- تغيير قرار علاجه من ألمانيا إلى الولاياتالمتحدة بقرار مفاجئ من مسئول كبير في "الصحة" يثير احتمالات "الاغتيال".. اختيار مستشفى "كليفلاند" المتخصصة في أمراض القلب لإجراء جراحة في الجهاز الهضمى "غير منطقي".. ويشابه سيناريو وفاة عمر سليمان - خطأ ملحوظ أثناء إجراء العملية أصاب "الشاذلي" بتسمم في الدم.. و"الرجل الحديدي" خرج من مصر وزنه 120 وعاد 60 كيلو. قد يكون السؤال مثيرا للدهشة، فلم يتحدث أحد من قبل عن أي شكوك في وفاة النائب البرلماني المخضرم وأحد رموز نظام مبارك بما له وما عليه، ولم يتخيل أحد -فيما أعتقد- أن يأتى أحد ليسأل هذا السؤال تحديدا، خصوصا أن أحدا من عائلة الشاذلى لم يطرق على هذا الباب أبدا، أولاده يمارسون أعمالهم ويخططون لمستقبلهم دون أن ينظروا إلى الوراء. وقد يكون ملف كمال الشاذلى دخل مساحة النسيان، وأن وفاته نفسها جرت في أحداث هي أقرب إلى أحداث يوم الحشر، توفى فعليا في 16 نوفمبر 2010 قبل 12 يوما فقط من الانتخابات التي إدارةا أحمد عز برأسه وحده، فأغرق بها نظاما كاملا... فقد توالت الأحداث سريعة، بعدها دخلنا في متابعة ثورة تونس، ومنها إلى الثورة المصرية، وكان التعليق الوحيد الذي قاله أحد الساخرين عن رحيل كمال الشاذلى قبل الثورة، إنه الوحيد من عهد مبارك الذي سيحاكم بالعدل، لأن الله هو الذي سيحاسبه، والله عادل، فلن يظلمه ولن يحاكمه إلا بما فعله، وذلك في ظل حالة من التربص بجميع من ينتمون إلى عصر مبارك، وهى حالة التربص التي كانت الاتهامات توزع فيها بلا عقل ولا منطق، فالقصر كله كان مدانا، ولا بد أن يحاسب كل من ينتمى إليه. عن نفسى لا أتبنى هنا وجهة نظر معينة في كمال الشاذلى، لا أبحث عما أنجزه ولا ما أخطأ فيه، فالرجل الذي حمل لقب أقدم نائب برلمانى في العالم، فقد انتخب نائبا في البرلمان لأول مرة عام 1964، وكان عمره وقتها 30 عاما فقط، ومن يومها لم يخرج من البرلمان إلا بوفاته، يستحق دراسة كاملة نعرف من خلالها ما الذي قدمه لمصر وما الذي حذفه منها. أنا هنا أتحدث عن الشاذلى على هامش مناقشة طويلة لدور أحمد عز في الحياة السياسية المصرية، خصوصا أن نجم الشاذلى السياسي الذي كان بازغا جدا، بدأ يدخل مرحلة الخفوت، عندما بدأ عز رحلة الصعود السياسي، وقد ربط كثيرون بينهما، فما كان لعز أن يحتل المساحة التي شغلها داخل الحزب الوطنى لو ظل الشاذلى بنفوذه وسيطرته على كل شىء في الحزب، وهى سيطرة كان يستمدها من كونه مؤسس الحزب بتكليف واضح من الرئيس السادات. ولذلك كان من الطبيعى أن تحوم الشبهات حول أحمد عز، بل واتهامه بأنه كان وراء كل ما جرى لكمال الشاذلى، ولا أستثنى من ذلك وفاته التي لم يرها أحد غامضة، إلا أن ما لدينا يشير إلى أن هناك غموضا بل وريبة، كما أحاطت بالأيام الأخيرة لمن كان يتم التعامل معه على أنه رجل نظام مبارك القوى، وهى صيغة أعتقد أننا سنعيد فيها النظر