سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الحفير والأمل" قصة 42 قرية "ع الهامش" بالدقهلية.. غياب الخدمات الصحية و40 كليو متر طريق المريض للدار الآخرة.. والعمال يؤدون دور المدرسين في المدارس.. ومحطة الصرف الصحي تسرق الكهرباء
مع تغيير المحافظين في الحركة الأخيرة تفاؤل أهالي "الحفير والأمل" وهي مجموعة قرى بمحافظة الدقهلية، بمجيء المحافظ الجديد حسام الدين إمام بعد تخاذل سابقه عن تقديم أي حلول للمشاكل التي تسيطر على الخدمات في تلك القرى كالتعليم والصحة والكهرباء ومياه الشرب والطرق والأمن ما دعا المواطنين لتكوين ما عرف بحملة "حقنا" للمطالبة بمزيد من الاهتمام من قبل المحافظة وأجهزة المحليات. ولكن كالعادة باءت كل محاولاتهم بالفشل في الوصول إلى حلول واقعية حتى مع الوعود المتكررة من المحافظ الجديد، استمعت "البوابة نيوز" لعدد من مواطني تلك القرى لمعرفة شكواهم لإيصالها للمسئولين. في البداية يقول عبد الرحمن زكريا أحد أبناء "الحفير والأمل" إن مشاكل القرى تكاد تكون متشابهة مع اختلافات بسيطة فإذا توفرت الخدمة في قرية تجد غياب للصيانة والمتابعة الدورية في حين عدم وجودها في قرى بأكملها. وضرب زكريا مثالا بالخدمة الصحية والتي تمثل أكبر تهديد لحياة المرضى لأن المسافة بين أي قرية ومستشفى المدينة 40 كليومترا أي أن المريض قد يموت وهو ما حصل منذ أسبوعين حيث ماتت مريضة قبل أن تصل إلى المستشفى العام، على الرغم من وجود مستشفى كبير في قرية "الأمل" لكنه "زي عدمه" والغريب أنه أول ما افتتح كان مجهزا لكن الآن خاوي وكأن الأجهزة سرقت منه. وأوضح "زكريا" أن هناك مايشبه اللغز في مشكلة الصرف الصحي حيث إن هناك محطات صرف ومعالجة تخدم تلك القرى تقطع الكهرباء عنها فجأة وهو ما يؤدي إلى "طفح المجاري"، ناهيك عن عدم توفر مياه الري ومعظم سكان "الحفير والأمل" فلاحين وعطش الأرض يدمر المحاصيل، إضافة إلى عدم توفير خدمة المواصلات حيث توقفت خدمة النقل العام منذ 15 سنة بعد أن كان هناك خط لأتوبيس شرق الدلتا يخدم أهالي تلك القرى، ما تسبب في جشع سائقي سيارات الأجرة. وقال إسلام أبو الوفا، نشكوا من نقص المرافق والخدمات فهناك بعض القرى لم يصلها الصرف الصحي والمناطق التي تم تغطيتها تهالكت الشبكات بها لغياب الصيانة الدورية، إضافة إلى الانقطاع المتكرر للكهرباء عنها. وأضاف أبو الوفا أن أهالي تلك القرى يعانون من سوء التعليم، حيث إن عدد المدارس قليل جدا ولا يوجد مدرسين، وعندما نشتكي إلى المسئولين يردون بأنه "مفيش تعيينات" لدرجة أن عامل بإحدى المدارس التي درس فيها كان يدرس لهم في ضوء غياب المدرسين. وعبر "أبو الوفا" عن استيائه من تدهور حال شبكة الطرق سواء التي تربط بين القرى أو تربط القرى في مدينة بلقاس، منوها إلى أن ما يحدث هو أشبه "بالضحك على الدقون". وأوضح "سمير الأنصاري" أن هناك غياب واضح لدور الأجهزة المحلية في "الحفير والأمل"، إضافة إلى عدم وجود مركز شرطة يخدم تلك القرى على الرغم من تخصيص وزير الداخلية الأسبق أحمد جمال الدين لمساحة 5000 متر لإنشاء مركز شرطة يخدم القرى بأكملها لكن حتى الآن لم يتخذ أي إجراء. وأضاف "الأنصاري" أن هناك غيابا تاما للخدمات الصحية في القرى، مشيرا إلى وجود 16 وحدة صحية لايمكنها تقديم الخدمة اللازمة للمرضى وفي بعض الأحيان تموت بعض الحالات بسبب بعد المسافة عن أقرب مستشفى متكامل.