سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وقع ضربات "عاصفة الحزم" لم تسمعها آذان الإخوان و"القاعدة".. التنظيمان يهربان من المشاركة.. "عيد": التنظيم الدولي يحاول استخدام إخوان اليمن لإقناع السعودية بتغير موقفها من مصر
تتعالى الأصوات داخل اليمن فتقع الانفجارات، يحزم كل طرف أمتعته استعدادًا لمغادرة مكان كان يعيش فيه، راحلًا لبديل ربما يجد فيه موطئ قدم أمن، ولكن مع هذه المشاهد تجد من هم يعيشون خارج التوقيت أو يتعمدون العيش هكذا، لأسباب تختلف ولكن الموقف يجمعهم. هو إذا الصمت الذي فضلت كلا من جماعة الإخوان باليمن، وتنظيم القاعدة، التعامل وفقًا له، بالتزامن مع التدخل العربي الذي شنتها قوات عربية برعاية سعودية، ضد الحوثيين في اليمن. ورغم أن الموقف يستدعى من الإثنين التدخل باعتبار أن كليهما يحمل عداء للحوثين، إلا أن هناك معايير أخرى تحكم موقفهم، وتتسبب في تفضيلهما للنأي بالذات عن الواقع السياسي الجديد الذي فرضته "عاصفة الحزم". إخوان اليمن... ورقة التنظيم الدولي لإنقاذ إخوان مصر ومع التساؤلات المطروحة عن موقع الإخوان في اليمن من المشهد الحالي، قال سامح عيد، المنشق الإخواني، إن فرع "الجماعة" باليمن، يتم استخدامه الآن لمطالبة الرياض بتخفيف عداءها نسبيًا مع إخوان مصر. وأشار إلى أن الإخوان اليمنيين، يسعون لطرح شروط على السعودية قبل المساعدة في "عاصفة الحزم"، قائلًا إن عدم إعلان موقف لهم صريح حتى الآن، يرجع لوجود مفاوضات بينهم وبين الرياض. ولفت إلى أن التنظيم الدولي للجماعة، يسعى لاستخدامهم لإنقاذ ما تبقى له من إخوان مصر، الذي اتجه نحو الزوال، مشددًا على أن طبيعة الإخوان في اليمن تختلف نسبيًا عن الإخوان في مصر. واستبعد عيد أن تستجيب السعودية للشروط التي تفرضها جماعة الإخوان في اليمن، مشيرًا إلى أنهم سيضطرون قريبًا للمشاركة بدون شروط، نظرًا لاستشعارهم مع تسارع الأحداث أنهم خارج الصورة. من جانبه قال خالد الزعفراني، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، إن جماعة الإخوان في اليمن موقفها منذ بداية الأحداث، وإن التوسع الحوثي كان يتجه نحو الضعف والاستسلام، مشيرًا إلى أنهم قاموا بتسليم السلاح الذي استحوذوا عليه من الجيش اليمني للحوثيين، تحت دعوى الذهاب إلى مائدة الحوار والتفاوض، و أن هذا الموقف حدث في ظل التوسع الحوثي، وعدم وجود أي بوادر نجاح للحوار الوطني. وأكد أن الجماعة تبدو من صمتها حتى الآن، أنها تنتظر القوى الأكبر للوقوف بجوارها، مشيرًا إلى أن إعلانها الاستعداد لمساعدة مصر في حماية باب المندب في حال طلب القاهرة ذلك هو مجرد حديث للدعاية الإعلامية. وتابع الزعفراني أن " الجماعة" تريد الإحراج للقاهرة بإعلانها هذا، مشيرًا إلى أنها تعلم أن مصر لن تقدم على مطالبتهم بمساعداتها في حماية المضيق، وذلك للعلاقات المتوترة مع التنظيم الإخواني بكل الكيانات التابعة له. "القاعدة".. همشها خلافها مع العرب وتكفيرها للحوثي أما على مستوى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والأخذ من اليمن مقر له، فهو الآخر يفضل السكوت عن المشاركة، ولكن له أسبابه المختلفة، حيث يجمعه الخلاف مع كل من فصيلي الحرب، سواء كان الدول والحكومات العربية التي يرى فيها غير عاملة لصالح شعوبها، أو الحوثيين الذي يتهمهم بالكفر بسبب مذهبهم الشيعي. وقال سامح عيد إن التنظيم لن يتحرك إلا في حالة واحدة هو أن تنفذ عمليات من قبل الحوثيين في حق المسلمين السنة، وهو ما يستدعي التدخل للدفع عنهم بالطريقة التي تراها "القاعدة" والتي عادة لا تخرج عن سياق التفجيرات والعمليات الانتحارية. واستبعد أن يحدث ذلك في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن القاعدة تدرك أنها ردت على كل الانتهاكات التي وقعت في حق السنة، عبر الحادثين الانتحاريين الأخيرين، اللذين تعرضا لهما مسجدان في العاصمة اليمنية صنعاء، منذ أسبوع، وكانت العمليتان قد استهدفتا مسجدين تابعين للحوثيين، واعتبرتا حينها ردًا على استهداف الحوثيين للقصر الجمهوري الذي كان يقيم فيه الرئيس اليمني، عبدربه هادي منصور، في عدن. من جانبه حلل الزعفراني الصمت "القاعدي" في اليمن، بأن التنظيم الإرهابي، فقد قدرته على الدخول في حروب أو أي مناورات، مشيرًا إلى أن صمته طبيعي ومتوقع في ظل تراجع قوته في الآونة الاخيرة. وأكد أنه في حال دخوله للمشهد لن يكون إلا من خلال عملية أو عمليتين انتحاريتين، لن تؤثران على المشهد المضطرب بالأساس.