عزيزي القارئ.. في البداية أنصحك بوجود مراوح جنبك؛ لأن حرارة الموضوع مرتفعة جدا. بالطبع الكل يعلم ويقرّ بوجود العديد من أوجه الفساد في مصر أشهرها طبعا الفساد الحكومي المتمثل في المحسوبية والرشاوى وغيره وغيره.. بس دلوقتي ده موسم الفساد الإداري، وخاصة مع اقتراب موعد الجرد السنوي. ولنبدأ بموسم الصيف للحرائق، والذي يتزامن دائما وأبدا مع اقتراب موعد الجرد السنوي. في الأيام السابقة خرجت علينا العديد من الجرائد بالأخبار التالية: حريق ضخم بشركة مرسيدس وموبينيل ومخزن أخشاب بأبو رواش.. الخسائر المبدئية للحريق 300 مليون جنيه، وقد اندلع الحريق في 3 مخازن بالكامل بمساحة 3 أفدنة، واستمر أكثر من عشر ساعات. وأكيد طبعا بعد البحث والتحقيقات توصلوا للفاعل.. اللي هو إيييييييييييييه؟؟؟ برافو عليكم "الماس الكهربائي". ده طبعا بجانب الخبر التاني عن نشوب حريق بمقر شركة المقاولون العرب أسفر عن احتراق ثلاث غرف بالكامل بمقر الشركة، وغرفة الاستقبال بالشقة المجاورة. كانت بداية الحريق من المنور حيث كان مكتظا بالأوراق، وهناك ترجيح بأن سبب الحريق "عُقب سيجارة". بصراحة وبدون أي مواربة الحركات دي بقت قديمة.. يعني ممكن نغيّر بقى موضوع "عقب السيجارة" و"الماس الكهربائي" حتى عشان تبقى "مبلوعة شوية". ونأتي للفضيحة الكبرى فطبقا لدراسة حديثة صادرة عن مركز الأمان النووي فإن عدد الحرائق في مصر سنويا يصل إلى 20 ألف حريق يخلّف وراءه أكثر من 230 قتيلاً و750 مصاباً. وإن ما يحزنني حقا هو الضحايا الذين يتساقطون عن هذه الحرائق؛ سواء من داخل الشركة نفسها أو من عمّال الإطفاء المساكين الذين يصابون بحالات الاختناق. وربطت الدراسة بين الحرائق والجرد السنوي في المصالح الحكومية؛ حيث كشفت عن أن 48% من الحرائق المتعمّدة تقع قبل مواعيد الجرد السنوي بشهرين. وهذه رسالة انتشرت مؤخرا على المحمول تقول: "بمناسبة حلول عيد الفطر الماسي تعلن كتائب الشهيد "ماس كهربائي" الجناح العسكري لحركة "مصر بتولّع بينا" عن تقديم هدية لكل مواطن علبة كحك وجركن جاز". كما أكدت الدراسة أن 50% من الحرائق تحدث بسبب الإهمال وتراخي العنصر البشري في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تلك الحرائق. ومن اللافت للنظر أن العديد من الشركات تنفق الآلاف إن لم يكن الملايين على معايير الأمن والسلامة والأمن الصناعي وغيره.. طيب ممكن نعرف فين الوسائل دي لما يحصل الحريق. وبعدين على رأي البرنامج "إديني عقلك" مكان لا يوجد به أي مواد مشتعلة ولا تساعد على الاشتعال، اللهم الا الأوراق المضروبة، وبيكون هو أول حاجة تولّع في المكان كله، وأكثر مكان تشتد فيه الحريق وأول حاجة تطلع الشركة وتقول إنها اتحرقت هي الأوراق، ونشجب ونهلل ودي سرقة وعملية مدبّرة، وبعد مرور يومين يخرج علينا مسئول كبير ويقول بكل بساطة بأن التحقيقات تقول إنه ماس كهربائي، وده قضاء ربنا "اعترضوا بقى"!. طيب إحنا مع كلام السيد المسئول، وإنه سبحان الله الحرائق كلها بماس كهربائي، طيب اشمعنى بتشبّ في مخزن الشركة بالذات؟؟ يعني خلاص الناس في الشركة كلهم مش بيدخّنوا، وهما الوحشين بس بتوع المخزن؟!! وكمان الشركة كلها بإدارتها ومكاتبها بسلطتها ببابا غنوجها لا يوجد بها كهرباء أو لوحة مفاتيح غير في المخزن برضه؟؟! وكلها بتبوظ في نفس الوقت "شوف الصدف"!!. طيب سؤال بقى للسادة المسئولين أصحاب الشركات النزيهة، لما إحنا عارفين إن السبب بيبقى ماس كهربي، وفي نفس الوقت من السنة، ليه مافيش أي نوع من الصيانة لمثل هذه اللوحات الكهربائية في هذه الفترة، وقبل حدوث الكارثة؟ وفي النهاية.. أتحسر على المواطن الغلبان اللي مش عارف هيلاقيها من سخونة الصيف ولا المعيشة ولا الحرائق ولا إيييه...... وتضامنا معاه أحب أهدي له أغنية عبد الحليم حافظ "نار يا حبيبي نار".