قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن فترة الخمسين المقدسة ترمز إلى الأبدية، لذلك تبدأ بيوم أحد، هو يوم عيد القيامة، وتنتهي بيوم أحد، هو يوم العنصرة، وهي بمثابة رحلة مع المسيح. وأضاف البابا تواضروس، خلال عظته، صباح اليوم الأحد، بكاتدرائية العذراء بالعاصمة الهولندية أمستردام، أن الأحد الأول بعد القيامة يسمى أحد توما أو "الأحد الجديد،" والمقصود به تجديد إيمان الإنسان. وتابع: "الإيمان كائن حى يعيش في تكوينا ويحتاج إلى تجديد، والأحد الثانى (المسيح هو خبز الحياة)، فهو طعامنا وشرابنا ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله، والأحد الثالث (المسيح ماء الحياة)، ونقرأ فيه إنجيل السامرية والذي يقرأ ثلاث مرات من أجل التوبة، وفى الأحد الثالث من الخماسين في إشارة للماء الحي، وأيضا في السجدة الثالثة في عيد العنصرة لأنه يتكلم عن السجود". واستطرد:"الآحاد التالية تتكلم فيها الأناجيل عن المسيح نور الحياة وفرح الحياة، ولكن السامرية قصة مفتوحة تنطبق على كل أحد، فالمرأة كان في قلبها عداوة للمسيح وقالت له أنت رجل ويهودى، ومع أن المسيح الذي خلق السماء والأرض يطلب ماء منها أعطنى لاشرب هو عطشان للإنسان، وفى رقته يصطاد قلبها لو كنت تعلمين عطية الله، المسيح يصنع معنا ذات التصرف يريد أن يرفع مستوى أفكارنا ومشاعرنا حتى تصل إلى السماء، وبدأت نظرة المرأة تتغير من عداوة إلى حب ثم إلى المسيا، ومن خلال حواره معها نمت علاقة معرفة بينهما". وأشار بطريرك الكرازة المرقسية إلى أنه يوجد أناس يعرفون المسيح بآذانهم وهذه ليست معرفة، ويوجد أناس يعرفون المسيح بقلوبهم وبعيون قلوبهم، قائلًا: "انقسمت المملكة اليهودية إلى قسمين، قسم جنوبي وكانوا يسجدون في الهيكل، وقسم شمالي ويسجدون في جبل السامرة". واستكمل حديثه عن السامرية قائلًا: "تركت جرتها علامة لترك الخطية، والتوبة تبدأ بترك الخطية، ثم ذهبت إلى السامرة تكرز، تحولت من خاطئة مهمشة بعيدة عن المجتمع إلى كارز ومبشرة ومعلنة عن رسالة المسيح".