لو صادفت "زفة بلدي" خلال "تمشيتك" في أحد الشوارع، وتجمعًا كبيرًا للناس حول مجموعة شباب "مقضينها" عزف ومزيكا وأصوات "شبه" فرقة حسب الله، ووجدت نفسك تلقائيًا تقول في داخلك "إيه ده"، "مين دول"، "هي دي حفلة ولا فرح مين"، لا تستغرب، فهذه ليست زفة، وذلك ليس فرحًا، وإنما ببساطة "أوسكار وشلته". شاب بسيط في طبعه وشخصيته، وأبسط في أحلامه، وأكثر عمقًا بمراحل بهدفه في الحياة، هو ممثل مسرح مستقل، مطرب وعازف موسيقي ولاعب "مايم"، والأهم من كل ذلك "شخص عايز يفرح الناس"، إن تمشيت في شوارع وسط البلد، واعتدت الجلوس في مقاهي "التكعيبة" و"شمبيليون" وغيرها، بالتأكيد فستعرفه، شاب مبستم دومًا، شعره طويل، يرمي بجرعات البهجة على "اللي رايح واللي جاي"، يعد أقدم الفنانين المستقلين في وسط الأندرجرواند والفن المستقل في مصر، اتخذ من الشارع خشبة مسرح كبيرة ليس لها نهاية، لاستعراض موهبته في التمثيل والعزف والغناء، لمع نجمه في مجال التمثيل الصامت، ولمع أكثر في وسط "لعب المزيكا في الشارع"، فربما تقابلك صدفة لقائه مع الفرقة في أحد الميادين، لتجد مجموعة شباب يرتدون أزياء غريبة، "شورت وتشيرت" و"ستايل" شعر مختلف، والأكثر لفتًا في النتباه فيهم هو ما يحملونه من آلات موسيقية، طبلة ورق وصاجات، وتكوين مزيكا "لايف" يجعلك ترقص تلقائيًا عن أنغامها. تظن لأول وهلة وكأنهم "الفيرجن الشبابي" لفرقة حسب الله، أو شباب "بيوجبوا مع حد متجوز" ويصنعون زفة بلدي، ولكنهم ببساطة شلة "أبو كريم مارشينج باند"، جروب أصدقاء قدامى قرروا صنع البهجة على طريقتهم المختلفة، بإيصال الفرحة والسعادة إلى الناس في الشارع، فتراهم يتجولون بدون خوف أو إحراج في أي مكان، مع آلاتهم وموسيقاهم، يحولون أي مكان ساكن إلى "جو مهرجان ورقص"، والذي اعتاد على نشر السعادة عن طريق المزيكا اللايف للناس "في الشارع" عبر فريقه "أبو كريم مارشينج باند"، اختاروا اسمًا لطيفًا في تكوينه، وملفتًا في نفس الوقت، مصحوب بزي موحد للفريق يتميز بال "رحرحة" في الملابس، والألوان في الزي، ليس لهم وجهة محددة، "احنا بنلعب مزيكا في أي حتة"، على حد قول أوسكار، تارة تراهم في وسط البلد، في أحد الأحياء الشعبية، بالقرب من أحد المولات التجارية الكبيرة، وصولًا إلى شواطئ إسكندرية ومارينا وشرم، فطابع "الشو" الخفيف الذي يقدمونه يتناسب مع أي مكان وأي ذوق استماعي، لن تتطيع تمالك نفسك والهدوء في حضرتهم، فيصيبك الفضول للتعرف عليهم وسماعهم وحتى الرقص على مزيكتهم، فالهدف الأساسي "نشر البهجة"، الشارع لهم مأوى يحتضن فنهم، وإخراج طاقتهم المكبوتة، والتعريف عن ذاتهم، مزيكا ورقص وحالة مفرحة، تنشر السعادة في أي مكان.