اصطحبت مرسي للخروج من صالة كبار الزوار بمطار بيروت لأنه برلماني 3 مؤسس تيار الاستقلال كان موظفًا بمجلس الشعب فمن أين جاء بهذه الملايين؟ جمال مبارك أطاح بيوسف والي لأنه قال له: "إنت ما بتفهمش" عز تآمر على الشاذلي بمعاونة زكريا عزمي وصفوت الشريف الإخوان هددوا بحرق البلد والمجلس صدق هذا الكلام فعلا وبدليل ما يحدث حاليا منذ عزل مرسي عرضنا على طلعت السادات رئاسة الحزب الوطني بعدما عرضنا على الدكتور مصطفى الفقي ولكنه رفض بحجة أنه مشغول في الجزء الثاني من حواره مع "البوابة" واصل الدكتور محمد رجب آخر أمين عام للحزب الوطني الديمقراطي كشف أسرار الأيام الأخيرة لانهيار الحزب، عقب ثورة يناير. وتطرق في حديثه إلى علاقته بالرئيس المعزول محمد مرسي، وتفاصيل ما دار بينهما قبل موقعة الجمل. وأكد رجب، أن "خرتية نزلة السمان" تحركوا من تلقاء أنفسهم للهجوم على الثوار في التحرير يوم موقعة الجمل، بسبب خوفهم من انهيار السياحة وتأثر مصدر رزقهم. كما أكد أنه التقي الرئيس المعزول وقت أن كان في البرلمان، ولم يكن يعرفه، حيث اصطحبه للخروج به من صالة كبار الزوار بمطار بيروت باعتباره برلمانيا مصريا،. وتساءل رجب عن مصدر الملايين التي ينفقها مؤسس تيار الاستقلال في الدعاية رغم أنه كان موظفا بمجلس الشعب قبل الثورة، وكشف عن أن جمال مبارك أطاح بيوسف والي رجل مبارك الأمين قبل الثورة، لأن والي قال لجمال في أحد الاجتماعات "انت مابتفهش" وإلى نص الحوار: ■ ماذا عن علاقتك بالرئيس المعزول محمد مرسي؟ كان هناك لقاء تليفزيونى في لبنان مع قناة «العالم»، وكان الضيف الآخر معى في الحلقة هو الدكتور محمد مرسي، ولم أكن أعرفه، حيث قابلته للمرة الأولى في الطائرة، وكان يجلس بجوارى، وبادرنى بسؤال «حضرتك الدكتور محمد رجب، فأجبته بإيماءة، وعرفنى بنفسه، وكان وقتها رئيس الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان في برلمان 2005. لكن مرسي لم يكن معروفا لدى الرأى العام، عكس عصام العريان والبلتاجى. وبعد عودتنا من بيروت كانت سلطات المطار وفق البروتوكول قد أرسلت سيارة لتوصيلى إلى صالة كبار الزوار. وطلبت في تلك اللحظة من محمد مرسي أن يأتى معى باعتباره برلمانيا مصريا. ووافق بعد أن لمس إصرارى على ذلك، وبعدها لم نلتق نهائيا أو نتواصل حتى على الهاتف. لكن بعد الثورة، فوجئت باتصال هاتفى منه يقول لى: «يا دكتور محمد الحزب الوطنى بيحرض الناس في الشارع، حتى يقفوا ضد الثورة، ويجب أن تأخذ موقف بصفتك الأمين العام للحزب»، فكان جوابى بأن «الحزب الوطنى لا دخل له بما يحدث في الشارع، وأن ما يحدث نتيجة طبيعية لحالة الثورة، والحزب برىء من التحريض ضد الثوار»، فبادرنى بقوله: «انت مش عارف حاجة»، فقلت له: «خلاص ما دام أنا مش عارف حاجة يبقى ماتكلمنيش.. انت بتكلمنى أنا ليه ما دام أنا مش عارف حاجة». وبعدها التقينا في إحدى الجلسات التي كان يعقدها المجلس العسكري، ولم يصافحنى، وأنا طبعا كنت في موقف ضعيف. ■ ما الحقيقة في «موقعة الجمل»؟ أعتقد أن «موقعة الجمل» في حقيقتها كانت عبارة عن حالة ثأرية ناتجة عن توقف حال هؤلاء «الخرتية في نزلة السمان»، وذلك لأن وسائل الإعلام صدرت صورة سيئة ومغلوطة عن الثوار في ميدان التحرير، وأنهم قلة من الشباب، وبناء على ذلك اتجه هؤلاء إلى الميدان رغبة منهم في فضه عنوة على أساس أنهم قلة من الشباب داخل الميدان. فلا يعقل أن يقوم أحد بالتخطيط لفض الميدان بالجمل والحصان وسط كل هذه الجموع، وفى ظل هذه الحالة التي كانت سائدة، وأعتقد أن صفوت الشريف ليست له علاقة بهذه القضية. ■ ماذا عن تولى طلعت السادات رئاسة الحزب بعد ذلك بعد رحيل مبارك؟ طلعت السادات لم يكن عضوا في الحزب، وكنا نتعرض لحملة غير مبررة من الهجوم الشديد، وجاء مجدى علام في أحد الأيام، وقال لى: «من الواضح أننا لن نستطيع الوقوف في وجه الريح، لازم نجيب طلعت السادات يصد»، وأنا وقتها كان نفسى أهرب بجلدى، لأننى لم أرتكب ذنبا لكى يحدث معى ما كان يحدث. وكان وقتها ارتبط بنا في الحزب عفت السادات، وحدثت مناقشة في هذه المسألة. وعرضنا الأمر على طلعت السادات بعدما عرضنا رئاسة الحزب على مصطفى الفقى ورفض، بحجة أنه مشغول، كما لجأنا إلى الكثير من رجال الأعمال الذين كانوا أعضاء في الحزب. وأنا لا أستطيع أن أذكر أسماء، لأنه ذلك سيكون بمثابة تشهير بهم، لكن في النهاية كل رجال الأعمال رفضوا، بحجة أنهم مشغولون في أعمالهم وشركاتهم. ■ ولماذا أسست حزب المواطن مصرى ليكون بديلا للحزب الوطنى؟ بالنسبة إلى حزب المواطن، فهو ليس بديلا للحزب الوطنى، وأنا أسسته من أجل المصلحة العامة، وكان الهدف من وراء تلك التجربة هي تجميع كل شرفاء الحزب الوطنى في حزب جديد، من أجل تكوين جبهة وكيان سياسي، ولكنها تجربة باءت بالفشل، لعدم وجود تمويل، فالأموال هي التي تحرك كل شىء. ■ وهل توجد أحزاب أو حركات تمول من الخارج؟ نعم يوجد أحزاب تمول من الخارج. لكن لا أريد أن أذكر أسماء، فمثلا تيار الاستقلال مؤسسه أحمد الفضالى كان يعمل موظفا بمجلس الشعب، لكن منذ الاستفتاء على الدستور يتحرك بدعاية خرافية في كل مكان، وهذا يدفعنا إلى التساؤل، من أين جاء بكل هذه الأموال؟ ■ ما حقيقة ضغوط الإخوان على المجلس العسكري؟ بالطبع كان توجد ضغوط كثيرة، الإخوان هددوا بحرق البلد. والمجلس صدق هذا الكلام فعلا، وبدليل ما يحدث حاليا منذ عزل مرسي، كما أن حرق مصر يوم 28 يناير كان وراءه جماعة الإخوان، حيث استولوا على ملفات الحزب الوطنى كلها، وعملوا على إحراق مقار الحزب. ■ ما حقيقة وجود غرفة سرية داخل مقر الحزب؟ في الحقيقة، لم يكن هناك غرفة سرية بالمعنى الذي تم الترويج له، وهذه الغرفة أعدها أحمد عز عندما كان يقوم بإدارة انتخابات مجلس الشعب في 2010، حيث خصص جزءا كبيرا من بدروم الحزب الوطنى كغرفة عمليات. واستفاد من تجربته في الخارج، وقام بتدريب عدد كبير من الشباب على كيفية تخزين البيانات والمعلومات وإجراء استطلاعات الرأى. وعندما جرت انتخابات 2010 وسقط كل رموز المعارضة، وكان منهم حمدين صباحى، قلت لصفوت الشريف «معقول كل رموز المعارضة تسقط!»