ينظم معهد المخطوطات العربية ومعهد البحوث والدراسات العربية، فعالية ثقافية مشتركة بعنوان "ناصر الدين الأسد.. مشروع فرد مشروع أمة"، في إطار المنتدى التراثي والموسم الثقافي للمعهدين، وذلك يوم الثلاثاء القادم، الساعة الواحدة ظهرًا، بمقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. ويشارك في الفعالية الدكتور محمد محمد أبو موسى، والدكتور صلاح فضل، ويأتي خصيصًا لها من النمسا الأستاذ وائل نجل الدكتور الأسد، الذي يعمل هناك رئيسًا لبعثة الجامعة العربية والمنظمات الدولية فيها، وقال الدكتور فيصل الحفيان - مدير معهد المخطوطات العربية - إن هذه الفعالية تأتي بتوجيه من معالي الدكتور عبد الله محارب المدير العام للمنظمة؛ تقديرًا للقامة الفكرية والعروبية الإسلامية العالية التي يمثلها الدكتور الأسد، الذي يُعد أحد الأعلام الكبار في القرن العشرين، وامتد به العمر حتى ناهز التسعين، ورحل عن دنيانا في 21 مايو 2015. وأضاف أن الأسد قد أثرى الحياة الفكرية والعلمية والثقافية والأدبية والعربية، وكان مشروعه هو مشروع الأمة، فقد انشغل بالأسئلة الكبيرة التي تتوقف عليها النهضة ولا تقوم التنمية إلا بها، مثل أسئلة تطوير التعليم، وإشكاليات اللغة والإبداع، والعلاقة بالتراث، وكان ذلك كله هو النظر العلمي الواعي والمتوازن الذي يقوم على الموضوعية والحيدة والدقة والاستدلال، في إطار محكم الأمانة العلمية ونبذ التعميم. يذكر أن الدكتور الأسد، ما كان رجل ثقافة وفكر من طراز رفيع فحسب، وإنما كان كذلك رجل حراك وتأسيس، فقد أسس عددّا من المؤسسات البحثية والأكاديمية، وشغل مناصب ثقافية مهمة في الجامعة العربية في خمسينيات القرن الماضي وفي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في الستينيات والسبعينيات، وكان أستاذًا في معهد البحوث والدراسات العربية في تلك الحقبة، وفي الثمانينيات كان عضوًا في المجلس الاستشاري لمعهد المخطوطات العربية.