على أعتاب قاعات المداولة بمحكمة زنانيرى للأسرة، جلست السيدة الثلاثينية «مروة. م» التي تتمتع بجمال ملحوظ - الذي كان نقمة وليس نعمة بالنسبة لها - كانت في انتظار محاميتها التي تنهى بعض الإجراءات القانونية الخاصة بدعوى «الطلاق للضرر» التي أقامتها ضد زوجها الأربعيني، الذي يعمل محاسبا بإحدى الشركات الخاصة، وذلك بعد أن استمرت معه لمدة 6 سنوات عاشت خلالها في عذاب ومرار «الشك». «البوابة» التقت بها في مقر المحكمة، الأسبوع الماضي، حيث روت حكايتها قائلة: «تزوجت بطريقة تقليدية بعد تخرجى في الجامعة، فكانت أسرع زيجة في تاريخ عائلتنا، تزوجت في خلال شهرين بعد أن جهز زوجى جميع متطلبات الزواج والفرح وغيره، لم أقتنع في البداية بسرعة إتمام الزيجة بهذا الشكل، ولكن ما جعلنى مطمئنة نوعًا ما هو إقناعه لى بشخصيته وعقله، خاصة أنه أكبر منى ب8 سنوات، بعد الزواج ظهرت حقيقة زوجى التي استطاع أن يخفيها عنى في فترة خطوبتنا القصيرة». وتستطرد السيدة الثلاثينية حديثها قائلة وهى تبكى: «بعد انتهاء شهر العسل الذي لم يكن شهر عسل كاملًا على الإطلاق، كان أسبوعا فقط، بدأ يشك في كل تصرف أفعله سواء بقصد أو عن عدم قصد، ففى يوم عاد من الشغل وأنا أتحدث مع جارتى من النافذة المواجهة لمنزلي، فإذا بزوجى يدخل بهدوء شديد ويبدل ملابسه وينتظرنى بدون معرفتي، حتى يتأكد من سلوكى ومما أفعله في غيابه، وعندما رأيته صدفة قال لى مازحًا «كنت عاملك مفاجأة.. إيه رأيك؟!». وتوالت المواقف معه في هذا الإطار، ففى يوم آخر ترك لى جهاز «لاب توب» في غرفة النوم وحذرنى من تحريكه من مكانه، مؤكدًا أن هذا الجهاز خاص بعمله في الشركة ويخشى أن يتحطم، وخرج متوجها إلى العمل في الساعة الثامنة صباحًا، وعاد إلى المنزل في الساعة الثامنة مساء، وأثناء غيابه حاولت إغلاق اللاب ولكننى لم أستطع، حيث إننى أجهل استخدام الأجهزة الإلكترونية، ولكن عندما عاد زوجى قال لى مازحًا أيضا «متبقيش تلعبى في حاجة مش بتاعتك»، وعقب هذا الموقف علمت بالصدفة أنه ترك الجهاز ليسجل لى تحركاتى في المنزل، ويعرف ماذا أفعل طوال اليوم وهو في العمل». وتابعت: «خلال زواجى به طوال ال6 سنوات، أنجبت منه طفلين فقط، بنتا «نهى» وولدا «أحمد»، ولكن كل المواقف السالف ذكرها، كانت أهون مما اتهمنى به بعد إنجابى لطفلى الأخير «أحمد»، فالطفل كان جميلا للغاية، وعيناه لونهما أخضر، انفعل علىّ أكثر من مرة وقال لى «قوليلى مين أبوه وأنا مش هزعل بس متضحكيش عليا»، فجمال الطفل جعله يشك أننى كنت على علاقة بشخص آخر ولذلك أنجبت طفلا جميلا، ولكننى رفضت تلك الإهانات مرة تلو الأخرى، ومرت الشهور وكبر الطفل ثم توفت والدة زوجى وفى عزاء والدته أكد الحاضرون أن الطفل يشبه شقيق زوجى الذي توفى منذ سنوات، وشعرت بعدها بالاطمئنان الذي سكن قلبه لأول مرة تجاه الطفل، وقلت له متهكمة عليه «كويس إن أخوك ميت عشان متقولش إنى كنت على علاقة به». «ولكن ما زاد الطين بلة، بعد وفاة والدته اضطرنى زوجى لمغادرة منزلنا في مدينة 6 أكتوبر، وأن نسكن بمنزل والدته الذي تركته له «إرثًا»، وبعد أن غادرت منزلي، زادت المشاكل والخلافات مع شقيقاته البنات، فكان كل يوم دائم التعدى علىّ بالسب والضرب، ونظرًا لداء الشك المرضى الذي يعانى منه زوجى أقنعته شقيقته الكبرى بأننى على علاقة برجل آخر وأتحدث معه عبر الهاتف المحمول ونتقابل كل فترة، فاكتشفت أنه وضع برنامج تسجيل مكالمات في هاتفى ليسجل به جميع مكالماتي، وعندما اكتشفت ذلك واجهته بالحقيقة فأنكر ولكنى منذ هذا اليوم وقررت أن انفصل عنه وطلبت منه الطلاق فرفض، لأنه اعتقد أننى أحب شخصا آخر وأريد الانفصال حتى أتزوج منه، ولكن الحقيقة هي أننى لم أعد أستطيع أن أعيش مع هذا الرجل المريض بداء الشك، فلجأت إلى المحكمة وأقمت دعوى «طلاق للضرر». من النسخة الورقية