، فنظر نحوى صفوت الشريف بسخرية، وفى نفس اللحظة دخل أحمد عز علينا المكتب. فقال صفوت: «أهو جالك.. قل ما قلته أمامه». فسألت أحمد عز نفس السؤال فقال لى: «يا دكتور محمد احنا كنا ندير العملية الانتخابية بأسلوب علمى متحضر. ودى نتيجة منطقية لشعبية الحزب في الشارع». وعندما وجد منى استنكارا للموقف، طلب منى أن أذهب معه إلى الغرفة السرية، وهناك وجدت بعض الشباب يجلسون على أجهزة كمبيوتر. وطلب منهم أن يشرحوا لى ما تم في العملية الانتخابية. وجاء واحد منهم ليروى لى عن طريق شاشة عرض تليفزيونية كبيرة، كيف قاموا باستطلاعات الرأى في سنة كاملة في جميع الدوائر على مستوى الجمهورية لاختيار أفضل المرشحين المقبولين سياسيا وشعبيا. وبعدها نظر عز نحوى قائلا: «فهمت يا دكتور محمد إن النتيجة لازم تكون منطقية»، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أدخل فيها الغرفة السرية التي كثر الحدث عنها في أعقاب 25 يناير. ■ ماذا عن كواليس الصراع بين كمال الشاذلى وأحمد عز؟ في البداية لم يكن الصراع معلوما لدى الجميع، وتصاعد هذا الصراع وبدأ يظهر على السطح، نتيجة تمسك كل من كمال الشاذلى وأحمد عز برأيهما في بعض الموضوعات، ولكن البداية الحقيقية لهذا الصراع الحقيقى ظهرت منذ أن كان عز في بدايته عضوا في الأمانة العامة، وكان الشاذلى هو مهندس النظام الذي يضع القواعد والأسس والدوائر، وهو بطبيعة الحال الذي اخترع دائرة السادات بالمنوفية لأجل أحمد عز فقط، ومن هنا بدأ نجم عز في الصعود، ثم كان لدخوله الأمانة العامة مع شلة جمال مبارك أثر كبير في بروز نجمه. وكان عز يجالس كمال الشاذلى لأكثر من ساعتين يوميا في هذا الوقت، حيث بادرت بسؤال الشاذلى حينها «هو عز بيقعد عندك الوقت ده كله ليه؟»، فضحك الشاذلى ساخرا «وكأنه يقول لى إن هناك أسرارا في العملية التنظيمية داخل الحزب»، ومن هنا أدركت أن أحمد عز سيجلس على كرسى كمال الشاذلى وحذرته من ذلك، لكنه لم يهتم، حتى آلت إلى أحمد عز أمانة التنظيم بالفعل، وسيطرت شلة جمال مبارك على الحزب، والجميع تآمروا بعد ذلك على كمال الشاذلى. ■ كيف تفسر تصاعد نفوذ عز في الحزب الوطنى ونجاحه في الإطاحة بالرجل القوى كمال الشاذلى؟ أحمد عز كان ناجحا كرئيس شركة، لكنه عندما خلط الثروة بالسلطة، وحاول دمج إمكانياته الاقتصادية في البرلمان لخدمة مشروعاته الخاصة، فشل وأفشل الحزب وأثار الرأى العام ضدنا، ولم يتعلم من تجربته في الخارج، أو يستفيد من نموذج رجال الأعمال والساسة في أمريكا «فهم عندما يدخلون مجال السياسة يبتعدون عن البيزنس، ويوقفون نشاطهم حتى نهاية حياتهم السياسية». أما مسألة الإطاحة بكمال الشاذلى، وما ظهر من تداعيات الصراع بينهما.. فأنا لم أستطع مقابلة الشاذلى بعد عودته من العلاج بالخارج بسبب شدة مرضه. والحالة التي وصل إليها وكنت مشفقا عليه جدا.. لكن الحقيقة هي أن الجميع تآمروا على كمال الشاذلى وليس أحمد عز وحده، وإن كان عز هو الأكثر فجاجة في تقليص دور الشاذلى داخل الحزب بعد مشواره الطويل، وكان ذلك بمثابة الاغتيال المعنوى للرجل الأقوى باعتباره أول أمين تنظيم للحزب، لكن إلى جواره كان هناك آخرون عانوا من عز مثل زكريا عزمى وصفوت الشريف الذي له تاريخ طويل وخبرة سياسية تنظيمية فائقة بحكم المدة التي قضاها في الحزب، وبحكم خبرة عمله في المخابرات. لكن في النهاية