على البشيهى، عقب تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير فى جنازة رسمية وشعبية مهيبة شارك فيها الآلاف من أبناء مدينة الفيوم. يتقدمهم المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم واللواء ناصر العبد مدير الأمن. وقالت والدة الشهيد السيدة نجلاء فتحى معتوق «مدرسة»، وهى تغالب دموعها: حسبى الله ونعم الوكيل فى جماعات الإرهاب التى اغتالت ابنى دون ذنب. وأضافت: ابنى عبد الرحمن كان متفوقا دراسيًا ودخل كلية الطب إلا أنه تركها وتقدم لاختبارات كلية الشرطة حبًا فى العسكرية وخدمة وطنه، فاغتالته يد الإرهاب الأسود دون ذنب، مؤكدة أنها كانت تنوى مفاتحته فى أمر زواجه خلال الإجازة القادمة، إلا أن يد الإرهاب لم تمهلها فتم زفاف عبد الرحمن إلى الجنة. وقال شقيقه ملازم حربية أحمد على عبد الفتاح البشيهى ل«البوابة»: تلقيت مكالمة من الشهيد قبل أن يلقى ربه بساعات قليلة، عاتبنى خلالها على عدم رؤيتنا لبعضنا أثناء إجازته السابقة نظرا لانشغال كل منا فى عملنا، لأن الشهيد ضابط شرطة ويعمل فى سيناء، وأنا أعمل ضابطًا بالقوات المسلحة. وأضاف شقيق الشهيد: أثناء مكالمتى مع الشهيد التى استمرت أكثر من 25 دقيقة، تذكرنا بعض المواقف التى مرت بنا، وأخبرنى شقيقى أن خدمته فى سيناء باقٍ عليها أسبوع واحد بعدها سينقل للعمل فى جهاز الأمن الوطنى، لكفاءته وحسن أخلاقه والدورات العديدة التى تلقاها عقب تخرجه فى كلية الشرطة. واختتم شقيق الشهيد حديثه ل«البوابة» مؤكدا أنه لن يترك حقه وباقى شهداء الوطن. مطالبا باستمرار عملية حق الشهيد فى سيناء، حتى تطهيرها تماما من الإرهاب ثم تنميتها. وقال المهندس سيد عبد الفتاح البشيهى، عم الشهيد ل«البوابة»: ابن شقيقى كان من خيرة الشباب، وكان متدينًا يواظب على الصلاة فى مواعيدها وعلى درجة عالية من الأخلاق، وبارا بعائلته ومحبوبا من الجميع، ولم تكن بينه وبين أى شخص عداوة، وجميع من عرفه كان يكن له كل حب وتقدير. وقال المهندس أشرف فتحى «خال الشهيد»: عبد الرحمن كان قريبا جدا إلى قلبى، وعلى تواصل دائم معى، وسبق أن تحدثت معه عن خطورة عمله فى سيناء، فكان رده علىّ «العمر واحد والرب واحد» معبرا عن سعادته بالعمل على أرض الفيروز ومشاركته فى الحرب ضد الإرهاب، كاشفا عن أن الشهيد كان يدرس فى كلية الطب وتركها حبًا فى العمل الشرطى وخدمة الوطن. مشيرا إلى أن الشهيد كان يتبقى على خدمته فى سيناء أقل من أسبوع، بعد أن تم ترشيحه للعمل فى جهاز الأمن الوطنى نظرا لكفاءته، إلا أن القدر كان أسرع منه واغتالته يد الإرهاب الأسود. وقال خال الشهيد: والد عبدالرحمن لم يعلم بالحادث إلا فى اليوم الثانى نظرا لوجوده خارج البلاد، فهو يعمل أستاذا جامعيا بالخارج. ومن جهته قال المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم إنه يدرس أنسب الطرق لتكريم اسم الشهيد عبد الرحمن البشيهى الذى ضحى بروحه فداء للوطن مشيرا إلي أنه سيقوم بإطلاق اسم الشهيد على أحد الشوارع الرئيسية أو المدارس بمدينة الفيوم تخليدا لذكراه وتقديرا لبطولته. كان الشهيد قد لقى ربه إثر عملية إرهابية نفذتها عناصر تابعة لبيت المقدس الإرهابى أسفرت عن استشهاده هو والمجندين محمد المهدى 22 سنة وأحمد سمير إبراهيم 22 سنة من الأمن المركزى بالعريش.