إذا كانت الحضارة المصرية تعدت 7000 عام فإن العديد من الأطعمة المصرية مازالت موجودة منذ آلاف السنين عند المصريين مثل الخبز الذي يطلق عليه المصريون (العيش البلدي) والفول (المدمس) وكحك العيد في عيد الفطر والبيض الملون (بيض شمو) في شم النسيم والملوخية التي يوجد منها أكثر من 100 صنف وتتفاوت أطوال سيقانها وتزرع من أجل أوراقها التي تستخدم في عمل طبق الملوخية. لها أزهار صفراء صغيرة تنتج عددا من البذور. والملوخية من الأطباق التي تختص بها أكثر من بلد من بينها مصر والسودان وسوريا وتونس ولكن تعتبر أكلة الملوخية من الأكلات المصرية القديمة، وانتقلت إلي البلدان العربية تباعا وذكر بلينوس (Pline) الذي عاش في القرن الأول بعد الميلاد أن الملوخية كانت تؤكل في زمانه في الاسكندرية ويقول البعض أنها منذ عهد (الأسر القديمة) حيث كان الفراعنة يظنون أنه نبات سام وعندما احتلت مصر من قبل الهكسوس اجبروا المصريين علي تناولها لاخافتهم واذلالهم وعندما تناولوها اعجبهم طعمها وظلت حتي الآن. وقد منعها الفاطميون علي أساس أنها كانت الأكلة المفضلة بالنسبة لمعاوية. ويعتقد أن اسم ملوخية آت من اسم ملوكية، حيث كانت مفضلة لدي معاوية والطريف أن الصعايدة كانوا لا يطبخون الملوخية في حالة الوفاة لأنها دليل علي الفرح بينما من العادات التونسية أن الملوخية تطبخ في رأس السنة الهجرية تيمنا بها وبلونها الأخضر أما البامية وهي طعام مصر فرعوني وعرفت منذ القدم وفي العصرين الإغريقي والروماني الذين مرا علي مصر زرعت البامية ووجدت صور منحوتة لها علي معابد فرعونية وهي توجد في المناطق الحارة عمومًا في أفريقيا وآسيا وزرعت في أوروبا منذ سنة 1216م. أما الأكلة الشعبية وهي الفول فعرفت منذ أيام الفراعنة ويعتبر مصدرًا بديلاً للبروتين ويعتبر الأكلة الشعبية الأولي في مصر التي تؤكل يوميًا وخاصة في السحور والافطار في رمضان. أما الكشري ويأخذ اشكالا مختلفة في محافظات مصر معتمدة علي نوع العدس المستخدم فيه فهو من الوجبات التي تؤكد علي إيمان المصريين بالحبوب وبركتها. وإذا كان المصريون يعانون من السمنة بسبب المحشي فإن الواقع يؤكد أنه أحد أطعمة المطبخ التركي الذي أثر كثيرًا وتأثر بالمطبخ المصري، فنكهة المطبخ المصري نكهة مميزة إضافة إلي نكهته المصرية، ومن أشهر الأطعمة التركية التي توجد في المطبخ المصري أيضا الكباب والكفتة والشركسية والشاورمة بجانب حلويات مثل: البقلاوة التي هناك حرب ضروس بين الأتراك والسورين حول أصولها. والغريب أن الطعام في مصر مرتبط بالأحزان والشعائر الدينية ففي صعيد مصر لا يوضع علي اللحم ملح عند الطبخ إذا حدث في البيت وفاة واعتاد المصريون أن يقدموا الأطعمة كقاربين لآلهتهم ودفنهم معها والجعة والفاكهة والشهد والبلح والخبز الأبيض المستطيل والشحم والبلح المجفف والزبيب واللبن والزيت والفول المقشر والزبدة والماعز والأوز والعجول. كما وجدت في قبور الفراعنة أطعمة كثيرة اعتقد أن الميت يحتاجها في مماته ومنها: قطع اللحم البقري والحبوب والخبز وعصيدة سفير وسمك مطهي وحساء حمام وسمان مطهو وكلاوي مطهو وضلوع بقر وفاكهة مسلوقة ونبق كان طازج وفطائر عسل وجبن وإناء من الخمر. والطريف أن طبق الحلي المصري الشهير أم علي مرتبط بجريمة قتل فهو نسبة إلي زوجة عز الدين أيبك، أول سلاطين المماليك بعد الأيوبيين، وهو زوج شجرة الدر، التي تزوجته بسبب رفض مماليك الشام أن تتولي حكمهم امرأة، وبعد تزوج عز الدين أيبك لأم علي غضبت شجرة الدر وانتقمت منه. فقامت ضرتها أم علي بتدبير مكيدة ضدها، وقتلتها، ثم نصبت ابنها علي بن عز الدين أيبك سلطانا، وبهذه المناسبة أمرت والدته بخلط كل الدقيق مع السكر والمكسرات، وتقديمها للناس، وبهذا الحفل الدموي الانتقامي، دخل هذا الطبق الشهير إلي المطبخ المصري، ومنه إلي العربي بشكل عام.