بعد إعلان «داعش» عن فرص عمل للإعلاميين.. «الصحفيين» تهدد بشطب العضو المنضم.. و«استقلال الصحافة»: النقابة لا تملك نصًا قانونيًا يجرم

هل فكرت عزيزي الصحفي ما سيحدث إذا فكرت في الانضمام إلى اللجان الإعلامية لأحد التنظيمات الإرهابية حيث المال الوفير؟، ربما يصبح هذا السؤال منطقيًا بعد أن أعلن تنظيم "داعش" الإرهابى عن فرص عمل جديدة للصحفيين الذين يخشون القتال المسلح في ساحات الحرب، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية في تقرير لها، الأمر الذي فتح المجال أمام التكهنات حول إمكانية انضمام بعض الصحفيين لذلك التنظيم الإرهابي، ولكن هل سيقابل ذلك بقوانين صارمة من نقابة الصحفيين؟، أم أن الكيان النقابي لا يمتلك الآليات التي تمكنه من تحقيق ذلك؟.
بشير العدل، مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، بدوره يحاول الإجابة على ذلك السؤال، مشيرًا إلى أن نقابة الصحفيين لها لوائح وقوانين تحكمها، لذلك يجب اللجوء إلى قانون النقابة وميثاق الشرف الإعلامي الصحفي في حالة انضمام أي عضو لتلك التنتظيمات الإرهابية، موضحا في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أنه لا يوجد أي نص يجرم انضمام الصحفي لأي تنظيم سياسي أو ديني، حتى وإن كان إرهابيا، كما أن قانون النقابة لا يجرم ذلك، لافتًا إلى أن تصريحات نقيب الصحفيين، يحيى قلاش، حول أنه لا يستطيع أن يفصل الصحفيين المنتمين للإخوان أو العاملين بقناة "الجزيرة"، يعتمد على ذلك.
وأشار إلى أنه من الممكن اللجوء للنواحي التأديبية في النقابة، والتي تستوجب احالة الصحفي للتحقيق، تمهيدًا لتطبيق بعض العقوبات عليه في حالة ادانته، والتي قد تصل إلى الحرمان من القيد لمدة عام، ولكن لا يوجد فصل نهائي، ووصف مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة الدعوة التي أطلقها التنظيم بأنها "مدعاة للسخرية"، خاصة في ظل وجود تكهنات حول كون التنظيم صناعة أمريكية، من أجل تفتيت منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنه البديل الآخر لمخطط الولايات المتحدة لتفكيك المنطقة بعد فشل مخطط "الربيع العربي" في مصر وسوريا، حيث إنه جزء من المخطط الاستعماري.
وأكد إبراهيم أبوكيلة، عضو مجلس نقابة الصحفيين، أن الحديث عن إمكانية انضمام صحفيين مصريين لتنظيم "داعش" على خلفية إعلانية عن وظائف خالية باللجان الإعلامية للتنظيم شيء "مستفز"، مشيرًا إلى أن الإعلان في مجمله غير منطقي، مشددا في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، على أن النقابة ستتصدى بكل قوة لهذه الاحتمالات في حالة حدوثها، لافتًا إلى أنه لا يمكن لأي صحفي أو إعلامي وطني أن يقبل الانضمام لصفوف مثلا تلك الجماعات الإرهابية.
من جانبه، أشار جمال عبدالرحيم، سكرتير عام نقابة الصحفيين، أنه إذا ثبت للنقابة انضمام أي صحفي لتنظيم إرهابي، فسيتم إحالته للتأديب، وذلك تمهيدًا لشطبه من النقابة نهائيًا، مشددًا على أن مجلس النقابة لن يتهاون في تطبيق ذلك إذا ثبت انضمام أي عضو للجان الإلكترونية لتلك التنظيمات الإرهابية.
وأوضح "عبدالرحيم"، في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أن العمل مع الجماعات والتنظيمات الإرهابية والتكفيرية يعد مخالفة لميثاق الشرف الصحفي، وهذا يستوجب معاقبة الصحفي الذي أرتكب ذلك الفعل، وذلك طبقًا لنصوص قانون النقابة، ولكن لابد من وجود مذكرة أو شكوى لمجلس النقابة للتحقيق فيها.
ونوه أن حديث نقيب الصحفيين، يحيى قلاش، حول عدم إمكانية معاقبة أو شطب الصحفيين المنتمين لجماعة الإخوان، يرجع إلى إن تلك الجماعة مخالفة لنا في الرأي السياسي ولا يمكن معاقبة صحفي على رأيه السياسي، لافتًا إلى أن الأمر مخالف فيما يخص الانضمام لتنظيم إرهابي مثل "داعش"، لأنه بذلك سيكون ارتكب جريمة ضد الوطن.