بعد قليل. صباح 16 نوفمبر 2010 أصيب كمال الشاذلى بغيبوبة، نقل على أثرها إلى المركز الطبى العالمى بالقرب من مدينة العاشر من رمضان، وفى العاشرة صباحا تحسنت حالته، وكانت الأمور على ما يرام، إلا أن عائلته فوجئت بإدارة المستشفى تخبرهم بوفاته في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وكان السبب المعلن هو هبوط حاد في الدورة الدموية. قبل شهور من هذه الواقعة كان كمال الشاذلى قد عاد من أمريكا بعد رحلة علاج قصيرة، ولم تكن الصور التي نشرت له مفاجئة، بل صدمة كاملة، فقد بدا الرجل نحيلا للغاية، للدرجة التي لم يتعرف أحد عليه عند مطالعة الصور للوهلة الأولى، فلم يتخيل أحد أن يتحول الرجل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس لسنوات طويلة إلى هذه الهيئة. خرج كمال الشاذلى من مصر وهو يسير على قدميه، وعاد إليها غير قادر على السير، وعندما خرج من المطار، خرج محمولا على شيزلونج وفى حالة إعياء شديدة، وكان يصحبه أبناؤه الثلاثة محمد ومعتز ومنى، أحاطوا بوالدهم في لحظة ضعف نادرة وحزينة، الله وحده يعلم كيف تحملوها، ولا كيف يتعاملون معها عندما يتذكرونها الآن، ففى لحظة تحول الرجل الذي كان سندا طوال حياتهم إلى كيان ضعيف يحتاج إلى من يساعده بل يحمله، لأنه أصبح عاجزا عن المشى من الأساس. رحلة كمال الشاذلى مع المرض بدأت قبل وفاته ما يقرب من العام، فقد سافر إلى ألمانيا لإجراء تحاليل في الجهاز الهضمى بعد الاشتباه في إصابته بسرطان في الأمعاء، وعندما عاد إلى مصر انتهى من إجراءات سفره إلى ألمانيا مرة أخرى لإجراء عملية جراحية في مركز بمقاطعة مجاورة لفرانكفورت مشهور بتخصصه الدقيق في علاج الجهاز الهضمى. قبل السفر بأيام، وهنا تأتى الريبة والشك، تم تغيير قرار سفر كمال الشاذلى من ألمانيا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتم اختيار مستشفى كليفلاند لإجراء عمليته الجراحية، رغم أنها فعليا ليست متخصصة في أمراض الجهاز الهضمى، بل متخصصة في أمراض القلب، لم يناقش كمال الشاذلى منطقية تغيير القرار، ولم يسأل أحد ممن حوله عمن تدخل في اللحظة الأخيرة ليغير وجهته من ألمانيا إلى أمريكا. في كليفلاند ورغم سمعتها الطبية العالمية فإنه وفى أثناء إجراء العملية الجراحية حدث خطأ تسبب في إصابة الشاذلى بتسمم في الدم، تم تداركه، إلا أن هناك من يشير إلى أن خطأ ملحوظا تم في العملية، وبعد عودته لم يستمر سوى أيام عقد فيها مؤتمر انتخابى استعدادا لانتخابات 2010 ثم لقي ربه. هنا تأتى الأسئلة المشروعة التي لا يستطيع أحد أن يصادرها أو يقف في طريقها، بل لا بد من الإجابة عنها، لأن الإجابة يمكن أن تمثل بالنسبة إلينا حلا لواحد من ألغاز الصراع على السلطة في مصر. ثم هناك ما هو أهم، أقصد ما يحيط بمستشفى كليفلاند تحديدا من شبهات، خصوصا أن عمر سليمان لقي حتفه فيه، بل تكرر معه نفس ما حدث مع كمال