عُقدت الجلسة البحثية الأولى للمؤتمر العلمى الثالث لثقافة المرأة "ثقافة المرأة المصرية في المناطق النائية..المرأة السيناوية نموذجًا" والذي تقيمه الإدارة العامة لثقافة المرأة التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الشاعر أشرف عامر بعيون موسى، بمحافظة السويس خلال الفترة من 29 أبريل إلى 1 مايو المقبل. و تناولت الجلسة مناقشة المحور الأول للمؤتمر بعنوان "قضايا الهوية والمرأة السيناوية" من خلال ثلاثة أبحاث الأول بعنوان "المرأة السيناوية بين ثقافة القديم ورؤى الحداثة.. إشكالية الثبات والتغير" للدكتورة إحسان سعيد، وتناولت فيه أهمية الدراسات الأنثرجرافية والأنثروبولوجية المبكرة التي تناولت المجتمعات البدوية في الشرق الأوسط بالدراسة والتحليل والتي قدمت صورة معينة لوضع المرأة البدوية في ضوء المعايير الثقافية التي ينتمون إليها. وأضافت أنه كان نتيجة ذلك أن جاء وضعها في هذه المجتمعات وضعا متدنيا، وأنها أداة في يد رجال الأسرة المسيطرين على زمام الأمور في ضوء السلطة الأبوية، في حين أثبتت الدراسات الحديثة أن دورها على درجة عالية من الأهمية والتعقيد حيث تساهم في بناء المجتمع القبلى وتماسكه، بل أنها قوة مؤثرة وسلطة حقيقية بجانب الرجل. وتابعت أن الدراسة تهدف إلى إلقاء الضوء على ثقافة المرأة السيناوية، ورصد ما اعتراها من تغيير نتيجة للتغيرات التي حدثت في المجتمع القبلى، وأعتمدت الدراسة على "المادة الميدانية لبحث المعوقات الثقافية في المجتمعات الصحراوية كنموذج للمجتمع الصحراوى والبدوى، كذلك على الدراسات والبحوث التي تناولت المجتمعات البدوية في محافظة شمال سيناء باعتبارها منطقة حدود شرقية تمثل المجتمع البدوى لكافة أنماطه المستقرة وغير المستقرة، بالإضافة للتغيرات التي أدت لظهور عدة أنماط داخل المجتمع نتيجة لمدى التأثير والتأثر بعوامل داخلية وخارجية"، وأبرزت العوامل التي اسهمت في تغيير ثقافة المرأة السيناوية ومنها "التعليم والعمل والتوطين والثورة الإعلامية"، كما تناولت الدراسة الملامح الثقافية للمرأة السيناوية ودورها في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. أما البحث الثانى فكان بعنوان "إعلام الفرص الضائعة..التغطية الإعلامية لقضايا المرأة السيناوية نموذجا" للباحثتين د. الأميرة سماح فرج ود. علياء عنتر وتناولا فيه قياس اتجاهات المرأة السيناوية نحو التغطية الإعلامية المصرية لقضايا المجتمع السيناوى، وتمثلات هذه التغطية في مدركات المبحوثات ثم النتائج المترتبة على هذا، وأبرزت مجموعة من التفاعلات السلبية بين عينة الدراسة من سيدات سيناء مع ما يقدم عن سيناء بوسائل الإعلام المصرية بوجه عام، والسؤال هو هل يقوم الإعلام المصرى بدفع قضايا المرأة السيناوية؟، إن الواقع السيناوى شديد الخصوصية والتعقيد قد عكس نفسه بقوة على الوضع الإعلامي برمته، وبدت القضايا والمشكلات متشابكة ومعقدة حتى أنه يصعب معها أي حل بين موقف أمنى وسياسي معقد ينشر ظلاله على سكان سيناء بأكملها، وعلى نسائها بشكل خاص وهو موقف ليس وليد الفترة الراهنة، فالطالما أرتبطت سيناء بساحات الحروب والصراع وبين وضع تنموى اجتماعى واقتصادى وتعليمى شديد الحاجة، لكن الأمر ليس بهذه القتامة حيث لا يزال هناك وقتا لتدارك الأخطاء والسهوات التي وقعنا فيها جميعًا أفرادًا ومؤسسات وسلطة، وذلك يحتاج منا إيمانًا حقيقيًا بأهمية الإعلام وأن يكون للمرأة دور اساسى فيه. كما أشار البحث لتمسك المرأة السيناوية بالهوية القبلية وتراثها العريق رغم حداثتها وتمدنها، وكما أنها متمسكة بهويتها القبلية فهى تتمتع بحس وطنى عال أيضًا من خلال الهوية الوطنية. وانتهت الدراسة إلى أنه لا شك أن العديد من البحوث في العلوم المعرفية المتداخلة قد لامست بعض الجوانب المتعلقة بهذه الظاهرة الاجتماعية الثقافية وخرجت باستنتاجات مهمة ترى أن إصلاح صورة المرأة في الإعلام هو عملية متعددة الجوانب والأبعاد. وقدم د. عبد السلام شرف الورقة البحثية الثالثة بعنوان "مؤسسات الدولة بين الحضور والغياب وعلاقتها بأوضاع المرأة البدوية ومشكلاتها الاجتماعية في سيناء"، موضحًا أن المرأة البدوية تشكل عنصرًا أساسيًا في تركيبة المجتمع البدوى، وأنها تستمد مكانتها من نسبها وأصلها وقدرتها على الإنجاب وبخاصة الذكور إنطلاقا من النظرة البدوية التقليدية التي ترى أن الأبناء الذكور يمثلون مصدر قوة وتفاخر للقبيلة، إلا أنه في ظل أنحسار البداوة كنمط معيشى وجغرافى نتيجة للمتغيرات والتطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثورة في الإعلام والاتصال تغيرت فيه الأدوار والمكانة السابقة للمرأة، كما نوه البحث إلى أن عملية التنمية الشاملة والمستدامة تحتاج لتكاتف جميع الجهود لاستغلال الموارد المتاحة على أفضل وجه لتحقيق النمو الاقتصادى والاجتماعى المنشود للمواطنين بما فيهم النساء، ومشيرا لمشاركة المرأة البدوية الرجل في ممارسة بعض الأعمال الاقتصادية وخصوصًا الإنتاجية التي تمنحها دورًا كبيرًا في المشاركة بالقرارات الأسرية والمنزلية، وفيما يخص الأوضاع الاجتماعية تناول البحث المرأة البدوية ومكانتها ودورها الاجتماعى من خلال عدة جوانب منها التعليم والصحة والمشاركة السياسية، كذلك قضايا الأحوال الشخصية لها، إضافة إلى حقوقها في الميراث وأسباب عدم توريثها عند البدو. وتمت مناقشة الموضوع محل البحث ضاربًا مثالًا بالمجلس القومى للمرأة نموذجًا وموضحًا أهم أنشطة المجلس وأهدافه في عدة مجالات منها "المرأة والتمكين الإقتصادى والمرأة والفقر والمرأة الصحة وتعليم وتدريب المرأة"، كذلك تقييم دور المجلس القومى للمرأة في تنمية أوضاع المرأة البدوية في سيناء في مجالات "التمكين الإقتصادى والاجتماعى" وتقديم بعض الحلول لمشكلاتها.