سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أغذية الموت 1.. الفول والطعمية رغم الأضرار الصحية مسمار بطن المصريين.. البائعون: نغلي الزيت مئات المرات والناس عايشة وما بتموتش.. وأطباء: "قوت الفقراء سموم قاتلة لا رقابة عليها"
من أهم ما يشتهر به المجتمع المصري عربيا وعالميا مطاعم وعربات الفول والطعمية المنتشرة بطول وعرض الشوارع المصرية في كل المناطق والحواري، بشكل جعل بيع وإعداد وجبات الفول والطعمية مهنة من لا مهنة له، ووظيفة يطرقها العاطل والأمي الذي لا يعرف سوى قلي الطعمية وإعداد وجبة الفول لتكون إفطار لكل قاصد يبحث عن وجبة شهية مليئة بالمحبشات من المخللات بكل أنواعها ليجذب بها العاملين والموظفين قبل الذهاب للعمل، وربما هم من يلتزمون بتناول هذه الوجبة اللذيذة والمشهية وربما أكثر من التزامهم تجاه عملهم. في إحدى الحواري الداخلية في منطقة الهرم تجلس السيدة حميدة الشهيرة بطعميتها التي تجذب برائحتها المارين من كل الاتجاهات، ولينضم منهم الكثيرون لطوابير الوقوف أمام طاسة الزيت العميقة التي تجلس بها على الأرض. اقتربتُ منها وسألتها ما سبب حرص كل عائلات المنطقة على شراء طعميتك؟ فأجابتني بأنه رزق الله، وهي ورثته عن والدتها التي تحمل نفس الاسم، وكانوا يقبلون على طعميتها من كل المناطق المجاورة للمنطقة التي تسكن بها، وهي لا تعرف سوي هذه الصنعة البسيطة، وعن الزيت التي تستخدمه في قلي الطعمية تقول: الزيت لا أغيره إلا عندما ينتهي تماما، وقد أسكب عليه زيتا جديدا ويبقي القديم في القعر، والسبب أن قارعة الزيت أصبحت غالية جدا حتى التموين في كثير من الأحيان لا يكون به زيت ويكون ناقص، فكيف أتصرف؟ ولو قمت بتغيير الزيت لن يكفيني مائة جنيه باليوم زيت فقط. ويستكمل الحديث محمد أبو زيد الذي ضاق صدره بقلة العمل والرزق فقرر صنع عربة خشبية يقف بها مع كل صباح لإعداد أطباق الفول والساندوتشات أيضا ويستكمل الحديث قائلا: كان الرزق الذي تجلبه لي العربة غير كاف نظرا لانتشار العربات الأخرى لمن ينافسوني على بيع الفول، ولأن العمل يصبح قاصرا على ساعات النهار الأولى ومن هنا قررت شراء طاسة واتفقت مع أحد المطاعم التي أشتري منها يوميا عجين الطعمية وإعداد الطعمية بجانب الفول الذي أطهيه بنفسي، ولا أجد حيلة أخرى في الرزق لكن الكثيرين يهاجموننا ولا يجدون لنا البديل وليل نهار يقولون الزيت المغلي يسبب الأمراض، ولو بالفعل قمت بتغيير الزيت كل يوم لن أقدر على التكلفة، وربما أجد نفسي أخسر ماديا، ولا أجد لقمة العيش، ولكن كله كلام وبلا أساس، فدائما كنت آكل من على عربات الفول ووالدي عمره ثمانون عاما وبصحته ولم يصب بأمراض السرطان ولا غيره كما يقولون، ولكن الناس لا ترحم ولا تترك رحمة ربنا تنزل.