الشاذلى، لقد سافر سليمان أكثر من مرة إلى ألمانيا لتلقى العلاج، وفجأة هناك من تدخل وأقنعه بضرورة السفر إلى مستشفى كليفلاند، وهو المستشفى الذي لم يخرج منه إلا جثة هامدة، وما زالت هناك شكوك كثيرة تحيط بما جرى في المستشفى، وهناك من يجزم بأن سليمات مات هناك مقتولا، وهى شكوك لا يريد أحد أن يجتهد ليحسمها بنعم أو لا... وهو نفس ما يواجهنا مع كمال الشاذلى. فهل تم تغيير وجهة سفره من ألمانيا إلى أمريكا، لأن هناك من كان ينتظره لينهى حياته؟ وهل كان الخطأ الطبى الذي حدث له في أثناء إجراء العملية الجراحية مقصودا أم خطأ عابرا يمكن التغاضى عنه، رغم أننا نتحدث عن مستشفى كبير وعريق؟ لا أملك إجابة محددة عن هذه الأسئلة، لكن يمكننى أن أشير إلى أن من قام بتغيير قرار علاج كمال الشاذلى في وزارة الصحة المصرية كان مسئولا كبيرا في الدولة، فلا أحد غير مسئول كبير يستطيع أن يتدخل، ويمكننى أن أشير إلى أن حالة الصخب السياسي التي مات الشاذلى في ظلالها جعلت المحيطين به يسارعون في دفنه دون السؤال عما جرى له، فقد كان هناك ما يشغلهم، ثم أنهم اعتبروا الوفاة قضاء وقدرا، والرجل كان مريضا. لقد خرج كمال الشاذلى من مصر ووزنه تقريبا 120 كيلو، وعاد إليها وقد فقد نصف وزنه تقريبا، فلم يكن إلا 60 كيلو فقط، فهل كان المرض وحده هو السبب في هذا التناقص الرهيب، أم أن الخطأ الجراحى الذي حدث في كليفلاند كان هو السبب، وهو السبب نفسه الذي أدى إلى وفاته؟ حتى الآن لا يمكن أن نمسك بطرف خيط يشير إلى أحمد عز فيما جرى، رغم أن عز ومجموعته في الحزب الوطنى كان يهمها أن يختفى كمال الشاذلى من على الساحة السياسية.. أستبعد أن يكونوا وراء وفاته الغامضة، لكن على الأقل رغبتهم في إبعاده تجعلنا نتساءل على الأقل عن عدم سؤالهم أو تحقيقهم في وفاته المريبة. يرى مقربون من كواليس الحياة السياسية خلال السنوات الأخيرة من حكم مبارك أنه بداية من عام 2000، وهو العام الذي دخل فيه جمال مبارك إلى الحياة السياسية، وأصبح الحديث يدور على استحياء عن مشروع التوريث، بدأت خطة تقليص نفوذ كمال الشاذلى في الحكومة والحزب الوطنى والحياة السياسية بشكل عام، بل وصل الأمر إلى الرغبة في قصقصة ريشه، وهو الأمر الذي تم من خلال ما يمكننا اعتباره اغتيالا كاملا للشخصية. كان كمال الشاذلى عصيا على الاستيعاب، كل رموز نظام مبارك كانوا يباركون وجود جمال، وكانوا يفعلون ذلك من أرضية أنهم يملكون أرضية سياسية من السهل أن يفقدوها في أي لحظة وبقرار من القيادة السياسية، لكن كمال الشاذلى وإلى جوار امتلاكه الأرضية السياسية، فكان يمتلك أرضا سياسية يستمدها من أهالي دائرته، وشعبيته الجارفة التي اكتسبها من عمله الميدانى داخل الحزب الوطنى. ولم يكن في استطاعة أحمد عز الذي كان جمال مبارك يقف وراءه بقوة أن يصعد إلا بعد تحطيم كمال الشاذلى وبشكل كامل، ويمكننا أن نرصد وقائع