اعتبر محللون في الصحف الإسرائيلية أن الإعلان عن اكتشاف حقل الغاز المصري الجديد، وفق بيان الشركة الإيطالية(ENI)، يشكل ضربة قوية لحكومة إسرائيل، ويسحب البساط من تحت أقدام رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي يماطل في تمرير "خطة لإدارة قطاع الغاز الإسرائيلي"، وخفض صلاحيات الشركات الاحتكارية، وتحديد شركة "نوبيل إينرجي"، في كل ما يتعلق بشروط تطوير حقل الغاز الإسرائيلي (لفيتان)، والاعتماد على إنتاج حقل (تمار) في المرحلة الحالية. وفي هذا السياق، قال موقع "فايس نيوز" البريطاني إنه مع إعلان أحد الشركات الإيطالية في أواخر أغسطس، عن أكتشاف أكبر حقل غاز في مصر، يجعل البلد الشمال إفريقي الأغنى، كما أن ما اكتشفه الإيطاليون، وضع إسرائيل في موضع قلق مع مصر، حيث إن تل أبيب، لديها خطط لبيع الغاز الطبيعي لمصر، مما جعل الأخيرة ترفض بعد اكتشاف الحقل، الذي ضاعف احتياطات مصر الحالية. ويضيف الموقع أن حقل الغاز يوصف بأنه الأكبر، من أي وقت مضى في تاريخ مصر ومنطقة البحر المتوسط ككل، ومن جانبه، قال "كلاوديو ديسكلازي"، الرئيس التنفيذي لشركة ليني، أنه يوم مهم جدا للشركة والشعب". وترى الصحيفة أنه مع اكتشاف حقل الغاز الجديد في مصر، قد تكون هناك تخمة في المعروض العالمي من الغاز الطبيعي، والشركات لا تبحث عن تحمل مخاطر إضافية، ولكن الخطر يتفاقم في مصر، بعد أربع سنوات من ثورة عام 2011، التي اطاحت بالرئيس الأسبق "حسني مبارك"، وبعد الإطاحة بالرئيس "محمد مرسي"، خاصة أن البلاد حاليا تعيش أوضاع سياسية واقتصادية غير مستقرة، في حين أن هناك آمال كبيرة حاليا، بالراحة الاقتصادية، وخلق موارد للاعتماد على الذات. وفي هذا السياق، يقول "تيم بويرسما"، القائم بأعمال مدير أمن الطاقة ومبادرة المناخ، في معهد بروكينغز:" الأمر قد يستغرق سنوات، لعقد الاتفاقات مع الشركات، بالإضافة إلى الظروف المستقرة للبلاد". ويلفت الموقع إلى أن مجموعة إيني الإيطالية للنفط والغاز تطمح إلى تجميع أواصر إمبراطوريتها للغاز في شرق البحر المتوسط وفي مقدمتها الكشف العملاق الذي حققته بمصر وإقامة مركز رئيسي لتوريد الغاز إلى أوروبا متحدية جميع المخاطر السياسية في المنطقة، حيث قالت وكالة رويترز للأنباء، إن إيني كبرى شركات النفط والغاز الأجنبية العاملة في أفريقيا تريد الاستفادة من علاقاتها القوية مع مصر وليبيا في إنشاء مركز لتصدير الغاز الطبيعي المسال. ويوضح الموقع أن إيني التي تسيطر عليها الدولة تتوقع تدفق الغاز الليبي إلى المركز المزمع عندما تنحسر حدة الصراع الدائر في البلاد وتأمل باستقطاب منتجين آخرين في إسرائيل يبحثون عن منفذ للتصدير وتسريع الخطط الرامية لإرسال الغاز القبرصي الذي تملكه شركات أخرى إلى المركز المرجح أن يقام في مصر. سيساهم هذا المشروع في تنويع مصادر توريد الغاز إلى أوروبا التي تعتمد الآن على روسيا في تلبية نحو ثلث احتياجاتها لكنه سيواجه عقبات كبيرة في ضوء النزاعات السياسية والصراعات في المنطقة والتدخلات الحكومية في سياسة الطاقة. وقد يكون الهدف من المشروع المتمثل في إنشاء شبكة دولية لإمدادات الغاز أمرا غير مسبوق، وسيحتاج المشروع إلى بناء خطوط أنابيب تربط مكامن الغاز المتناثرة في المنطقة بمحطة للغاز الطبيعي المسال. صحيح أن إنتاج حقل ظهر المكتشف حديثا والذي يحوز احتياطيات قدرها 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز سيوجه في الأساس إلى تلبية احتياجات السوق المحلية المصرية إلا أن احتياطيات الغاز الموجودة على أعماق أكبر تحت الحقل ربما تكون مرشحة للتصدير. وقال ديسكالزي للبرلمان الإيطالي "لدى مصر خطة لمضاعفة طاقتها التصديرية للغاز الطبيعي المسال ولعلها تستطيع ذلك إذا نما المركز (مركز التصدير).