البلد كانت مشكلتها أن البعض كان يعمل لحساب الرئيس فقط، فعندما يكون الرئيس صاحب سلطات مطلقة يكون العمل لحسابه هو السائد. وهناك واقعة حدثت في البرلمان، تشير إلى ذلك قبل حل جهاز المدعى العام الاشتراكى، وكان المسئولون عن إدارته من الشخصيات التي يرشحها الرئيس بعد أخذ رأى مجلس الشعب، حيث كان هناك شخص مرشح لهذا المنصب، وعند عرض الموضوع على المجلس، اعترض بعض الأعضاء، ومنهم الدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء السابق، ومرت الأيام والتقى الرئيس أعضاء مجلس الشعب والشورى. وعندما رأى النائب الدكتور حمدى السيد، قال له حرفيا «إيه بتعترض على قرار رئيس الجمهورية يا حمدى، وعنفه أمام الجميع»، فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة. وتعرض حمدى للاغتيال السياسي وقتها وللاضطهاد من رموز الحزب. ■ يوسف والى كان من رموز الحزب الموالين لمبارك في كل شىء، فكيف كان صراعه مع جمال مبارك؟ هناك واقعة حدثت أمامى في أحد اجتماعات الأمانة العامة للحزب، وفيها انتقد جمال مبارك سياسة الحزب في الشارع، وأنا ساندته في الرأى، لأنه كان موضوعى، وفى هذا الاجتماع، رد يوسف والى على جمال مبارك قائلًا «انت مش فاهم حاجة»، رغم أن يوسف والى لم يكن في يوم من الأيام يرد على أي شىء مما يقال، وهنا تدخل زكريا عزمى معنفا يوسف والى «انت ازى ترد على جمال مبارك»، وكان هذا آخر اجتماع يحضره يوسف والى. ■ مَن كان يدير الحزب الوطنى في السنوات الأخيرة قبل ثورة 25 يناير؟ عند إعادة تشكيل الأمانة العامة تم استبعاد كمال الشاذلى، ويوسف والى، ولكن عند عرض التشكيل على الرئيس مبارك، اعترض في أول الأمر، لكنه في النهاية ترك الموضوع لابنه جمال وأحمد عز. وجمال مبارك في الفترة الأخيرة قبل الثورة كان يوجه سياسات الحزب. ■ هل كان مبارك يهدف إلى تولى جمال مبارك مقاليد الحكم في السنوات الأخيرة؟ في السنوات الأخيرة كان الرئيس مبارك لا يدير الأمور فعليا، وكانت أشياء غريبة تحدث، ومنها على سبيل المثال، أن زكريا عزمى والفريق القريب من الدائرة الضيقة لم يكونوا يعرضون على مبارك صحف المعارضة، لأنها -حسب وصفهم- كانت تحرق دمه وتنرفزه، وكان من يدير كل الأمور في الحزب أحمد عز وجمال مبارك. وهناك الكثير من الحقائق التي كانت غائبة عن الرئيس، وبالطبع لم يكن يعلم أو يدرى بالمشهد كاملا. ■ هل ما زلت عند رأيك في جمال مبارك؟ جمال مبارك شخص مثقف ومتعلم، لكن ليس لديه خبرة سياسية واسعة، وكان من الممكن أن ينجح مشروعه في الحزب بتعاون خبرات أخرى معه، لأنهم على دراية بواقع البلد وأحواله، لكنه استعان بمجموعات عديمة الخبرة وقليلة الذكاء أوقعت البلد والرئيس مبارك شخصيا. ■ وماذا عن زكريا عزمى؟ زكريا عزمى موظف إدارى ناجح. وعنده قدرة على تحمل المسئوليات، لكنه تجاوز اختصاصاته، وتحول إلى رجل ذى وجهين، وجه يدافع عن الشعب في المجلس، ووجه آخر في الحزب يدافع عن الوزراء وأخطاء الحكومة. ■ وماذا عن صفوت الشريف؟ صفوت الشريف أنا أعرفه منذ بداية تأسيس الحزب أيام الرئيس الراحل أنور السادات، وكان وقتها خارجا لتوه من المخابرات بعد الاستغناء عنه، وتعرفت عليه من خلال لجنة كان فيها منصور حسن وأمين بسيونى، وفى تلك الفترة كان صفوت نائب مدير الهيئة العامة للاستعلامات. وكنا نتفق على مجموعة من الأفكار وأتركها له، ثم أجدها كما هي لم يضف إليها شيئا، وعملنا عن قرب عندما تولى مسئولية أمين مساعد داخل الحزب، وكان عبد اللطيف بلطية عميد جامعة القاهرة، وكنا في مرحلة تشكيل المستويات داخل الحزب، وكانت قصر النيل منطقة سكنية ومنطقة مصالح حكومية، وبينما نبحث عن أحد ليكون أمين الحزب في دائرة قصر النيل قررنا أن يكون هذا الشخص هو صفوت الشريف، ثم فتحت الدنيا ذراعها له وتولى بعدها اتحاد الإذاعة والتليفزيون ثم وزير الإعلام، وكان قبل استشهاد الرئيس السادات لا يوجد وزير للإعلام، حيث كان السادات يأتى كل أسبوع للاجتماع مع الشباب في المعسكرات التي يقيمها الحزب. وبعد رحيل السادات جاء مبارك وفى إحدى الزيارات سألنى فؤاد محيى الدين: «إيه رأيك يا محمد، أنا بافكر في تعيين صفوت الشريف وزيرا للإعلام». فقلت له: «انتم مش ألغيتم وزارة الإعلام!»، فقال لى: «المشكلة التي نحاول علاجها أن كل مرة نأتى برئيس هيئة الاستعلامات لإلقاء بيان للصحفيين بعد كل اجتماع. وكل مرة يكون البيان مخالفا للاجتماع.. عشان كدا أنا عايز أجيب صفوت الشريف عشان كده». وبعد ذلك تمكن الشريف من السيطرة على مقاليد الأمور سواء في الحزب أو الإعلام، وكان شخصية عجيبة منذ بداية حياته، وإلى أن تم الاستغناء عنه من المخابرات بعد قضية صلاح نصر وحصوله على البراءة. وكان قانون المخابرات يمنع الرجوع مرة أخرى إلى العمل داخل الجهاز بعد الاستغناء، وعلى أثر ذلك قام بفتح سوبر ماركت في العباسية. وقتها قال الرئيس أنور السادات «إذا كانت المخابرات تمنع عودته وفق قواعدها المتبعة. يبقى خلاص يروح الإعلام». وكان وقتها وزير الإعلام كمال أبوالمجد، وكان لديه حساسية مفرطة من أجهزة الأمن فقالوا له: «الرئاسة هي التي أرسلت صفوت الشريف»، وفى هذه الفترة كان رئيس هيئة الاستعلامات قد أحيل على المعاش، وكمال أبوالمجد يبحث عن أحد مكانه، وبعد ذلك ذهب صفوت الشريف إلى هيئة الاستعلامات ورحبوا به جدا. وكان توجد بالهيئة خمس إدارات فطرحوا عليه قراءة بياناتهم واختصاصاتهم، ووقتها اختار إدارة الإعلام الداخلى بالهيئة، فصدر القرار وتسلم إدارة الإعلام، ورئيس الهيئة قال له: «انت اخترت إدارة صعبة، وربنا يوفقك، وإن شاء الله هتيجى يوم وتقعد مكانى، وسألت الأستاذ إيهاب إسماعيل وقتها انت ليه قلت لصفوت الشريف كده، أجاب: أنا خيرته في 15 إدارة يختار منها ما يريد وهو اختار (أوسخ) إدارة اللى من خلالها عايز يعرف إيه اللى في مصر.. ده مش عايز وظيفة ياكل منها عيش وما دام بيفكر كده يبقى هو عايز حاجة أوسع»، وكانت هذه نبوءة تحققت منذ بداية حياة صفوت الشريف المهنية بعد خروجه من المخابرات. ■ هل يمكن أن يعود رجال الحزب الوطنى إلى صدارة المشهد السياسي بعد ثورتين؟ بعض رجال الحزب الوطنى سينجحون في الانتخابات، خصوصا في الصعيد، لأن عائلاتهم برلمانية أبا عن جد.. أما أن يكون رجال الحزب الوطنى هم الأغلبية في مجلس النواب فهذا كلام فارغ. من النسخة الورقية