عديدة، كان الهدف منها هو تقليص دور الرجل الذي كان مسيطرا على الحياة البرلمانية، وقادرا على التعامل مع المعارضة المصرية بكل أشكالها وأطيافها ببراعة شديدة. أولى هذه الوقائع كانت إصرار أحمد عز على التركيز على أن هناك حرسا قديما وحرسا جديدا في الحزب الوطنى وأن هناك فكرا جديدا تقدمه المجموعة الجديدة، في مواجهة فكر قديم تحمله المجموعة القديمة، وقد فطن صفوت الشريف إلى هذه الحيلة، فكثف من حديثه على أنه ليس هناك حرس قديم وحرس جديد داخل الحزب، فالكل يعمل تحت راية رجل واحد هو حسنى مبارك، ولما وجد الشريف أنه لا حيلة في هذه الصيغة، راح يؤكد مرة أن هناك محاولة للوقيعة بين أجيال الحزب، وعندما استسلم تماما، صرح بأن الفكر الجديد هو فكره هو، وأنه أول من طالب بثورة تحديث وتجديد داخل الحزب الوطنى، ولما وجد نفسه مضطرا إلى أن يتعامل مع الواقع الجديد، قال إن أمانة السياسات التي يرأسها جمال مبارك هي عقل الحزب النابض. كان كمال الشاذلى على العكس تماما من صفوت الشريف كان على ثقة أن من يروجون لما يسمى الفكر الجديد لا يهدفون إلا لإزاحة القيادات القديمة والتاريخية للحزب، وكان هو على رأسهم، وأن هذا الفكر الجديد تحديدا هو الذي سيغرق مصر كلها وليس الحزب الوطنى فقط، وهو ما قاله لى قبل شهور من موته، فقد صرح وبالاسم أن أحمد عز سيغرق البلد كلها. في عام 2002 كان من المفروض أن يتم تصعيد كمال الشاذلى ليصبح أمينا عاما للحزب، لكن تمت إزاحته، وتم تصعيد صفوت الشريف للمنصب، رغم أن صفوت فعليا لم يكن فاعلا في الحزب، كان أمينا مساعدا وأمينا للإعلام على الورق، لكن الهدف كان فقط إبعاد الشاذلى. ثم جاءت الضربة الكبرى، كان كمال الشاذلى أمينا للتنظيم، فتم تكسير الأمانة إلى ثلاث أمانات، الأولى أمانة السياسات ويرأسها جمال مبارك بنفسه، والثانية أمانة الشئون المالية والإدارية ويرأسها زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية وقتها، والثالثة أمانة العضوية ويرأسها أحمد عز، ليصبح كمال الشاذلى قائدا بلا معركة. الضربة التالية تلقاها كمال الشاذلى من عز ورجاله داخل االحزب والحكومة في عام 2004، عندما أصبح أحمد نظيف رئيسا للوزراء، قبلها كان الشاذلى وزيرا لشئون مجلسى الشعب واالشورى، وكان فعليا دينامو البرلمان بجناحيه، وكان يستطيع أن يسيطر عليه بنظرة واحدة، لكن فجأة تم تفتيت الوزارة، فأصبح فقط وزير دولة لشئون مجلس الشعب، ليصبح مفيد شهاب وزير دولة لشئون مجلس الشورى، وأغلب الظن أن اختيار مفيد شهاب كان مقصودا لإحراج كمال الشاذلى، فقد جاءوا بقامة كبيرة حتى لا يحتج، أو يتحجج بأنهم جاءوا بمجهول حتى يحل محله. الضربة الكبرى التي استطاع كمال الشاذلى أن يتفادها ببراعة، كانت ما خططوا له في انتخابات 2005، وقتها كان كمال الشاذلى يستعد لخوض الانتخابات البرلمانية، فوجد مساندة من أسماء ثقيلة في الحزب الوطنى للمرشح