قررت مجموعة "إيني" الإيطالية للبترول والغاز الطبيعي، إنشاء مركز رئيسي في منطقة الشرق الأوسط، لتوريد الغاز إلى أوربا، بفضل إمبراطوريتها في شرق البحر المتوسط، ولاسيما بعد الكشف العملاق الذي حققته في مصر مؤخرا. وتعد مجموعة اينى من أكبر شركات النفط والغاز الأجنبية العاملة في أفريقيا، التي تحاول الاستفادة من علاقاتها القوية مع مصر وليبيا في إنشاء مركز لتصدير الغاز الطبيعى المسال إلى دول أوربا، حيث تتوقع إينى، المملوكة لحكومة إيطاليا، تدفق الغاز الليبي إلى المركز التي تعتزم إنشاؤه، عندما تنحسر حدة الصراع الدائر في البلاد، وتأمل باجتذاب شركات تنقيب أخرى في إسرائيل تبحث عن منفذ للتصدير وتسريع الخطط الرامية لإرسال الغاز القبرصى الذي تملكه شركات أخرى إلى المركز المرجح أن يقام في مصر. وكان كلاوديو ديسكالزى الرئيس التنفيذي لشركة إيني أكد أمام البرلمان الإيطالي الأسبوع الماضي إنه "ربما تستأنف المنطقة (مصر) تصدير الغاز الطبيعي المسال ونظرا لكونها قريبة جدا من إيطاليا وإسبانيا اللتين توقفت فيهما مرافئ استيراد الغاز المسال عن العمل أو يقل استخدامها فمن المرجح جدا أن يتدفق الغاز إلى هناك. وقال ديسكالزي الذي سافر بالفعل للقاء رئيسي مصر وقبرص حيث نوقشت فكرة إقامة مركز لتصدير الغاز- أمام أعضاء البرلمان إن المركز قد يقام لتجميع الغاز من مصر وقبرص وإسرائيل وفي وقت لاحق من ليبيا حيث توجد إمكانات ضخمة يمكن أن تستفيد منها أوربا والمجال متاح أيضا أمام إيطاليا لتعزيز نفوذها في المنطقة. ويعد هذا المركز المتمثل في إنشاء شبكة دولية لإمدادات الغاز أمرا غير مسبوق وسيحتاج إلى بناء خطوط أنابيب تربط مكامن الغاز المتناثرة في المنطقة بمحطة للغاز الطبيعي المسال غير أنه سيساهم في تنويع مصادر توريد الغاز إلى أوربا التي تعتمد الآن على روسيا في تلبية نحو ثلث احتياجاتها ولكنه سيواجه عقبات كبيرة في ضوء النزاعات السياسية والصراعات في المنطقة والتدخلات الحكومية في سياسة الطاقة. وأكدت شركة إينى أن الكشف أن حقل الغاز الضخم الذي حققته إيني في المياه المصرية هذا الشهر هو الأكبر على الإطلاق في البحر المتوسط وقد يساهم في حل مشكلة نقص الوقود في مصر من خلال توفير إمدادات جديدة كبيرة لتغذية مركز التصدير غير أن إنتاج حقل ظهر المكتشف حديثا والذي يحوز احتياطيات قدرها 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز سيوجه في الأساس إلى تلبية احتياجات السوق المحلية المصرية إلا أن احتياطيات الغاز الموجودة على أعماق أكبر تحت الحقل ربما تكون مرشحة للتصدير.