هدد المستشار النمساوي فرنر فايمان، بنسف عملية إعادة المفاوضات من جانب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون داخل الاتحاد الأوروبي، ردا على رفض بريطانيا دخول آلاف المهاجرين. وحذر فايمان في تصريحات للتليفزيون النمساوي نقلتها صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني من أنه سيمنع مرور حزمة أو نصيب بريطانيا من التفاوض ما لم يظهر كاميرون "تضامنا" ويقبل بحصة أكبر من مئات الآلاف من طالبي اللجوء الذين يتدفقون على الاتحاد الأوروبي. كما حذر من أن النمسا ستحيل قضية الهجرة إلى جولة قادمة من محادثات الميزانية الخاصة بالتكتل قائلا "ستكون هناك مفاوضات إطارية مالية مقبلة". وقال المستشار النمسوي "عندما أفكر في البريطانيين، الذين لديهم قائمة خاصة بالمطالب، أتساءل لماذا أقوم بعمل أي شيء من أجلهم؟ لأنه يجب القول إن التضامن ليس طريقا باتجاه واحد". وأوضحت الصحيفة أن رفض بريطانيا المشاركة في برنامج مشترك لتقاسم نسب من طالبي اللجوء لدى الاتحاد الأوروبي يتسبب في حالة من الضيق الشخصي في كثير من عواصم التكتل، لا سيما وأن كاميرون يركز على خفض الهجرة من الدول الأعضاء بالاتحاد نفسه. وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم ذلك فإن هذه هى المرة الأولى التي يحاول فيها زعيم أوروبي علانية إجبار بريطانيا على ربط حزمة الإصلاح بأزمة الهجرة التي تكتنف القارة. ولفتت الصحيفة إلى أن القطارات في ألمانيا تقل رقما قياسيا من المهاجرين يبلغ 2200 شخص في المنطقة الحدودية الجنوبية للبلاد مع النمسا خلال أربع وعشرين ساعة فقط قبل يومين، وأن ألمانيا باتت الوجهة الأولى للمهاجرين الساعين للجوء في أوروبا وتتوقع استقبال 800 ألف هذا العام في رقم قياسي أكثر أربع مرات من الرقم الذي سجل في 2014. وأوضحت الصحيفة أن ألمانيا تحاول القضاء على تدفق الواصلين هذا العام من بلدان مثل كوسوفا وألبانيا وصربيا ممن لا فرصة فعليا لديهم لكي يمنحوا اللجوء. وفي غضون ذلك، اجتمعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي الذي اعترف بأن إسبانيا بإمكانها القيام بالمزيد للمساعدة. وأظهرت أرقام العام الماضي الصادرة عن معهد إحصاءات الاتحاد الأوروبي "يوروستات" أن إسبانيا استوعبت 1600 طالب لجوء، مقارنة بما يزيد على 14 ألفا استقبلتهم بريطانيا، كما وافقت إسبانيا حتى الآن على استقبال 2739 مهاجرا آخر، كما لم يستبعد راخوي القبول بحصص اعتمادا على المعايير، وفي مقدونيا حيث ينتظر نحو 1500 مهاجر من أجل عبور الحدود، اندلعت شجارات فيما بين المهاجرين المحبطين الذين يريدون العبور إلى داخل اليونان. في حين أرسلت السلطات في أثينا زوارق لنقل 4 آلاف شخص موجودين قبالة جزر بحر إيجة الواقعة شرقا والتي تحاول جاهدة التأقلم مع التدفق.