خبيران في الشؤون الإسرائيلية قالا للأناضول إن تل أبيب بدأت فعليا هجومها الواسع على قطاع غزة، بهدف استعادة ما تسميه "قوة الردع". قال خبيران في الشؤون الإسرائيلية إن تل أبيب بدأت فعليا هجومها الواسع على قطاع غزة، بهدف استعادة ما تسميه "قوة الردع" وذلك بالاعتماد على تكتيك "القتل عن بعد". وطالبا بأخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد، مؤكدين أن الحكومة الإسرائيلية معنية بشن الهجوم على غزة ل"أغراض انتخابية"، مستغلة "قبول الرأي العام الإسرائيلي لتنفيذ هذا الهجوم. واغتالت إسرائيل عصر اليوم أحمد الجعبري، القائد الميداني لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في قصف لقطاع غزة اليوم، كما شنت سلسلة غارات واسعة ضد مواقع للفصائل الفلسطينية. وفي تصريحات لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، قال العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) جمال زحالقة إن إسرائيل اتخذت قرارا باغتيال قادة حركة حماس، وتسعى لتنفيذ عمليات عسكرية "عن بعد"، بهدف استعادة ما تسميه "قوة الردع". وأضاف أن "إسرائيل تريد إيصال رسائل لحماس من خلال اغتيال الجعبري بأنها لن تقبل باستمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بأي ثمن". وتابع :" إسرائيل قررت تنفيذ عملية عسكرية كبيرة، وستواصل عملياتها ضد حركة حماس". ورأى بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه ايهود باراك، معنيان كثيرا بشن الهجوم على غزة، لأغراض حزبية وانتخابية، مستغلين تقبل الرأي العام الإسرائيلي لتنفيذ هذه العملية". وقال محذرا:" يجب أن نأخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد". وأشار زحالقة إلى أن إسرائيل معنية بعنصر المفاجأة، مضيفا:" من الصعب التكهن الآن بردود فعل اسرائيل". وتابع: "إسرائيل أوهمت الجميع أن جولة العنف مع غزة انتهت، وزار نتنياهو الجولان السوري المحتل كي يلفت الأنظار عن غزة، ثم نفذوا اغتيال الجعبري..(..) لذلك فإن عنصر المفاجأة هو ما ستلعب عليه إسرائيل الآن
من جانبه قال الدكتور عدنان أبو عامر، رئيس قسم الصحافة في جامعة الأمة بغزة، والخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن إسرائيل تكرر ذات السيناريو الذي تنفذه منذ عام 2008. وأضاف موضحا لمراسل وكالة الأناضول للأنباء:" نحن أمام سيناريو متكرر، يعتمد على عمليات طولية وعرضية، لجباية ثمن باهظ من حركة حماس". وتابع يقول:" إسرائيل تعتقد أن رد حماس سيكون قويا على اغتيال الجعبري، وهنا فلا ضمانات أمام انفلات الأوضاع، ووصولها لحد تنفيذ عمليات عسكرية إسرائيلية واسعة ضد قطاع غزة". ورأي أن الرأي العام الإسرائيلي جاهز ومعبأ بشكل ممتاز لتنفيذ هجوم عسكري واسع ضد قطاع غزة. ويسود التوتر الشديد قطاع غزة منذ يوم السبت الماضي، حيث قتل 7 فلسطينيين وجرح العشرات معظمهم من المدنيين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الإسرائيلية على قطاع غزة. كما أطلقت الفصائل الفلسطينية عشرات الصواريخ والقذائف على البلدات والمواقع الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. وقد اجتمع نتنياهو، مساء الإثنين الماضي، مع كافة السفراء المعتمدين في إسرائيل، وعدد آخر من الدبلوماسيين في مدينة عسقلان القريبة من قطاع غزة. وقال خلال الاجتماع إنه "لن يسمح باستمرار قصف الصواريخ الفلسطينية على البلدات الجنوبية المحاذية للقطاع"، مشيراً إلى أنه "سيعمل قريباً وفي أسرع وقت ممكن على وقف تلك الصواريخ". وأضاف نتنياهو "إن مليون إسرائيلي يعيشون في وضع غير مقبول في حين أن الفلسطينيين يطلقون الصواريخ من المناطق المأهولة بالسكان".