الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تكرم السيدة العذراء التكريم اللائق بها، دون مبالغة ودون إقلال من شأنها، فهى فى اعتقاد الكنيسة تحصل على لقب «والدة الإله» أي (ثيئوطوكوس) وليست والدة (يسوع) كما ادعى النساطرة، الذين حاربهم القديس كيرلس الإسكندرى عامود الدين، وحرمهم مجمع أفسس المسكونى المقدس والكنيسة تؤمن أن الروح القدس قد قدس مستودع العذراء أثناء الحبل بالمسيح. وذلك كما قال لها الملاك: «الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظللك. لذلك القدوس المولود منك يدعى «ابن الله». وتقديس الروح القدس لمستودعها، يجعل المولود منها يُحْبَل به بلا دنس الخطية الأصلية، أما العذراء نفسها فقد حَبَلَت بها أمها كسائر الناس، وهكذا قالت العذراء فى تسبحتها «تبتهج روحى بالله مخلصي» (لو1: 47).لذلك لا توافق الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على أن العذراء حبل بها بلا دنس الخطية الأصلية، كما يؤمن أخوتنا الكاثوليك، وتؤمن الكنيسة القبطية بشفاعة السيدة العذراء، وتضع شفاعتها قبل الملائكة ورؤساء الملائكة، فهى والدة الإله، وهى الملكة القائمة عن يمين الملك. والكتاب المقدس يلقب العذراء بأنها «الممتلئة نعمة»، وللأسف فإن الترجمة البيروتية للكتاب المقدس وهى ترجمة بروتستانتية أى إنجيلية، وهى الأكثر انتشارا إقلالا من شأن العذراء- تترجم هذا اللقب بعبارة «المُنعم عليها».. وكل البشر مُنعم عليهم، أما العذراء فهى الممتلئة نعمة.. على أن النعمة لا تعنى العصمة، والكنيسة تؤمن بدوام بتولية العذراء، ولا يشذ عن هذه القاعدة سوى أخوتنا البروتستانت الذين ينادون بأن العذراء أنجبت بنين بعد المسيح، وتؤمن الكنيسة بصعود جسد العذراء إلى السماء، وتعيد له فى 16 مسرى.