اختتم مركز المحروسة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية مؤتمرا حول "مستقبل صناعة الغزل والنسيج.. نحو ترسيخ آليات الحوار المجتمعي بين العمال وأصحاب الأعمال" بالقاهرة، بحضور العديد قيادات قطاع الغزل والنسيج والعمل النقابي في مصر. ناقش المؤتمر كيفية تطوير صناعة الغزل والنسيج المصري من خلال تعزيز المعايير الدولية المتعلقة بآليات الحوار الاجتماعي وتعزيز استقلالية منظمات العمال ومنظمات أصحاب العمل من خلال بناء قدراتها التفاوضية لتحسين مناخ الصناعة والاستثمار في مصر. في هذا الإطار يشير مركز المحروسة "إلى أن صناعة الغزل والنسيج تمثل قطاعًا كبيرًا من الصناعة الوطنية المصرية، حيث يعمل نحو 30% من القوى العاملة في القطاع الصناعي، والذي يمثل تراثًا كبيرًا وتاريخًا مشرفًا ومكاسب عديدة عبر تاريخ الصناعة الحديثة في مصر". ويعاني القطاع حاليًا من مشكلات متعددة تتلامس مع مجموعة متنوعة من الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، رغم ما شهده الاقتصاد المصري من دفعة قوية وانطلاق عدد من المشروعات إلا أن المؤشرات لم تعكس بعد التوازن بين النمو الاقتصادي من جهة وبين العدالة الاجتماعية من جهة أخرى، والذي يرجع- في كثير من الأحيان- إلى غياب ثقافة الحوار والتفاوض بين أطراف القضية الواحدة. وفي ختام الحلقة النقاشية توصل المشاركون إلى مجموعة من المداخلات القيمة والتوصيات التي تطرقت لتطوير وتحديث قطاع الغزل والنسيج في مصر من أهمها: ضرورة وضع خطة إستراتيجية من الدولة للتعامل مع قطاع الغزل والنسيج نظرًا لرمادية التعامل مع هذا القطاع الحيوي والمهم بالنسبة للصناعة المصرية، من خلال تقديم المساندة اللازمة لتنمية وزيادة القدرة التنافسية لقطاع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة والمفروشات. ضرورة تضافر جهود مختلف الجهات والوزارات المعنية، من أجل تذليل العقبات والمشكلات التي تواجه صناعة الغزل والنسيج في مصر، سعيًا لسرعة حلها بصورة مستدامة ومدروسة تراعى تحقيق صالح مختلف الأطراف. ضرورة اهتمام اتحاد الصناعات بوضع إستراتيجية قومية للنهوض بقطاع الغزل والنسيج والحفاظ على حقوق العمال بهذه الشركات، وتحسين أوضاع المصانع، بما يضمن لها استعادة نشاطها بالمعدَّل الذي يليق بتاريخ ومقومات هذه الصناعة، وذلك في إطار إستراتيجية شاملة للنهوض بالصناعة المصرية وتطويرها ورفع معدلات النمو الاقتصادي. تفعيل وتطوير مراكز البحوث الخاصة بصناعة الغزل والنسيج، ولا بد من تضافر جهود مختلف الجهات والوزارات المعنية، من أجل تذليل العقبات والمشكلات التي تواجه صناعة الغزل والنسيج في مصر، سعيًا لسرعة حلها بصورة مستدامة ومدروسة، تراعى تحقيق صالح مختلف الأطراف. الاهتمام بالتعليم الفني بكل مراحله والتدريب المهني والكفاية الإنتاجية والعودة إلى نظام الإعدادية الصناعية وإمداد المدارس والمعاهد والكليات بكافة الأجهزة والمعدات والأدوات الحديثة حيث يكتسب الخريجون المهارات التي تواكب التطوير الذي حدث في هذه الصناعة. ضرورة أن يعمل الإعلام على مناقشة القضايا العمالية بشكل استقصائي مع طرح محاور التطوير والحلول المختلفة وليس تغطية الاحتجاجات العمالية فقط، مع طرح حملات دعوة وكسب تأييد واسعة لإنقاذ قطاع الغزل والنسيج في مصر. ضرورة تطوير منظومة زراعة وتداول القطن المصري وزيادة إنتاجية الفدان والعمل على تقديم مساندة مؤقتة لمنتجي المغزول القطني والمخروط بما يساهم في تشغيل كامل الطاقات المتاحة في القطاع العام والخاص وزيادة المبيعات. ضرورة تقديم دعم مناظر للدول المنافسة للسوق المصرية في تلك الصناعة، أمثال الصين وباكستان وماليزيا، والنظر في سياسات دعم وزراعة الأقطان المصرية، ذلك لأن البلاد التي انتعشت بها صناعة الغزل والنسيج هي البلاد التي شهدت زراعة أقطان قصيرة ومتوسطة التيلة بكثافة، ومنحت مغازلها دعمًا للحصول على الخامات بسعر أقل من السعر العالمي.