تعايشت محافظة قنا منذ زمن بعيد على مجموعة محددة من الأكلات الشعبية التي يعود جزء كبير منها لعهد الفراعنة، ولا تزال تلك الأكلات تستخدم رغم تطور الحياة وتعدد الأصناف والمأكولات، حيث يأتي على رأسها "المديدة" التي تعتبر من الأكلات الشعبية المفضلة التى لا يخلو بيت من البيوت الريفية داخل قنا منها مع حلول ساعة الإفطار، فتجد السيدة القناوية تجهز (الدقيق والسكر واللبن) ليتم خلطهم ببعض مع إضافة قليل من السمن البلدى الذى تحرص على شرائه من الأسواق قبل دخول الشهر الكريم . تقول "أم محمد"، ربة منزل: "اعتدنا داخل منازلنا وعلى الإفطار فى رمضان من كل عام على تجهيز الأكلات البسيطة وغير المكلفة نظرا للظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار، مضيفة أن " المديدة " توارثتها عن أجدادها ومنذ الصغر لا تفارقها تلك الأكلة التى صنعت من الدقيق والسكر واللبن . العصيدة "أحسن من كيلو لحمة"، بتلك الكلمات وصفت أم جمال أكلة "العصيدة"، قائلة: "أولادى بيجبرونى كل يوم والتانى أعملهم عصيدة لأنها بصراحة بتسد الجوع والعطش فى نهار رمضان"، مضيفة أن طريقة تحضيرها بتتكون من عجينة ولبن وسمن بلدى ويتم خلطهم بعصا يطلق عليها " معصدة " وهى ذات طرفين من الأسفل على نار هادئة ليخرج طبق مكتمل الفوائد لصائم طوال ساعات النهار فى ظل حرارة الجو المرتفعة . الشلولو أكلة فرعونية قديمة يصفها الأهالى فى قنا بأنها ذات قيمة غذائية كاملة، سهلة الهضم وعبارة عن ماء بارد ويضاف إليه ملوخية ناشفة وتقلب ثم يضاف لهم الثوم ونصف ليمونة والأهم الشطة. وتحدثنا أم جمال أن أكلة الشلولو تربت عليها منذ صغرها فكانت أسرع أكلة تقدمها لأولادها وللضيوف أيضا . وتشير إلى أن كلمة " شلولو" جاءت عندما نقوم بأكل الشلولو من الطبق بالعيش فإن الملوخية ستخرج خيوطًا رفيعة فنبدأ بلف العيش بطريقة دائرية فسميت "لو لو". وعن المواقف التى لم تنساها مع أكلة الشلولو، تقول أم جمال: "عندما جاء أبو جمال ليخطبنى منذ 40 سنة.. وأتى هو وأسرته على فجأة دون موعد سابق فلم أجد أمامى أن نقدمه للضيوف فى تلك اللحظة غير أكلة الشلولو التى لم تستغرق معى 5 دقائق فى تجهيزها".