ينظم معهد المخطوطات العربية ومعهد البحوث والدراسات العربية بعد غد الثلاثاء فعالية ثقافية مشتركة موضوعها "ناصر الدين الأسد.. مشروع فرد مشروع أمة"، في إطار المنتدى التراثي والموسم الثقافي للمعهدين، بمقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (109 شارع التحرير عمارة الأوقاف الدقي). وأوضح بيان صادر عن مكتبة الإسكندرية أن الفعالية يشارك فيها الدكتور محمد محمد أبو موسى والدكتور صلاح فضل، ويأتي خصيصًا لها من النمسا الأستاذ وائل نجل الدكتور الأسد، الذي يعمل هناك رئيسًا لبعثة الجامعة العربية والمنظمات الدولية فيها. وقال الدكتور فيصل الحفيان، مدير معهد المخطوطات العربية إن هذه الفعالية تأتي بتوجيه من الدكتور عبد الله محارب، المدير العام للمنظمة تقديرًا للقامة الفكرية والعروبية الإسلامية العالية التي يمثلها الدكتور الأسد والذي يُعد أحد الإعلام الكبار في القرن العشرين، وامتد به العمر حتى ناهز التسعين، ورحل عن دنيانا في 21 مايو 2015. وأضاف أن الأسد قد أثرى الحياة الفكرية والعلمية والثقافية والأدبية والعربية، وكان مشروعه هو مشروع الأمة، فقد انشغل بالأسئلة الكبيرة التي تتوقف عليها النهضة ولا تقوم التنمية إلا بها، مثل أسئلة تطوير التعليم، وإشكاليات اللغة والإبداع، والعلاقة بالتراث، وكان نظره ذلك هو كله هو النظر العلمي الواعي والمتوازن الذي يقوم على الموضوعية والحيدة والدقة والاستدلال في إطار محكم الأمانة العلمية ونبذ التعميم. وأشار إلى أن المعهدين لم يرغبا في أن يجعلا من المناسبة تأبينًا للراحل الكبير، وذلك انسجامًا مع رؤيته الشخصية ومسيرته، لذلك كان المدخل هو تلك الأفكار التي شكلت هواجس سكنته طوال عمره المديد. ويذكر أن الدعوة قد وجهت لعدد كبير من المثقفين والمتخصصين والمعنيين بالشأن الفكري والثقافي والتراثي. يذكر أن الدكتور الأسد رجل ثقافة وفكر وقام بتأسيس عدد من المؤسسات البحثية والأكاديمية وشغل مناصب ثقافية مهمة في الجامعة العربية في خمسينات القرن الماضي، وفي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في الستينات والسبعينات، وكان أستاذًا في معهد البحوث والدراسات العربية في تلك الحقبة، وفي الثمانينات كان عضوًا في المجلس الاستشاري لمعهد المخطوطات العربية.