ناقش مؤتمر علمي نظمته هيئة قصور الثقافة أخيرا موضوع ثقافة المرأة المصرية في المناطق النائية..المرأة السيناوية نموذجا. طرح المحور الأول للمؤتمر قضايا الهوية والمرأة السيناوية ثلاثة أبحاث الأول بعنوان المرأة السيناوية بين ثقافة القديم ورؤي الحداثة.. إشكالية الثبات والتغير للدكتورة إحسان سعيد وتناولت فيه أهمية الدراسات الأنثرجرافية والأنثروبولوجية المبكرة التي تناولت المجتمعات البدوية في الشرق الأوسط بالدراسة والتحليل والتي قدمت صورة معينة لوضع المرأة البدوية في ضوء المعايير الثقافية التي ينتمون إليها, وكان نتيجة ذلك أن جاء وضعها في هذه المجتمعات وضعا متدنيا, وأنها أداة في يد رجال الأسرة المسيطرين علي زمام الأمور في ضوء السلطة الأبوية, في حين أثبتت الدراسات الحديثة أن دورها علي درجة عالية من الأهمية والتعقيد حيث تسهم في بناء المجتمع القبلي وتماسكه, بل إنها قوة مؤثرة وسلطة حقيقية بجانب الرجل. وألقت الدراسة الضوء علي ثقافة المرأة السيناوية ورصد ما اعتراها من تغيير نتيجة للتغيرات التي حدثت في المجتمع القبلي, وخاصة في محافظة شمال سيناء باعتبارها منطقة حدود شرقية تمثل المجتمع البدوي لمختلف أنماطه المستقرة وغير المستقرة, بالإضافة للتغيرات التي أدت لظهور عدة أنماط داخل المجتمع نتيجة لمدي التأثير والتأثر بعوامل داخلية وخارجية, وأبرزت العوامل التي أسهمت في تغيير ثقافة المرأة السيناوية ومنها التعليم والعمل والتوطين والثورة الإعلامية. أما البحث الثاني فتناول إعلام الفرص الضائعة..التغطية الإعلامية لقضايا المرأة السيناوية نموذجا للباحثتين د. الأميرة سماح فرج ود. علياء عنتر, اتجاهات المرأة السيناوية نحو التغطية الإعلامية المصرية لقضايا المجتمع السيناوي, وتمثلت هذه التغطية في مدركات المبحوثتين ثم النتائج المترتبة علي هذا, وأبرزت مجموعة من التفاعلات السلبية بين عينة الدراسة من سيدات سيناء مع ما يقدم عن سيناء بوسائل الإعلام المصرية بوجه عام, والسؤال هو هل يقوم الإعلام المصري بدفع قضايا المرأة السيناوية؟ وأشارت الباحثتان إلي أن الواقع السيناوي شديد الخصوصية والتعقيد قد عكس نفسه بقوة علي الوضع الإعلامي برمته, وبدت القضايا والمشكلات متشابكة ومعقدة حتي أنه يصعب معها أي حل بين موقف أمني وسياسي معقد ينشر ظلاله علي سكان سيناء بأكملها, وعلي نسائها بشكل خاص وهو موقف ليس وليد الفترة الراهنة, فلطالما ارتبطت سيناء بساحات الحروب والصراع وبين وضع تنموي اجتماعي واقتصادي وتعليمي شديد الحاجة, لكن الأمر ليس بهذه القتامة حيث لا يزال هناك وقت لتدارك الأخطاء والسهو التي وقعنا فيها جميعا أفرادا ومؤسسات وسلطة. وقدم د. عبد السلام شرف الورقة البحثية الثالثة بعنوان مؤسسات الدولة بين الحضور والغياب وعلاقتها بأوضاع المرأة البدوية ومشكلاتها الاجتماعية في سيناء, حيث أوضح أن المرأة البدوية تشكل عنصرا أساسيا في تركيبة المجتمع البدوي, وأنها تستمد مكانتها من نسبها وأصلها وقدرتها علي الإنجاب وبخاصة الذكور انطلاقا من النظرة البدوية التقليدية التي تري أن الأبناء الذكور يمثلون مصدر قوة وتفاخر للقبيلة, إلا أنه في ظل انحسار البداوة كنمط معيشي وجغرافي نتيجة للمتغيرات والتطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثورة في الإعلام والاتصال تغيرت فيه الأدوار والمكانة السابقة للمرأة, وأشار إلي أن عملية التنمية الشاملة والمستدامة تحتاج لتكاتف جميع الجهود لاستغلال الموارد المتاحة علي أفضل وجه لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المنشود للمواطنين بمن فيهم النساء, ومشيرا لمشاركة المرأة البدوية الرجل في ممارسة بعض الأعمال الاقتصادية وخصوصا الإنتاجية التي تمنحها دورا كبيرا في المشاركة بالقرارات الأسرية والمنزلية, وفيما يخص الأوضاع الاجتماعية تناول البحث المرأة البدوية ومكانتها ودورها الاجتماعي من خلال عدة جوانب منها التعليم والصحة والمشاركة السياسية, كذلك قضايا الأحوال الشخصية لها, بالإضافة إلي حقوقها في الميراث وأسباب عدم توريثها عند البدو.