هو آخر الفتوات الحثالة في حارة عاشور الناجي، عُرفت حكايته ب"التوت والنبوت"، ورغم أن مواصفاته الجسمانية كانت أقل من أي فتوة آخر، لكنه في الوقت نفسه كان شديد العصب، ليس من السهل أن يتعصب، وكان يخشى المؤامرات والدسائس، وطيلة الوقت كان يحتمي بأتباعه، واعتاد دومًا أن يأمر فيُطاع، وكان يستغل حتى أفقر الفقراء. ولم يكن السبع في حالة من التفاهم حتى مع نفسه، فعرفته الحارة بأنه كالعاصفة التي تدمر في طريقها كل شيء، لم يكن يستثني في الظلم أحدا إلا من يدفع له أكثر، وكانت أحكامه تأتي حسب هواه دون أن يستشير أو يأخذ رأيًا إلا ويعلم جيدًا أنه يتفق مع هواه، وأغدق على تابعيه ورجاله الأموال والامتيازات، وعزلهم عن بقية أهل الحارة ومنعهم من الاختلاط بالناس، ولم ينس قط ثورة الحرافيش التي قادها فتح الباب على أخيه ذي الوجه القبيح، فكان أول ما فعل هو أن ابتعد عن الحرافيش مُحصنًا نفسه في أحد الأزقة. ولم يفت الفتوة السبع أن يقوم بالتنكيل بآل الناجي بين الحين والآخر كعادة الفتوات، حتى لا يبرز له واحد من هذه السلالة التي تحلم بعودة مجدها القديم يومًا، وجاءته الفرصة عندما اتهم موسى الأعور صاحب الكارو فايز الناجي بسرقة حماره والفرار من الحارة، عندها قام بالتنكيل بأخويه ضياء وعاشور، وأمرهما مع أمهما حليمة البركة أن يدفعوا ثمن الحمار إلى الأعور، مع الاحتفاظ بنصيبه، ورغم أن حليمة كانت تؤدي الخدمات في داره بلا مقابل، لكنه انتهز تأخرها ذات يوم وقام بصفعها أمام الحارة. لم يكن السبع ذا شرف أو كلمه يركن إليها، ولكن جاءت نهايته هو الآخر على يد ثورة الحرافيش التي نظّمها عاشور الأخير، الذي كان يُشبه جده الأول حتى في جسده العملاق، الذي نظّم الحرافيش وجعلهم قوة كبيرة هاجمت عصابة السبع وأجهزت عليهم من الحارة كلها.