اتفق المناقشون لرواية “,”سجينة طهران“,” للكاتبة الإيرانية مارينا نعمت في الندوة التي نظمتها ورشة الزيتون، على الإشادة بالرواية و أهمية التجربة التي قدمتها من ترجمة سهى الشامي وتقديم فاطمة ناعوت. وحضر المناقشة كل من محمد المنسي قنديل والكاتبة فاطمة ناعوت ومحمود الشاذلي وأسامة ريان ومحمد عون وأحمد عبده هشام العربي وأدار اللقاء الكاتبة سامية أبو زيد . وأكد الحضور أن تجربة نعمت كانت ستكون من أدب المقاومة وكانت ستحظى بشهرة واسعة في الأوساط الثقافية والأدبية إذا لم يرحل الإخوان نظرا للتشابة الكبير بين التجربتين التي مرت على إيران وعلى مصر من حكم المتأسلمين الذين اعتلوا سدة الحكم على إثر ثورتين شعبيتين وكان الإخوان على استعداد تام للقيام وارتكاب نفس الفظائع التي قام جهاز الحرس الثوري في إيران إذا انتهت ثورة 30 يونيو إلى لا شيء . أما على المستوى الأدبي فأشاد الحضور بالمستوى الراقي والأسلوب الجذاب الذي انتهجته الرواية وعلى دقة الترجمة وكيف كانت الرواية شاهدة على بشاعة التصرفات التي قام بها الحرس الثوري الإيراني والإسلاميون في إيران باسم الثورة والدين . وأكدوا على أن الكاتبة لجأت إلى أسلوب المقارنات بين المواقف التي تعرضت لها وأنها أدت على إبراز ما كانت تصبو إليه من أهداف الرواية بطريقة سهلة وجذابة حيث سردت ما حدث مع جدتها أثناء الثورة البلشفية وهو تقريبا نفس ما حدث معها في أعقاب الثورة الإيرانية . يذكر أن الرواية قد صدرت مؤخرا عن دار كلمات للنشر والترجمة، بالتعاون مع دار هنداوي، وبطلة الرواية هي الصبية مارينا مرداي بخت، أو مارينا نعمت؛ فتاة مسيحية إيرانية من طهران، كانت تلميذة في المرحلة الثانوية حينما بدأت رحلة عذابها، بعدما انتزعت من دفء الأسرة إلى صقيع سجن “,”إيفين“,” ووحشته، لتجرب ألوان التعذيب الوحشي، وتشهد كل يوم مقتل صبي أو صبية من ورود إيران النضرة، لم يبرحها الشعور بالإثم طوال سنوات حياتها، لأنها نجت حين مات كثيرون من رفقة الصبا وزملاء الدراسة في مدرستها، ممن تجاسروا أن يقولوا: “,”لا“,” حين قال الآخرون: “,”نعم“,” وتلك كانت جريرة وخطيئة في حكم الملالي الإيراني . وتدور قصة مارينا منذ قبض عليها عام 1982، لتسكن معتقل “,”إيفين“,” وتعاني الأمرين عامين وشهرين عددا، مرورا بزواجها القسري من جلادها الإسلامي الذي أحبها ولم تحبه، ثم إسلامها القسري أيضا، ثم تحررها بمصرع الزوج على يد جلاد إسلامي آخر، ثم أخيرا، زواجها من خطيبها المسيحي القديم رفيق الصبا حبيبها الذي انتظرها وانتظرته، وحتى هروبها إلى كندا مع زوجها وطفلها عام 1991 . والرواية ترصد حكاية جيل الثورة الإسلامية الإيرانية بكل أوجاعها وجراحها وعصير ثمرها المر، والأحلام الموءودة لجيل من الشباب شاخ قبل الأوان بعد أن قام بالثورة الشعبية الإيرانية 1979 اليساريون والليبراليون والعلمانيون والمثقفون والعلماء والمدنيون ونجحت في الإطاحة بشاه إيران المستبد، أملا في بناء إيران أكثر تحررا وتحضرا وديمقراطية وتصديرا للعلم، فقفزت التيارات الدينية على الثورة، كالعادة، وجاء أية الله الخميني ليركل بقدمه الديمقراطية التي أجلسته على الكرسي، مثل منديل ورقى بالٍ أدى وظيفته ثم ألقاه في صندوق القمامة.