استبعد محللون سياسيون أن تشن إسرائيل حرباً على قطاع غزة، في حال التصعيد العسكري الغربي في سوريا، متوقعين في ذات الوقت أن تلتزم الفصائل الفلسطينية الصمت تجاه الهجوم، باستثناء فصائل صغيرة ربما تطلق صواريخ محدودة على إسرائيل. ومنذ أيام، تتكثف التحركات في العواصمالغربية، ولا سيما واشنطن، تمهيدا لتوجيه ضربات عسكرية لنظام بشار الأسد في سوريا؛ ردا على مقتل أكثر من 1500 شخص فيما تقول المعارضة السورية إنه هجوم شنته القوات النظامية على منطقة الغوطة بريف دمشق فجر الأربعاء الماضي، وهو ما تنفي دمشق صحته. وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة، هاني البسوس، إن “,”الهجوم على سوريا من المتوقع أن يركز بشكل أساسي على منشآت حكومية سورية، واستبعد وجود تأثير واضح للتصعيد في سوريا على الوضع في قطاع غزة“,”، الذي تحاصره إسرائيل منذ نحو سبع سنوات. وتابع البسوس، في حديث لمراسل وكالة “,”الأناضول“,” للأنباء: “,”لا نستطيع القول إن إسرائيل تفكر في شن أي هجوم على غزة في المرحلة الحالية، فقضية غزة منفصلة تماماً عما يجري في سوريا. ورأى أن “,”إسرائيل غير معنية بشن أي هجوم عسكري لإسقاط حكم حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة خلال الفترة الحالية، فالجانب الإسرائيلي يحاول تأليب الناس على حكومة غزة وإثارة اشتباكات داخلية وزعزعة الوضع الأمني لإجبار الناس على الخروج للمطالبة بإسقاط حكم حماس“,” المسيطرة على القطاع منذ يونيو حزيران 2007. ورأى أن “,”إسرائيل معنية في هذه المرحلة بأن تكسب ود العالم وأن يكون وضعها الداخلي مستقر؛ لذلك من المستبعد أن تشن أي هجوم على أي جبهة. ورجح البسوس أن “,”تلتزم معظم الفصائل الفلسطينية الصمت العسكري، رغم انتقادها للحملة العسكرية الأمريكية، إلا أن بعض الفصائل الصغيرة ربما تطلق صواريخ محدودة على استحياء؛ للتعبير عن رفضها للهجوم الأمريكية المرتقب على سوريا. هو الآخر، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، عبد الستار قاسم، إن “,”إسرائيل لن تبادر بشن أي هجوم عسكري على جنوبلبنان ولا الأراضي السورية ولا قطاع غزة خلال فترة التصعيد في سوريا. وأضاف قاسم، في حديث، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحاول أن تكبح جماح إسرائيل بقدر الإمكان خلال الفترة الحالية حتى لا تحرج حلفائها العرب، وتكتفي بطلب الدعم الإسرائيلي المتعلق بالقضايا الأمنية والمخابراتية والمعلوماتية فقط. ورجح أن “,”الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لن تبادر بضرب أي من الأهداف الإسرائيلية خلال التصعيد العسكري في سوريا، لأنها غير معنية في الوقت الراهن بالدخول في معركة مع الجانب الإسرائيلي“,”. ورأى أن “,”حركة حماس ستتأثر سلبا إذا نجحت الضربة العسكرية لسوريا؛ فسقوط النظام السوري سيضعف حماس، وإيران، وحزب الله. وتابع موضحا أن “,”محور المقاومة في المنطقة سيتأثر سلبا،ً وعلى رأسه حركة حماس، في حال نجحت الضربة على سوريا، وربما تتحرك بعض الفئات في غزة ضد حكم حماس التي لن تجد في ذلك الوقت من يناصرها.. فسقوط النظام السوري يعني إضعاف إيران وحزب الله، وإضعافهما يعني إضعاف حماس، فهما من يدعمانها في هذا الوقت الأناضول