تعتبر من الأكلات الشعبية المفضلة التي لا يخلو بيت من البيوت الريفية داخل قنا منها مع حلول ساعة الإفطار، فتجد السيدة القناوية البسيطة تجهز (الدقيق والسكر واللبن) ليتم خلطهم ببعض مع إضافة قليل من السمن البلدى الذي تحرص على شرائه من الأسواق قبل دخول الشهر الكريم خوفا من ارتفاع سعره فتقول عواطف حامد ربة منزل اعدتنا منذ طفولتى في منزلنا على وجود اكلات بسيطة بالفطار وصلك لقلة الدخل وقتها إضافة إلى قلة انواع الطعام مشيرا إلى انها تقوم هي واخواتها بوضع بعض الأكلات الشعبية على الإفطار في رمضان من كل عام، نظرا للظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار، مضيفة أن "المديدة" توارثتها عن أجدادها ومنذ الصغر لا تفارقها تلك الأكلة التي صنعت من الدقيق والسكر واللبن. الشلولو أكلة فرعونية قديمة يصفها الأهالي في قنا بأنها ذات قيمة غذائية كاملة، سهلة الهضم وعبارة عن ماء بارد ويضاف إليه ملوخية ناشفة وتقلب ثم يضاف لهم الثوم ونصف ليمونة والأهم الشطة.العصيدة "أحسن من كيلو لحمة"، بتلك الكلمات وصفت أم جمال أكلة "العصيدة"، قائلة: "أولادى بيجبرونى كل يوم والتانى أعملهم عصيدة لأنها بصراحة بتسد الجوع والعطش في نهار رمضان"، مضيفة أن طريقة تحضيرها بتتكون من عجينة ولبن وسمن بلدى ويتم خلطهم بعصا يطلق عليها "معصدة"، وهى ذات طرفين من الأسفل على نار هادئة ليخرج طبق مكتمل الفوائد لصائم طوال ساعات النهار في ظل حرارة الجو المرتفعة. وتحدثنا أم عادل، أن أكلة الشلولو تربت عليها منذ صغرها فكانت أسرع أكلة تقدمها لأولادها وللضيوف أيضا، وتشير إلى أن كلمة "شلولو" جاءت عندما نقوم بأكل الشلولو من الطبق بالعيش فإن الملوخية ستخرج خيوطًا رفيعة فنبدأ بلف العيش بطريقة دائرية فسميت "لو لو". وعن المواقف التي لم تنساها مع أكلة الشلولو، تقول أم عادل: "عندما جائنى ضيوف من اهل القرية لمباركة زواجى منذ 40 سنة، وأتى فجأة دون موعد سابق فلم أجد أمامى أن نقدمه للضيوف في تلك اللحظة غير أكلة الشلولو التي لم تستغرق معى 5 دقائق في تجهيزها".