أحدهما يعزف على الجيتار، والآخر عازف إيقاع، لهما من الشجاعة ما يدفعهما إلى تحدى الجميع بفنهما، فتجدهما يجلسان على رصيف أحد شوارع «عابدين» يلعبان المزيكا بسعادة غامرة، غير عابئين بنظرات المارة أو أى انتقادات. «حسام فرعون» و«شادى حسين»، يدرسان الإعلام، ويحاولان توصيل المزيكا إلى كل الشوارع، أما عن أفضل أوقاتهما وأكثرها سعادة فهى حين يلتف حولهما الأطفال والشباب والكبار، ويُعربون عن رضاهم عن المزيكا التى يقدمها الصديقان. «أنا وحسام كل فترة بننزل نلعب فى الشارع من غير سبب، بنعمل حاجة تسعد الناس، وبتكسر توقعاتهم»، قالها «شادى»، مؤكداً أن الفكرة جاءته عندما سافر خارج مصر، حيث التقى بمواطنين يقدمون مزيكا للمارة، ما يؤدى إلى نشر البهجة والسعادة فى المكان. «حسام» الشهير ب«فرعون» يقول: «إحنا عادة بننزل من غير ما نقول لحد، وده تأثيره على الناس إيجابى جداً، الناس بتفرح وبترقص، لأنهم بيشوفوا شىء جديد مسلى»، مؤكداً أنه لن يتوقف عن تقديم فن الشارع: «اللى بيقدم فن شارع بيحس براحة وانشكاح، خصوصاً لما يحس إن رسالته وصلت». «فرعون» و«شادى» يشعران بظلم شديد يتعرض له فن الشارع بسبب الإجراءات الأمنية الصارمة، موضحاً أن هناك أكثر من شاب تم منعه من تقديم فنه بالشوارع، على الرغم من آثاره الإيجابية على المارة: «فن الشارع أغلبه بيعبر عن الحرية والحقوق، وده أحياناً بيعرض أصحابه للمضايقات الأمنية، كمان شرط الحصول على تصريح قبل النزول للشارع هيمنع ناس كتير من تقديم فن الشارع».