توقع محللون سياسيون فلسطينيون أن تؤجل إسرائيل هجمة عسكرية مرتقبة ضد قطاع غزة في وقت تستنزف فيه من قدرات “,”المقاومة“,” بالقطاع، على شكل هجمات و“,”استهدافات عسكرية متفرقة“,”، وذلك لإضعافها على المدى البعيد . وقال هؤلاء المحللون في حواراتٍ منفصلة لمراسلة وكالة “,”الأناضول“,” للأنباء إن قيام إسرائيل بشن هجمة عسكرية جديدة على قطاع غزة، مسألة ليست ببعيدة لكنها مؤجلة، خاصة في ظل تدهور الأوضاع على الحدود المصرية الفلسطينية “,”. وأوضحوا أن إسرائيل قد تستغل الأوضاع الأمنية وإغلاق مصر للأنفاق والمعابر الحدودية التي تربط قطاع غزة بالعالم الخارجي، وتوجه ضربات متفرقة لغزة تستنزف من خلالها حركة حماس . وأغلقت قوات الأمن المصرية أنفاق التهريب الأرضية على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، منذ أكثر من أسبوعين، بسبب الأحداث الأمنية التي تشهدها مصر، مانعةً بذلك إدخال البضائع الأساسية إلى القطاع . ولفت المحللون إلى أن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، قد يجر جبهة غزة إلى مواجهات متفرقة مع إسرائيل “,”فعل.. ورد فعل“,”، بشكل يستنزف قوة “,”المقاومة“,” العسكرية ويضعفها حتّى القيام بالعملية العسكرية الواسعة “,”المؤجلة “,”. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن صاروخين أطلقا، مساء الخميس الماضي، من قطاع غزة، وسقطا على منطقة مجلس إقليمي “,”أشكول“,” في النقب الغربي، جنوب إسرائيل، دون وقوع إصابات أو أضرار . المحلل السياسي هاني البسوس، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بقطاع غزة، قال لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء: “,”أرجّح أن تستغل إسرائيل الأوضاع الأمنية المتدهورة على حدود قطاع غزة، وإغلاق مصر للأنفاق، وانشغال الإعلام العالمي والمحلي بالشؤون العربية الداخلية والثورات “,”. وأكد البسوس أن الهجمة الإسرائيلية على قطاع غزة ستكون “,”مؤجلة“,”، وأرجع ذلك إلى حاجة إسرائيل لتهيئة الأجواء الداخلية والعالمية لشن حرب جديدة على القطاع . وأشار البسوس إلى أن إسرائيل حتّى هذه اللحظة غير معنية بشن هجوم على قطاع غزة، منوهاً إلى أن مؤشرات الهجمة العسكرية “,”ضعيفة“,” وغير واضحة . وأضاف: “,”لا توجد مؤشرات قاطعة تدلل على موعد إسرائيل لشن هجمة على غزة، ويمكن تلخيص المؤشرات بالتهديدات الإسرائيلية باجتياح قطاع غزة، وادعاءات إسرائيل بأن حركة حماس تمتلك صواريخ مطوّرة “,”. واعتاد قطاع غزة على ردة الفعل الإسرائيلية “,”الآنية“,” بعد سقوط صواريخ على جنوب إسرائيل من القطاع باستهداف مقرات أمنية بغزة أو اغتيال شخصيات لها علاقة بالفصائل المسلحة في القطاع، إلا أن ردة فعل إسرائيل “,”الهادئة“,”، على سقوط صاروخين يوم الخميس المنصرم على إسرائيل، وصفها البسوس ب“,”الصمت الإسرائيلي الذي يستقطب تعاطفا دوليا يمهّد ويبرر للهجمة التي ستشنها إسرائيل على القطاع “,”. وحول إغلاق الجانب المصري لأنفاق التهريب الحدودية مع قطاع غزة، قال البسوس:“,” أكاد أجزم أن هناك تعاونا بين مصر وإسرائيل لإغلاق الأنفاق، خاصة وأن إغلاقها يصبّ في خدمة إسرائيل “,”. وتدعي إسرائيل أن حركة حماس تستخدم الأنفاق لتهريب الأسلحة والوسائل القتالية إلى القطاع . ورجّح البسوس أن “,”تلجأ إسرائيل إلى سيناريو إضعاف قوة المقاومة العسكرية بغزة بشكل تدريجي“,”، حتّى تحين لحظة “,”الانقضاض على الفريسة“,” وشن عملية واسعة على القطاع . وأكمل البسوس: “,”إسرائيل تريد أن ترهق قوة حماس على المدى البعيد، فتقوم باستهدافات معينة بقطاع غزة، لتستقطب ردة فعل المقاومة، وإسرائيل تعلم من أجهزة مخابراتها عدد الصواريخ التي تحتفظ بها حماس، بالتالي ستعتمد إسرائيل خطة لإضعاف المقاومة بناء على المعلومات التي لديها “,”. وشدد على أن إسرائيل ستعتمد على “,”حسابات ميدانية“,” قبل نيتها بشن هجوم على القطاع، تبدأه بالحصار المفروض على غزة سواء إغلاق الأنفاق أو المعابر الإسرائيلية والمصرية-الفلسطينية، وكذلك إضعاف الفصائل الفلسطينية على المدى البعيد . وأغلقت السلطات الإسرائيلية معابرها مع قطاع غزة، صباح الجمعة الماضي، بسبب إطلاق صاروخين، قبلها بيوم، على جنوب إسرائيل . وتعتبر عملية إطلاق الصاروخين الأولى من نوعها بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي في 3 يوليو الجاري على يد الجيش المصري . وتلتزم الفصائل الفلسطينية بوقف إطلاق النار الموقّع مع إسرائيل برعاية مصرية في نوفمبر الماضي، فيما يطلق من القطاع بعض الصواريخ على إسرائيل بين الفينة والأخرى، تنسبها مصادر إسرائيلية إلى جماعات “,”جهادية“,” صغيرة، تقول إنها ترفض الالتزام بالاتفاق . واتفق المحلل السياسي هاني حبيب، الكاتب بعدد من الصحف المحلية، مع رأي البسوس قائلاً إن “,”المؤشرات الواقعية لشن إسرائيل عملية عسكرية ضد قطاع غزة، ضعيفة وغير واضحة “,”. وأضاف: “,”لا يوجد سبب أو مبرر لقيام إسرائيل بعميلة جديدة ضد القطاع، خاصة في ظل استمرار الهدنة التي توصلت إليها فصائل المقاومة الفلسطينية مع الجانب الإسرائيلي في 22 نوفمبر من العام المنصرم، برعاية تركية وقطرية ومصرية “,”. ولا يتوقع حبيب أن يستنزف قطاع غزة إلى مواجهة جديدة مع إسرائيل خاصة أن حركة حماس تسيطر على الوضع العسكري والميداني في غزة وتمنع إطلاق الصواريخ على إسرائيل، على حد قوله . وفي الوقت ذاته، أشار حبيب إلى أن إسرائيل غير معنية بفتح جبهة “,”ساخنة“,” جديدة، وتكتفي حاليا بحماية حدودها الشمالية مع سوريا ولبنان، كما أنها تتخوف من تطور الوضع الميداني مع إيران . وحول التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية ضد القطاع، أوضح حبيب أن قطاع غزة على جدول أعمال حرب إسرائيل، وأن إسرائيل لا تتوانى عن إطلاق حملة تهديدات بشن عمليات عسكرية وشيكة ضد القطاع . أما الكاتب الصحفي والخبير بالشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر فقال في مقال له نشر مؤخرا إن ما يقلق حماس من إمكانيّة “,”استفراد“,” إسرائيل بها هو أن اتصالات المسؤولين المصريّين مع الفصائل الفلسطينيّة في غزّة متوقّفة تماماً منذ 30 يونيو الماضي وما تلاه من تغيير سياسي في مصر، وذلك بسبب الانشغال المصري بالوضع الداخلي هنا “,”. وذكر عامر أن خشية حماس من توقّف الاتصالات مع مصر يرتبط بإمكانيّة أن تفهمه إسرائيل بصورة خاطئة وتعتقد أنه رفع للغطاء المصري عن غزّة، وبالتالي تعريض القطاع لحملة عسكريّة كبيرة بعد أن كان الموقف الرسمي المصري في خلال حكم مرسي يُعتبَر أحد كوابح أي تحرك عسكري إسرائيلي ضدّ غزّة . الأناضول