ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء أن مجموعة «إيني» الإيطالية للبترول والغاز تسعى حاليا إلى تجميع أواصر إمبراطوريتها للغاز فى شرق البحر المتوسط، وفى مقدمتها الكشف العملاق الذى حققته فى مصر، وإقامة مركز رئيسى لتوريد الغاز إلى أوروبا، متحدية بذلك جميع المخاطر السياسية فى المنطقة. وأشارت «رويترز» فى تقرير لها من مدينة ميلانو الإيطالية إلى أن إينى كبرى شركات البترول والغاز الأجنبية العاملة فى إفريقيا تسعى إلى الاستفادة من علاقاتها القوية مع مصر وليبيا فى إنشاء مركز لتصدير الغاز الطبيعى المسال. وجاء فى التقرير الذى كتبه ستيفن جوكس وأوليج فوكمانوفيتش أن إينى التى تسيطر عليها الدولة تطمح فى تدفق الغاز الليبى إلى المركز المزمع عندما تنحسر حدة الصراع الدائر فى البلاد، كما تأمل فى استقطاب منتجين آخرين فى إسرائيل يبحثون عن منفذ للتصدير وتسريع الخطط الرامية لإرسال الغاز القبرصى الذى تملكه شركات أخرى إلى المركز المرجح أن يقام فى مصر. وقال أيضا إن الهدف من المشروع المتمثل فى إنشاء شبكة دولية لإمدادات الغاز سيكون أمرا غير مسبوق، ولكنه سيحتاج إلى بناء خطوط أنابيب تربط مكامن الغاز المتناثرة فى المنطقة بمحطة للغاز الطبيعى المسال. وأضاف التقرير أن هذا المشروع سيسهم فى تنويع مصادر توريد الغاز إلى أوروبا التى تعتمد الآن على روسيا فى تلبية نحو ثلث احتياجاتها، لكنه سيواجه عقبات كبيرة فى ضوء النزاعات السياسية والصراعات فى المنطقة والتدخلات الحكومية فى سياسة الطاقة. وكان كلاوديو ديسكالزى الرئيس التنفيذى لشركة إينى قد أعلن أمام البرلمان الإيطالى الأسبوع الماضى أنه «ربما تستأنف المنطقة (مصر) تصدير الغاز الطبيعى المسال، ونظرا لكونها قريبة جدا من إيطاليا وإسبانيا اللتين توقفت فيهما مرافئ استيراد الغاز المسال عن العمل أو يقل استخدامها فمن المرجح جدا أن يتدفق الغاز إلى هناك».