سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسم اشتعال الحرائق في المخازن الحكومية قبل الجرد السنوي.. حيلة قديمة ومكشوفة للتغطية على تبديد العهدة.. الماس الكهربائي وأعقاب السجائر هي السبب والجاني مجهول.. حرائق صيف 2014 خسائرها 400 مليون
كل عام وأنت بخير عزيزي القارئ، مرحبا بك مشاهدا لمسلسل حرائق الصيف، ومع حرارة الأجواء التي تشهدها البلاد هذه الأيام تتضاعف تلك المخاوف، ويحاول المواطنون البحث عن حلول عديدة لمواجهة المشكلة التي تتجدّد كل عام، بسبب الحرائق المتكررة في فصل الصيف التي تحولت إلى عادة تعود عليها المصريين وأدمنها المختلسون للعهد من المخازن الحكومية للتغطية على جرائمهم، وأصبح المتهم الدائم الذي يسوقه المسئولون كلما شبّ حريق هو اتهام أعقاب السجائر أو الماس الكهربائي ولك حرية الاختيار. عشرات الحرائق الكبيرة خلال فترة الجرد السنوي لمخازن الشركات والمصانع، لأن أي نقص في المخزن نتيجة للسرقة أو للإهمال لا يخفيه سوى الحريق، وعندما تسأل عن البضائع الناقصة تكون الإجابة: "التهمها الحريق". مسلسل الحرائق أنتج منه الفاسدون أجزاء وسلاسل جديدة موسمية، يبحث عن ضحايا جدد ومنشآت مهمة يلتهمها، سيناريو هزلي مؤسف يتكرر باستمرار، والنتيجة واحدة، ضحايا أبرياء، وإهدار ملايين الجنيهات. "حرائق الصيف" الموسمية أصبحت تهدّد الاقتصاد وأرواح البشر يوميا، المثير للاستغراب هو عجز الأجهزة المسئولة في الدولة عن حل تلك المشكلة السنوية والتعامل مع الأسباب التي قد تقود لاندلاع الحرائق أو محاسبة المتسببين فيها، وبالتالي عدم السيطرة عليها، مما ينذر بمفاجآت قد تكون أكبر ندق جرس الإنذار أمام مختلف الجهات المعنية. يتزامن فصل الصيف خاصة مع موسم الجرد لبعض المصانع والمستودعات ويبدأ معه موسم الحرائق التي تكلف الدولة والمستثمرين مليارات الجنيهات خسائر ناشئة عنها وخسائر اقتصادية هائلة مرتبطة بجملة الاستثمارات التي تلتهمها ألسنة النيران وتشير أصابع الاتهام في أغلب هذه الحرائق إلى الماس الكهربي الذي يثبت براءته في 90 بالمائة منها أو أسباب أخرى يعلقون عليها أسباب الحرائق ومنها تجاهل المنشآت لأنظمة السلامة الصناعية وتركيب وحدات مكافحة الحرائق والأمن الصناعي. يطل علينا كل عام مالي، وقبل موسم الجرد السنوي حرائق مجهولة المصدر تشتعل في الشون والمخازن والمكاتب "موسم الحرائق"، وللأسف معظمها بالقطاع العام والوزرات الحكومية، وكان رجال الإطفاء ينتظرون بدء لجان الجرد أعمالها ليبدأ موسم عملهم السنوي، وفي أغلب الأحيان يتم اكتشاف أن الفاعل المجهول كان يداري على اختلاسه بضائع قيمتها لا تتجاوز بضع عشرات الآلاف من الجنيهات، بينما تلتهم النيران الملايين. موسم حرائق المخازن الحكومية السنوى في آخر شهر يونيو، أي قبل ميعاد الجرد السنوى، وفى الغالب يكون المتسبب في الحريق هو "أمين المخزن"، لكى يفلت من تهمة تبديد العهدة. حريقان كبيران يدمران مخزن لوزار المالية ومصلحة الجمارك ولا يفصلها سوى بضع ساعات يدقان جرس الإنذار إلى بدء موسم حرائق الصيف مبكرًا المفارقة أن مصر تكون على موعد مع الحرائق كل عام في مثل هذا التوقيت، ولكن لا أحد يتعظ، والنتيجة كوارث موسمية، فهل الأزمة عند أصحاب الشركات والمؤسسات، أم أنها ضعف في آليات الرقابة. في البداية تؤكد دراسة أجراها خبير بالحماية المدنية بالقاهرة دكتور شريف خالد أن إهمال العنصر البشري يقف وراء 55٪ من الحرائق التي تشهدها مصر، بينما تقع حوادث الحريق المتعمد بنسبة 45٪ وتتركز في الشهور الستة الأولى من العام قبل جرد المخازن العامة في شهر يونيو. وأوضحت الدراسة أن متوسط نشوب الحرائق في مصر يتركز في نحو 24 ألف حريق سنويا، وتشير الإحصاءات التي أجراها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء إلى أن حجم الخسائر الناجمة عن هذه الحرائق تصل ل 400 مليون جنيه في العام الواحد. من جانبه قال العميد إيهاب فوزى، مأمور قسم شرطة الأزبكية، إن الحريق الذي اندلع بمخزن مصلحة الجمارك في شارع السبتية الأربعاء، كان متزامنا مع بدء لجنة الجرد المشكلة من مصلحة الجمارك لجرد محتويات المخزن، والذي يحتوى على كميات من السجائر والأدوية. فيما قالت مصادر في وزارة التموين المصرية، إن الحريق الهائل الذي شب في أحد طوابق الوزارة مايو الجاري، بسبب حدوث ماس كهربائي، مشيرة إلى وجود خسائر مادية قدرت بمليون جنيه ولم يتم تقديرها، إلا إن مصادر بالوزارة قالت إن سبب الحريق لم يعرف بعد. من جانبه أكد مصدر مسئول بمصلحة الضرائب المصرية "للبوابة" أن مبنى شئون العاملين في شارع البستان الخاص بمصلحة الضرائب العقارية بوسط القاهرة التي اشتعلت به النيران منذ أيام قليلة أسفر عن احتراق حجرتين بالطابق التاسع بالمبنى غير محدد المتسبب فيه، وأوضح أن الحريق أتى على محتويات غرفة المدير المالى، وتم فقدان المستندات المهمة الخاصة بالعهد المالية وعهد الخزينة المركزية وقضايا فساد كان من المفترض إرسالها للنيابة العامة!