انتهوا من البروفات قبل أن يحددوا المكان الذى سيقدمون عليه عرضهم المسرحى، لا يهمهم المكان كثيراً، المهم أن يشهد جمعاً غفيراً من الناس ليشاهدوا العرض بالمجان. بعد تفكير لم يستغرق وقتاً طويلاً، وقف كل من هشام رزق ومصطفى جيمى، عضوان فى فريق «سكلانس»، أمام كلية التربية الفنية بالزمالك، لبدء مهمتهما الفنية، فى محاولة لإخراج المارة من الجو السياسى، ورسم البسمة على وجوههم لبعض الوقت وتقديم رسالة إيجابية لهم عن طريق مسرح الشارع. «الشارع لنا، أصل مسرحنا مش مسرح شارع، مسرحنا من قلب الشارع، الشارع لمين، الشارع لنا».. كلمات يرددها دائماً هشام ومصطفى، مؤكدين أن الشارع هو خشبة المسرح بالنسبة لهم. «سكلانس يعنى حاجتين مالهمش علاقة ببعض ولقوا نفسهم مع بعض، واحنا اتنين شكلنا مختلف عن بعض، ودراستنا ودماغنا مختلفين، بس اتفقنا إننا نفرّح الناس فاتجننا ونزلنا الشارع عشان نسعدهم».. قالها «هشام»، 20 عاماً، يدرس بكلية التربية الفنية، مؤكداً أنه وصديقه مصطفى، 19 عاماً، الذى يدرس التجارة، يحلمون بإسعاد الناس فى الشارع عن طريق التمثيل. «انتو ازاى تعملوا كده فى الشارع؟ ماينفعش، طبعاً شكلكم وحش، اعملوا كده فى مسرح أحسن».. كلمات سمعها «مصطفى» و«هشام»، من أحد مشاهدى عرضهم بالشارع.. «للأسف بقى طبيعى علينا نشوف زبالة فى الشارع أو خناقة، وحاجات سلبية كتير، بس نشوف حد بيعمل شىء يفرّح الناس، صعب جداً، وده اللى احنا بنحاول نغيّره». بجهودهما وتمويلهما الذاتى، يحاول كل من هشام ومصطفى كسر القاعدة، محاولين تغيير الناس وإسعادهم بالفن، وتوجيه رسالة لهم أيضاً عن طريق مسرح الشارع، وتقديم دورات تدريبة للأطفال، لتعليمهم المسرح.. «زى ما فيه ناس بتستغربنا، فيه ناس تانية بتفرح جداً، وغيرهم عايزين ينضموا لنا».. قالها «هشام»، مؤكداً أن جميع عروضهم اجتماعية كوميدية، بعيدة عن السياسة.