المنافس له، لم تكن المساندة واضحة، بل كان هناك إيحاء بأنهم يساندونه ويقفون إلى جواره، لكن الشاذلى حسم المعركة لصالحه من خلال شعبيته الجارفة في دائرة الباجور، وهى الدائرة التي كان يراهن عليها خلال حياته البرلمانية الطويلة. يوم الأربعاء 9 نوفمبر 2005 انفرد عمرو أديب في برنامجه «القاهرة اليوم»، وكان يجلس إلى جواره وقتها أحمد موسى بخبر اكتساح الشاذلى للانتخابات، وتحقيق فوز بنسبة 80 بالمائة، لكن الغريب أنه في نفس الوقت كان هناك خبر على قناة "النيل الدولية" بأن كمال الشاذلى سيدخل جولة الإعادة مع المرشح المنافس، ولم يكن هناك أي تفسير لهذا الخبر إلا أن لوبى أحمد عز أصدر أمرا لأنس الفقى لنشر الخبر لإثارة البلبلة في دائرة الباجور، وللتشكيك في شعبية كمال الشاذلى، فقد كانت هناك رغبة في هزيمة الرجل بأى طريقة في دائرته الانتخابية. لم تتوقف الضربات التي تلقاها كمال الشاذلى عند هذا الحد. لقد خرج منتصرا من الانتخابات، وكان يجب تكريمه، لكن ما حدث فعليا أنه تم تهميشه أكثر، فقد صدر قرار بإخراجه من الوزارة التي كان يشغلها، وزارة الدولة لشئون مجلسى الشعب إلى رئاسة المجالس القومية المتخصصة، كان الخبر مفاجئا وصادما، واعترض عليه كثيرون، على اعتبار أن هذا المنصب ركنة وليس أكثر من ذلك، ثم أن هذه المجالس تضم خيرة عقول مصر، ووجود كمال الشاذلى السياسي العريق على رأسها ليس مناسبا، فقدراته وإمكانياته يمكن أن تكون مفيدة في مكان آخر. في 1 يناير 2006 صدر القرار لكمال الشاذلى، والملاحظة المزعجة أنه صدرت الأوامر لوسائل الإعلام المختلفة بعدم نشر الخبر أو الاحتفاء به، ولم ينشره فعلا إلا أسامة سرايا في جريدة "الأهرام"، فقد كانت هناك رغبة في الاحتفاء بخبر خروجه من الوزارة لتأكيد أنه تم ركنه... وحتى يتم التخلص منه حتى النهاية تم إخراجه من أمانة التنظيم ليتولى أمورها أحمد عز من بعده. كان أمر النظام غريبا جدا مع كمال الشاذلى، ففى نفس الانتخابات لم تحقق رموز من رجال الحزب الوطنى نتائج مشرفة، لكن لم يتم الاقتراب منهم، بل تم الإبقاء عليهم في مناصبهم. لقد استطاع كمال الشاذلى أن ينجح وينجح معه مرشح الحزب عن العمال، وكان للشاذلى دور في ذلك، في الوقت الذي لم يستطع فتحى سرور في دائرته السيدة زينب ولا أحمد عز نفسه في دائرة منوف والسادات، فقد نجح إلى جوارهما مرشح الإخوان المسلمين، ودخل سيد مشعل جولة الإعادة وتعب كثيرا حتى يدخل البرلمان، إلا أن أحدا لم يقترب منهم، ليتم إبعاد كمال الشاذلى وحده. لقد توقع كثيرون أن تتم مكافأة كمال الشاذلى بعد كل هذا العمر البرلمانى، وبعد إثبات كفاءته وشعبيته، وبعد نجاحه في 2005 هتف أبناء دائرته: "يا كمال يا حبيب الشعب.. يا رئيس مجلس الشعب»، متوقعين أن تاريخه البرلمانى لا بد من تتويجه رئيسا للبرلمان، لكن ما حدث كان شيئا آخر تماما، وهذه قصة طويلة أخرى. من النسخة الورقية